أضواء على الصحافة الاسرائيلية 15 آذار 2017
نتنياهو يرغب بالتوصل قريبا الى تفاهم مع واشنطن بشأن البناء في المستوطنات
تكتب صحيفة "هآرتس" ان رئيس الحكومة الاسرائيلية، بنيامين نتنياهو يرغب بالتوصل خلال عدة اسابيع الى تفاهمات مع الادارة الأمريكية في موضوع كبح البناء في المستوطنات، وحسب مسؤول اسرائيلي رفيع، فان هذا ما يقدر نتنياهو حدوثه. وحسب اقوال المسؤول، فانه على الرغم من ان التفاهمات مع ادارة ترامب، يتوقع ان تشمل استعداد اسرائيل لفرض قيود كبيرة على البناء في المستوطنات، الا ان المسؤولين في ديوان نتنياهو يعتقدون بأن هذا الأمر لن يؤدي الى تضعضع الائتلاف الحكومي.
وقال المسؤول الرفيع، والمشارك في الاتصالات بين اسرائيل والولايات المتحدة: "لا يوجد شيك مفتوح من قبل ترامب يسمح بالبناء في المستوطنات، وهذا الأمر كان واضحا منذ لحظة دخوله الى البيت الابيض". واضاف: "نحن نبحث عن العامل المشترك مع الامريكيين الذي سيسمح بالبناء، من جهة، ودفع خطوات سياسية مع الامريكيين في مجالات عدة، من جهة اخرى".
وكان نتنياهو قد اجتمع، مساء امس الاول، مع المبعوث الأمريكي جيسون غرينبلات لأكثر من خمس ساعات. وشارك في غالبية اللقاء السفير الاسرائيلي لدى واشنطن، رون دريمر، وتم تكريس الجزء الاكبر من المحادثة لمحاولة بلورة تفاهمات بين الجانبين في موضوع البناء في المستوطنات. ومن المتوقع ان يجتمع نتنياهو وغرينبلات مرة اخرى هذا الاسبوع، قبل مغادرة الاخير للبلاد.
ويوم امس، قال نتنياهو خلال مؤتمر صحفي عقده في ديوانه ان محادثاته مع غرينبلات كانت جيدة وعميقة. واضاف: "لا استطيع القول بأننا انتهينا او اتفقنا. نحن في عملية حوار متبادل، حقيقي وصادق في المعنى الايجابي للكلمة."
وقال المسؤول الرفيع المطلع على تفاصيل اللقاء بين نتنياهو وغرينبلات ان الطرفان على طريق التوصل الى تفاهمات، وان هذا الأمر لن يستغرق وقتا طويلا. واضاف: "خلال عدة اسابيع سنتوصل الى تفاهم حول حدود قطاع البناء في المستوطنات، ما الذي يمكن عمله وما لا يمكن عمله، وخاصة كيف يتم العمل بالتنسيق وليس بشكل احادي الجانب. نحن نريد التوصل الى سلسلة من المبادئ المتفق عليها لكي لا نرجع الى فترة اوباما، التي وقعت خلالها مواجهة عحول بناء كل شرفة في المناطق".
وعلم انه حتى اذا تم التوصل الى تفاهمات مع ادارة ترامب حول البناء في المستوطنات، فان نتنياهو ليس معنيا بالتصويت عليها في المجلس الوزاري وتحويلها الى قرار رسمي. ويسعى نتنياهو من وراء ذلك الى منع حدوث ازمة سياسية مع البيت اليهودي على خلفية كبح البناء في المستوطنات. وقال مسؤول اسرائيلي رفيع ان المسؤولين في ديوان نتنياهو يعتقدون بأن كل تفاهم سيتم التوصل اليه مع الولايات المتحدة لن يؤدي الى ازمة سياسية، على الاقل خلال الاشهر القريبة.
وقال المسؤول الاسرائيلي ان رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو طرح خلال اجتماعه بغرينبلات، امس الاول، مسألة اقامة مستوطنة جديدة لمستوطني عمونة سابقا. وحسب المسؤول فان "نتنياهو يتمسك بوعده بإقامة المستوطنة".
عباس وغرينبلات يؤكدان الالتزام بدفع سلام حقيقي
الى ذلك، قالت القنصلية الأمريكية في القدس، امس، ان الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ابلغ المبعوث الامريكي جيسون غرينبلات، خلال اجتماعه به في رام الله، (الثلاثاء)، انه ملتزم بمحاربة العنف والارهاب، والعمل ضد التصريحات المحرضة في الجانب الفلسطيني. ومن جانبه قال غرينبلات لعباس ان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ملتزم بالعمل مع الجانبين من اجل تحقيق السلام بواسطة المفاوضات المباشرة. واكد المبعوث الامريكي امام الرئيس الفلسطيني اهمية ان تعمل كل الأطراف من اجل تقليص التوتر ومنع التصعيد الميداني.
واضاف بيان القنصلية الامريكية ان غرينبلات وعباس اعربا خلال اللقاء عن التزام الولايات المتحدة والسلطة الفلسطينية بدفع السلام الحقيقي والمستدام بين اسرائيل والفلسطينيين. وقال عباس لغرينبلات انه يمكن تحقيق سلام تاريخي في ظل ادارة ترامب. وحسب البيان فقد "قال الرئيس عباس لغرينبلات انه ملتزم تماما بخلق اجواء تساهم في تحقيق السلام وانه سيزيد من جهوده امام الرأي العام الاسرائيلي".
وحسب ما قاله مصدر فلسطيني مطلع على تفاصيل اللقاء، فقد اوضح عباس لغرينبلات ان القيادة الفلسطينية مستعدة لإعطاء فرصة اخرى لاستئناف العملية السياسية والمفاوضات مع اسرائيل، اذا عرضت ادارة ترامب صيغة تثبت استعداد حكومة اسرائيل مبدئيا للتوصل الى اتفاق على أساس الدولتين.
وحسب المصدر الفلسطيني، فقد تحدث عباس والطاقم الذي شارك في الجلسة، مع غرينبلات عن الحاجة الى التزام حكومة اسرائيل بإنهاء الصراع. وقال المصدر ان "غرينبلات سمع كل ما يجب ان يسمعه من ابو مازن حول سلوك نتنياهو وحكومته وقال ان الاقتراح الوحيد الذي يجب ان يطرح على الطاولة هي صيغة الدولتين على اساس حدود 67".
وفي هذا السياق، تكتب "يديعوت أحرونوت" ان المحاولات الامريكية لاستئناف المفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين دخلت في مرحلة متقدمة بعد ان علم بأن الرئيس ترامب ينوي عقد مؤتمر اقليمي في الشرق الاوسط. وحسب المسؤول الفلسطيني صائب عريقات، فانه من المتوقع عقد المؤتمر في عمان.
وفي الموضوع ذاته، استقبل ترامب، امس، ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان في البيت الأبيض، وناقش معه امكانية ضم دول عربية، بما فيها السعودية، الى عملية سلام اقليمي، تقوم على مبادئ المبادرة السعودية: حل الدولتين كخطوة تقود ليس فقط الى سلام بين اسرائيل والفلسطينيين وانما بين اسرائيل ودول عربية اخرى.
وحسب ما نشرته وسائل اعلام عربية، فان ترامب ينوي عرض صفقة على عباس، من اجل اقناعه بالمشاركة في المؤتمر الاقليمي، وفي جوهرها: تجميد البناء خارج الكتل الاستيطانية، الأمر الذي من شأنه تمكين عباس من العودة الى المفاوضات، ووقف خطة نقل السفارة الأمريكية الى القدس.
وقال مصدر امريكي، امس، ان "ترامب اجرى عدة محادثات هاتفية مع نتنياهو، والان يريد لقاء عباس، والامل هو ان يتم بعد اللقاء تحريك عملية سلام اقليمي. الأمر لن يكون سهلا، ولكن التوجه هو عدم ترك حجر الا وقلبه".
الاحتلال في القدس يغلق قسم الخرائط في جمعية الدراسات العربية ويحقق مع مديره
كتبت صحيفة "هآرتس" ان شرطة القدس اغلقت امس (الثلاثاء) مكتب قسم الخرائط في جمعية الدراسات العربية في بيت الشرق. وجاء في بيان وزارة الأمن الداخلي ان الوزير غلعاد اردان قرر اغلاق المكتب الذي عمل في بيت حنينا بسبب ارتباطه بالسلطة الفلسطينية. واضاف البيان انه "حسب معلومات وصلت من شرطة القدس، فقد قامت السلطة الفلسطينية بتفعيل هذا المكتب الذي يهتم بالخرائط ويقوم بتسجيل وتعقب اراضي الفلسطينيين في القدس الشرقية ويتعقب التغييرات التي تقوم بها اسرائيل على الأرض والتي يصفها بأنها 'سرقة اراضي' من قبل الحكومة الاسرائيلية".
وجاء في بيان نشرته السلطة الفلسطينية، صباح امس، ان المكتب يتبع لقسم الدراسات الجغرافية والخرائط في جمعية الدراسات العربية. وشجبت السلطة قرار اسرائيل اغلاق المكتب وادعت ان القرار هو جزء من حملة واسعة لشطب الوجود الفلسطيني في القدس.
لكن الشرطة تدعي ان المكتب يعمل تحت ستار الاستشارة الجغرافية بينما يتم تمويله من قبل السلطة الفلسطينية ويحافظ على تواصل دائم مع الأجهزة الأمنية الفلسطينية، ويتابع عمليات بيع الأراضي لليهود وتسجيل عقارات للفلسطينيين في المدينة والانشاءات التي تقوم بها اسرائيل على الارض، وحين يثور الاشتباه بالتزييف او نية بيع ارض او بيت ليهودي، يجري فتح تحقيق من قبل اجهزة الامن الفلسطينية".
ويقوم بتفعيل المكتب د. خليل تفكجي، الجغرافي والباحث في الاستيطان. وتعرفه طواقم المفاوضات الاسرائيلية جيدا، لأنه شارك في قسم من المفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين. وكان يعمل في السابق من بيت الشرق الذي اغلقته اسرائيل في 2001.
وخلال اجتياح المكتب صباح امس، تحدث تفكجي مع مراسل وكالة "أي. بي" وابلغه بأن الشرطة صادرت اجهزة الحاسوب والملفات، لكن الشرطة فصلت الخط الهاتفي واحتجزته للتحقيق.
الا ان السلطات الاسرائيلية تراجعت بعد ساعات عن اتهامها له بان مؤسسته تابعة للسلطة الفلسطينية في القدس الشرقية، وسمحت له باستئناف عمله من هذا المكتب. وقال تفكجي: "حققوا معي في مركز تحقيق المسكوبية حول عملي مع السلطة الفلسطينية. فقلت لهم انني كنت عضوا مفاوضا في الوفد الفلسطيني مع اسرائيل بين 1991 و2001".
واضاف: "نفيت ان اكون اعمل لدى السلطة الفلسطينية جملة وتفصيلا، وقلت لهم ان عملي يتركز على مسألة هدم المنازل وكيفية ترخيصها ووضع الخرائط لها." وتابع: "طلب مني المحقق ان احضر غدا (اليوم) لتسلم المعدات واعادة فتح المكتب".
الجيش يدمر مطبعة بن خلدون في طولكرم
كتبت "هآرتس" ان الجيش الاسرائيلي، داهم قبل اسبوعين، مطبعة بن خلدون في طولكرم وصادر معدات ودمر اخرى، تقدر تكلفتها بمئات الاف الدولارات، حسب ما قاله اصحاب المطبعة. ومن بين ما صادرته قوات الامن اجهزة حاسوب ماكنتوش ومعدات طباعة وملقمات حاسوب.
وقال اصحاب المطبعة ان الجنود لم يشرحوا لهم ما هو الهدف من اقتحام المطبعة ومكاتبها ولم يعرضوا أي امر مصادرة قانوني. ومنذ الهجوم على المطبعة التي تعمل منذ عام 1968، تم شل العمل فيها. وقال اصحابها ان الجنود دمروا قسم التصميم ومعدات الطباعة. ويمكن من خلال الصور التي تم التقاطها في المطبعة مشاهدة اجهزة حاسوب محطمة وملقمات مدمرة بالإضافة الى الضرر الكبير الذي لحق بكاميرات الحراسة. وقال اصحاب المطبعة ان الجنود قاموا بتغطية الكاميرات لكي لا توثق الهجوم.
ويدعي الجيش انه تمت مهاجمة المطبعة في اعقاب معلومات اشارت الى طباعة مواد تحريض في المطبعة. لكن اصحابها ينفون بشكل قاطع هذا الادعاء. وفي كل الاحوال ليس من الواضح لماذا قام الجنود بتحطيم اجهزة الحاسوب، بدلا من مصادرتها.
وقال اصحاب المطبعة في رسالة وجهوها الى المستشار القانوني لمنطقة يهودا والسامرة في الجيش، العقيد ايال طوليدانو، انه ليس لديهم أي ماضي امني وانهم انصار سلام، وكتب المحاميان هداس برفاه وامير تاجي لطوليدانو، ان "ادارة المطبعة التي تعرف الوضع السائد في المنطقة ترفض الانتماء او طباعة مواد لأي معسكر سياسي او حزب او حركة سياسية او تنظيم يعتبر ارهابيا".
كما كتب المحاميان ان اصحاب المطبعة كانوا يفصلون موظفا اذا علموا بوجود علاقة له بحماس او بتنظيم آخر. ونفى اصحاب المطبعة ان يكونوا قد قاموا بطباعة منشورات لحماس، كما تم الادعاء. واضاف المحاميان: "في ظل هذه الظروف فان اقتحام الجيش للمطبعة وفصل الكاميرات وشكل السيطرة على المعدات ومصادرتها، وما خلفوه من اضرار، يعتبر غير متناسب بشكل واضح".
نائب المستشار القانوني: "غطاس سيضطر للاستقالة من الكنيست وفقا لصفقة الادعاء"
كتبت "هآرتس" ان لجنة الكنيست ناقشت، امس، ولأول مرة، طلبا قدمه 71 نائبا لاقالة النائب باسل غطاس (القائمة المشتركة)، على خلفية مسودة لائحة الاتهام التي اعدتها النيابة ضده بتهمة تهريب اجهزة هاتف خليوي الى اسرى امنيين. وتم تأجيل التصويت على فصل النائب غطاس الى يوم الاثنين القادم. واذا صودق على مشروع الفصل فسيتم تحويل القرار الى الهيئة العامة للتصويت عليه، وهناك يجب ان يؤيده 90 نائبا على الأقل من اجل اقالة غطاس.
ورفض النائب غطاس حضور الجلسة او ارسال من ينوب عنه. وهذا هو اول نقاش تجريه اللجنة في موضوع كهذا، منذ المصادقة على قانون اقالة النواب في الصيف الماضي.
وشارك في الجلسة نائب المستشار القانوني للحكومة، راز نزري، والذي عرض امام اللجنة مبادئ صفقة الادعاء التي يجري العمل عليها، وقال ان الصفقة تنص على استقالة غطاس من الكنيست، وتشمل اتهامه بمخالفات من نوع الجريمة، وايضا مخالفة حسب قانون مكافحة الارهاب. واضاف ان الصفقة ستشمل، ايضا، الاعتراف بالمخالفات والعقوبة بالسجن لفترة ملموسة، والسجن مع وقف التنفيذ ودفع غرامة.
وسألت النائبتان رفيطال سويد واييلت نحمياس فاربين، نائب المستشار عما اذا كانت الكنيست تملك صلاحية اقالة غطاس على خلفية المخالفات الأمنية المنسوبة اليه، الا انه تهرب من الرد.
وقال نزري ان محامي غطاس يجب ان يقرر حتى يوم الخميس ما اذا سيوقع على الصفقة، واذا تم ذلك، فسيضطر الى الاستقالة مع تقديم لائحة الاتهام ضده، والتي يتوقع ان يتم تقديمها يوم الاحد القادم. واضاف نزري: "بالنسبة لنا تعتبر هذه الادانة "وصمة عار"، وسنلتمس الى المحكمة بهذا الشأن. وفي حال وجود وصمة عار سيتم انتزاع حقوق معينة منه، وهذا سيؤثر على امكانية اعادة انتخابه لمدة سبع سنوات".
وقدرت المعارضة بأن قانون الاقالة ليس على صلة بهذه الحالة وان النيابة تفضل عدم قول ذلك في هذه المرحلة كي يوقع غطاس على الصفقة ويستقيل وهو يعلم ان الكنيست قد تفصله في كل الاحوال.
وقال رئيس لجنة الكنيست يوآب كيش، في بداية الجلسة ان هناك فارق كبير بين نواب التجمع وبقية نواب القائمة المشتركة. واضاف: "انا انتمي الى معسكر اليمين واعتقد اننا اخطأنا عندما رفعنا نسبة الحسم. لقد خلقنا بأنفسنا التشويه الكامن في جولة المصالح المختلفة في القائمة المشتركة. انا اتحدث مع اعضاء المشتركة، وهناك فوارق ونسبة قليلة من المشترك في القائمة. يمنع التعميم، فليس كل اعضاء المشتركة يتماثلون مع التجمع".
واوضح المستشار القانوني للكنيست، المحامي ايال يانون، للنواب انهم يملكون صلاحية مناقشة اقصاء النائب غطاس اذا اقتنعوا بدعمه لتنظيم ارهابي يعمل ضد اسرائيل، رغم ان المحاكمة لم تبدأ بعد. ودعا يانون النواب الى الاخذ في الاعتبار بأن لائحة الاتهام النهائية ضده لن تشمل مخالفات امنية خطيرة وانه يمكن للمحكمة ان تبرئ غطاس من المخالفات الأمنية المنسوبة اليه – وهو اجراء قد ينتهي فقط بعد ان تكون الكنيست قد استكملت فصله.
وقال الوزير زئيف اليكن الذي بادر الى جمع التواقيع على طلب اقالة غطاس: "نحن نعتقد بالتأكيد انه يوجد هنا السبب الملائم، دعم الكفاح المسلح من قبل دولة معادية ضد اسرائيل". واضاف الكين انه "طالما لم يتم التوصل الى صفقة بين غطاس والنيابة العامة، فان اعضاء الكنيست سيتعاملون مع مسودة لائحة الاتهام التي تتحدث عن "تشكيل خطر على حياة انسان، التسبب بعمل خطير لانسان، المس بأمن الدولة ومساعدة تنظيم ارهابي، والدعم والمساعدة على ارتكاب مخالفة ارهابية خطيرة. واذا لم تكن هذه امثلة تناسب البند 7أ (الذي يسمح بالفصل على خلفية دعم تنظيم ارهابي) فانا لا اعرف ما الذي يناسبه".
وقال الكين ان النقاش لا يجري على اقالة نائب عربي وانما على اقالة نائب ساعد تنظيما ارهابيا، واضاف: "ليس صدفة ان غطاس لم يكلف أي نائب بتمثيله، فهو يعرف في اعماق قلبه بأن النواب الذين يدافعون عن غطاس هنا كانوا سيصوتون ضده في الهيئة العامة. لا توجد هنا سياسة، ولا يمين ويسار، وانما مساعدة المخربين".
مؤتمر ميرتس يرفض اعتماد "البرايمرز المفتوح"
ذكرت "هآرتس" ان مؤتمر حركة "ميرتس" رفض مساء امس الثلاثاء، اقتراح رئيسة الحزب النائب زهافا غلؤون، تبكير موعد الانتخابات لرئاسة الحزب واجرائها بطريقة "البرايمرز المفتوح". واعلن النائب ايلان غيلؤون، الذي عارض الاقتراح، انه سينافس على رئاسة الحزب في الانتخابات الداخلية القريبة.
يشار الى ان غلؤون اقترحت بان يصادق المؤتمر بشكل مبدئي على الانتقال الى البرايمرز المفتوح، وبعد ذلك تنعقد مؤسسات الحزب من اجل صياغة اقتراح دقيق، وطرحه للتصويت عليه في المؤتمر. اما حسب الطريقة المتبعة حاليا فان المؤتمر الذي يضم الف عضو ويتم انتخابه مرة كل اربع سنوات من قبل اعضاء الحزب، هو الذي ينتخب رئيس الحزب وقائمة المرشحين للكنيست.
وقالت غلؤون في كلمتها ان "المطلوب منا التوقف عن الانغلاق داخل نادي اعضاء مغلق، انا مرتاحة في هذا النادي. والطريقة الحالية مريحة لي. لكنني اقترح التخلي عن العامين المتبقيين لي وترشيح نفسي في انتخابات داخلية مفتوحة. ما الذي تخافون منه؟"
وقالت غلؤون بعد رفض اقتراحها انها تنوي عرض الاقتراح امام بقية مؤسسات "ميرتس" واعربت عن أسفها لمعارضة غيلؤون للاقتراح وقالت: "اذا لم يتم فتح ابواب ميرتس، فإنها لن تبقى".
المصادقة على تعديل قانوني يسمح بشطب مرشحين بسبب تصريحاتهم!
تكتب "هآرتس" ان الكنيست صادقت في القراءتين الثانية والثالثة، امس، على تعديل قانون اساس الكنيست، بحيث اصبح يسمح بشطب مرشحين للكنيست بسبب تصريحاتهم. ويمنع القانون الجديد ترشيح من اعرب عن دعمه للكفاح المسلح الذي تخوضه دولة معادية او تنظيم ارهابي ضد اسرائيل، او حرض على العنصرية او رفض قيام اسرائيل كدولة يهودية وديموقراطية. ويشار الى ان قانون الكنيست كان يسمح حتى الان بشطب مرشح اذا قام بعمل في هذا الاطار وليس بسبب تصريح كهذا.
وقال المستشار القانوني للجنة الدستور البرلمانية ان التغيير ليس جوهريا، فالمحكمة العليا حددت في كل الاحوال وفي عدة مناسبات بأن عليها التعامل مع تصريحات الشخص كأنها عمل، حين يطلب منها فحص طلب الشطب. وقال رئيس لجنة الدستور النائب نيسان سلوميانسكي (البيت اليهودي): "لقد اجادوا القول بأن علينا ان نبرز ونؤكد ذلك، من اجل منع الاخطاء ومنع النواب الذين يعتقدون ان الأمر يتعلق بالعمل فقط، ويمكنهم التصريح من دون ان يتم شطبهم. من المناسب القول لهم: يا سادة اعلموا ان عليكم ان تضيفوا هذا الموضوع ايضا. هذا لم يأت لتغيير شيء وانما لإبراز الأمر".
وقال المبادر الى التعديل القانوني النائب عوديد فورر (اسرائيل بيتنا) امس، انه يؤمن بأن هذه الخطوة ستحقق التغيير في طرق سلوك نواب في الكنيست الذين سيتخوفون من شطبهم بسبب دعمهم لتنظيمات ارهابية. وقال: "هذا يوم تاريخي، ربما لا نسمع بعد اليوم اصوات التحريض على الارهاب في الكنيست. حان الوقت كي يفهم النواب الذين يحرضون على الارهاب ويرفضون وجود اسرائيل بأن الكلمات التي تخرج من افواههم تؤثر على سامعها، والذي يخرج الى الشارع وينفذ عمليات ضد دولة اسرائيل".
واحتج النائب احمد الطيبي (القائمة المشتركة) على المبادرة وقال: "ليس من السهل ان تكون عربيا في دولة اسرائيل وليس من السهل اكثر ان تكون نائبا عربيا في الكنيست. في دورات الكنيست الاخيرة يتنافس نواب اليمين مع انفسهم حول مشاريع القوانين التي سيعرضونها من اجل اقصاء ممثلي الجمهور العربي. انهم مستعدون لتقبل نوع معين من العربي، الذي يسير حسب مقاييس اصحاب القانون. في تاريخكم تعرفون ظاهرة مماثلة لسلطة ارادت نوعا معينا من اليهود. لا يمكن الاملاء على شعب من يكون قائده".
وقال النائب اسامة السعدي انه "في اليوم الذي يريدون فيه اقصاء نائب بواسطة قانون الاقصاء، يطرحون هذا القانون الذي لا يخفي من اقترحه وحزبه انهم يريدون اقصاء العرب وان تكون الكنيست طاهرة من العرب، كما لا يريدون العرب في الدولة ولذلك فانهم يؤيدون فكرة الترانسفير الحقيرة".
وقال النائب جمال زحالقة انه يجب الغاء البند 7أ (الذي يُعرف الاسباب التي يمكن ان تسمح بشطب مرشح للكنيست). فلهذا البند يوجد بند جنائي موازي ومن يخالف القانون يمكن محاكمته في المحكمة. البند المتعلق برفض وجود اسرائيل كدولة يهودية هو بند سياسي تماما".
فصل صحفية عربية من اتحاد البث بسبب مشاركتها لتغريدة على تويتر
تكتب "هآرتس" انه تم يوم امس فصل الصحفية سماح وتد، التي عملت مقدمة للبرامج في اتحاد البث العام، وذلك بعد ان اعربت في تغريدة لها على تويتر، عن دعمها لباسل الأعرج، المطلوب الفلسطيني الذي قتل هذا الشهر خلال تبادل للنيران مع قوات الجيش قرب رام الله. وتم استدعاء وتد لجلسة استماع وفصلها، بعد قيام القناة 20 بنشر تغريدتها على تويتر.
وقد كتبت وتد تغريدتها في صفحة تحمل اسم "Palestine info center"، التي تظهر فيها صورة للأعرج تحت عنوان "المثقف هو اول من يحارب ولا يتنازل ابدا". وقامت القناة 20 بالتبليغ عن تغريدة وتد على شبكة الانترنت، فيما تمت مهاجمتها من قبل اريئيل سيغل وكالمان ليبسكيند خلال برنامج "الوطني" الذي تبثه القناة. كما تمت دعوة المحامي يورام شفطل الى البرنامج والذي حرض على طردها.
وفي اعقاب الاستماع الى وتد من قبل مدراء اتحاد البث، تم ابلاغها قرار تعليق عملها كمقدمة للبرامج، وانه يمكنها مواصلة العمل كمعدة للتحقيقات فقط. وجاء في بيان لاتحاد البث انه "تم تعليق عمل وتد كمقدمة للبرامج بعد ان تم توضيح خطورة التغريدة التي شاركتها وابعادها. وقد اوضحت وتد بأن مشاركة التغريدة لا يعني دعم مضمونها وانها لا تشجع او تدعم أي نوع من العنف".
ونشرت وتد يوم امس تغريدة ثانية، كتبت فيها ان "مشاركة تغريدة منشورة لا تعني تحديد موقف. لم ادعم ابدا العنف ضد أي طرف. طريقي، ثقافتي وقيمي هي قيم السلام العادل الذي يضع حدا لنزيف الدماء بين الشعوب". وكتبت في تغريدة اخرى: "كيف يمكن لرجال الاعلام تجاهل حقيقة ان المشاركة على تويتر لا تعني بالضرورة الموافقة على مضمون التغريدة".
يشار الى ان وتد شاركت في عدة افلام انتجتها القناة، وكانت المقدمة الاولى والمسلمة الوحيدة المحجبة بشكل كامل.
واشنطن تطالب الاردن بتسليم احلام التميمي
تكتب "يسرائيل هيوم" ان وزارة العدل الامريكية طلبت من الحكومة الأردنية، امس، تسليمها "المخربة" احلام التميمي، التي كانت شريكة في تنفيذ العملية في مطعم "سبارو" في حيفا في 2001، والتي اسفرت عن قتل 15 شخصا، بينهم مواطنين امريكيين.
وتتهم التميمي بنقل "المخرب" عز الدين المصري الى المطعم حيث قام بتفجير نفسه. وحكم على التميمي بالسجن لمدة 16 سنة، لكنه تم اطلاق سراحها في اطار صفقة شليط، وتحولت الى نجم تلفزيوني في الأردن، والى رمز للنضال ضد اسرائيل.
نشر افادة الجنرال ياريف حول حرب الايام الستة
تكتب "يسرائيل هيوم" انه بمناسبة الذكرى الخمسين لحرب الأيام الستة، سمحت وزارة الامن الاسرائيلية بنشر الافادة التي ادلى بها رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية خلال الحرب، الجنرال اهران ياريف، امام قسم التأريخ في الجيش الاسرائيلي. وقال ياريف في افادته: "خلال فترة الانتظار قبل الحرب، كان هناك الكثير من اليهود الذين قالوا 'لماذا يجب تجنيد الاحتياط؟ هذا يستفز العرب'، فقلنا آنذاك: فلنجنده اولا، وبعد ذلك نستعد. وقلت ليتسحاق (رابين) لماذا تشعر بالقلق؟ انت تملك حرية العمل بواسطة التجنيد. اذا شئت تفكك، وان لم تشأ – لا تفكك. الان أنت في وضع جيد".
وتطرق ياريف بذلك الى النقاش التاريخي الذي جرى بعد الحرب. في 12 حزيران 1967، في مكتب وزير الامن موشيه ديان، والذي نوقشت خلاله الاستمرارية بعد الحرب. وقال ياريف: "لقد اراد (ديان) بأن يدير الجيش الأمور. لقد قلنا منذ ذلك الوقت ان السلام لن يتحقق". وحسب ياريف فان الهدف الذي تم تحديده في نهاية الحرب كان "توسيع منطقة الدولة بهدف"، والسلام كان "خدعة" وليس "هدفا". وحسب اقواله، فان تفسير هذا الهدف كان "تحسين الوضع الاستراتيجي ايضا في الحرب، وايضا من خلال حماية مكانة القدس العبرية، الأمن الجارف، حماية مصادر المياه، ضمان مناطق معيشة اخرى – بالقدر الممكن من دون اضافة عرب او اضافة الحد الادنى منهم، السلام والمفاوضات المباشرة، خدعة وليست هدفا".
ويقول ياريف في افادته المسجلة ان الاستخبارات تكهنت بأن الرئيس المصري جمال عبد الناصر لا ينوي مهاجمة اسرائيل خلال فترة الانتظار، لكن رئيس الاركان في حينه، يتسحاق رابين، استصعب تقبل ذلك. "لقد ازعج هذا الأمر رابين طوال الوقت. منطقه المنهجي لم يستوعب خطوة ناصر. لم يفهم ان ناصر هنا اصبح مجرورا". لقد سئل عن موعد اتخاذ القرار بفتح الحرب: "جرى نقاش لدى رئيس الحكومة (ليفي اشكول) وتبلور خلاله الرأي بأنه يجب فتح الحرب.. لم تكن هناك معايير عسكرية (في اتخاذ القرار) وانما سياسية فقط".
وحول قرار احتلال البلدة القديمة، قال ياريف: "لقد قال وزير الامن: 'البلدة القديمة – تعالوا نغلق عليها'، لأنه كانت فيها اماكن مقدسة، (وهذا سيسبب) مشكلة مع العالم وما اشبه.. ما الذي سبب التغيير؟ اعتقد – ببساطة، ان التطورات الميدانية (هي السبب)". وبالنسبة لهضبة الجولان، قال الجنرال ياريف انه في الثامن من حزيران، جرى نقاش شديد حول الموضوع، ولم يكن وزير الأمن مستعدا لاحتلال الهضبة لثلاثة اسباب: الروس، الامم المتحدة والخسائر. "خرجنا جميعا في حالة مزاجية سيئة، وبشعور بأننا ننهي هنا الحرب دون اني تم استكمال العمل.. عندها قرأت في الصباح بأن وزير الامن غير رأيه".
وحسب ياريف، فقد فكر ديان وفكر، ثم فكر، وجاء في الصباح ووجد سببا لتغيير القرار. لقد قال ان هناك نبأ حول انهيار المنظومة المصرية. قلت: 'ليس لدي نبأ كهذا'.. بعد ذلك سمعت ديان يقول انه يجب تبليغ رئيس الحكومة بأننا 'تلقينا نبأ من شعبة الاستخبارات بأن المنظومة في سيناء تنهار'. قلت: 'موشيه، انها لا تنهار'، فقال: 'قل انه من الأنباء التي تسلمتها من شعبة الاستخبارات استنتج بأن المنظومة تنهار' ".
وحسب ياريف فقد اصدر ديان ثلاثة توجيهات بشأن قناة السويس: تدمير الجيش المصري، عدم الدخول الى القطاع وعدم الوصول الى القنال. "لماذا؟ انه لم يقل لكنني افسر: القنال يعتبر مسألة دولية، ولا يريد التورط.. غزة هي عش دبابير".
مستوطنو عمونة يهددون نتنياهو ببدء بناء مستوطنة لهم بشكل مستقل
تكتب يديعوت أحرونوت" انه بعد يوم من اجتماع رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو بالمبعوث الامريكي جيسون غرينبلات، بعث رجال بؤرة عمونة برسالة الى نتنياهو، طالبوه فيها باطلاعهم على خطته لإقامة مستوطنة جديدة لهم، كما تم الاتفاق قبل هدم البؤرة.
وطالب المستوطنون رئيس الحكومة بالعمل فورا على اقامة المستوطنة الموعودة، وكتبوا: "اليوم، بعد شهرين من دخول الرئيس ترامب، هل كان كل هذا العرض (الاتفاق على إقامة مستوطنة) هو عرض كاذب هدف الى كسب الوقت ام انك تحب المستوطنات فعلا؟ عمونة هي امتحانك، ولا يوجد أي مبرر قانوني يمنع اقامة المستوطنة الجديدة، ولا يوجد اي مانع سياسي، ولا حتى دبلوماسي في عهد ترامب".
وهدد المستوطنون بأنه اذا لم يبدا العمل خلال الشهر الحالي فانهم سيأخذون زمام المبادرة، والعمل على اقامة المستوطنة بأنفسهم. وكتبوا: "حتى اذا تم اخلاؤنا مرة اخرى فلن نتوقف حتى نغرس وتدا في ارض اسرائيل".
واضاف رجال عمونة انهم قرروا توجيه هذه الرسالة الشديدة الى نتنياهو، بعد عدم التوصل الى تفاهمات بينه وبين غرينبلات. وكتبوا في رسالتهم: "الرئيس ترامب يعرف كرجل اعمال بأن الكلمة هي كلمة والاتفاقات يجب تنفيذها. كما ان غرينبلات هو رجل اعمال يتمسك بالقيم ذاتها. كلمة الانسان هي كرامته، ولذلك فإننا ننظر اليك من كل النواحي ونختبرك".
حماقة ام عمالة؟
تكتب عميرة هس في "هآرتس": هل هي الحماقة وقصر النظر، العمل كمقاول للاحتلال الاسرائيلي ام التعاون المباشر مع المحتل، هو التفسير الدقيق للعنف الذي مارسته الشرطة الفلسطينية ضد عشرات النشطاء الاجتماعيين في رام الله؟
لقد اعلن رئيس الحكومة رامي حمدالله عن تشكيل لجنة تحقيق لفحص "احداث منطقة المحكمة" يوم الاحد. في ذلك اليوم كانت ستجري محاكمة ستة شبان فلسطينيين اتهموا بحيازة اسلحة غير قانونية وتشكيل خطر على حياة البشر. لكن اربعة منهم باتوا معتقلين لدى اسرائيل، والخامس، باسل الأعرج، قتلته قوات الجيش الاسرائيلي وحرس الحدود قبل اسبوع، عندما توغلت في البيرة. وعلى الفور رفعه الحوار على الشبكة الاجتماعية الى درجة البطل القومي والمحارب والمثقف.
من ارسل قوات الشرطة المزودة بالهراوات وغاز الفلفل وقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع، كان يمكنه تفهم المتظاهرين الذين صدمهم قرار محاكمة من قتل بأيدي اسرائيل ومن تعتقلهم اسرائيل. لكن الأوامر والانصياع لها حدث وكأنه داخل فقاعة خارج التاريخ والجغرافيا والمجتمع والسياسة.
منطقة المحكمة الفلسطينية تبعد مسافة اقل من كيلومتر واحد عن منطقة القواعد العسكرية لكتيبة يهودا والسامرة والادارة المدنية، التي تجلس فيها السيادة المسيطرة على الأرض: الجيش الاسرائيلي. من هناك يصدر على الاقل جزء من قرارات الهجوم على البيوت والأحياء في المدن الفلسطينية (المنطقة A)، بما في ذلك رام الله. من داخل احد المكاتب هناك يتصل الضابط الاسرائيلي برجل الاتصال في اجهزة الامن الفلسطينية ويبلغه عن مداهمة متوقعة لتنفيذ اعتقالات، مصادرة معدات، تدمير وتخويف. وعندها تحرص الشرطة الفلسطينية وكل حملة السلاح الرسمي على الاختفاء من الشوارع – سواء لأن السيد يطلب ذلك، او بسبب الخوف على حياتهم. بواسطة محادثة هاتفية واحدة لا تبقى رام الله ومدن اخرى مثلها "فقاعة"، يمكن للشرطة الفلسطينية ان توهم نفسها بأنها صاحب البيت فيها.
احد الأسئلة الأكثر مزعجة هو ما هي حدود التنسيق الأمني. الأعرج وبعض رفاقه اعتقلوا قبل اقل من سنة على أيدي جهاز الامن العام الفلسطيني. هل كان هذا الجهاز هو الذي بادر الى الاعتقال على خلفية معلومات مستقلة، ام عمل بأمر من الشاباك الاسرائيلي، ام في اعقاب تبادل معلومات؟ من يعرف ذلك. بعد اضراب الاعرج ورفاقه عن الطعام تم اطلاق سراحهم، وقدمت النيابة الفلسطينية لائحة اتهام ضدهم. وانتقل الأعرج الى العمل السري، بينما اعتقل رفاقه من قبل قوات الجيش الاسرائيلي والشاباك. وبعد ذلك تم العثور على الأعرج وقتله. والاشتباه بحصول الشاباك الاسرائيلي على "بقشيش" من جهة فلسطينية رسمية، يحلق في الاجواء.
اجهزة الامن الفلسطينية تعمل وفقا لأوامر محمود عباس. عباس يواصل التمسك باتفاقيات اوسلو، بما في ذلك الالتزام الفلسطيني بالعمل ضد "الارهاب". لكنه تم تقديم هذا الالتزام بفعل الافتراض بأن اسرائيل ستقلص تدريجيا سيطرتها حتى يتحقق الاستقلال الفلسطيني. وسرعان ما ثبت ان هذه الفرضية خاطئة – فالسيطرة الاسرائيلية تعمقت واتسعت.
لدى عباس اسباب راسخة تجعله يتخوف من ترك الحلبة للخلايا العسكرية المستقلة، التي لن تهزم الاحتلال وانما ستفاقم الوضع فقط. لكن ليست هذه هي الرسالة التي ينقلها هو واجهزته الأمنية. انهم لا يسمحون بأي شفافية في موضوع التنسيق الامني، يحاولون اسكات النقاش حوله ويتعاملون مع منتقدي التنسيق كأعداء يخدمون "اجندة غريبة".وبذلك فانهم يفاقمون الاشتباه بأن الحفاظ الفلسطيني الوثيق، الاحادي الجانب، على التزامات اوسلو الأمنية ينبع اولا من المصالح الخاصة للطبقة المسيطرة، ومن عملية تكيفها وتماثلها مع القوة المهيمنة فعلا.
صاخب يتقمص منصب وزير الأمن.
يكتب تسفي برئيل، في "هآرتس" ان افيغدور ليبرمان يحمل الحقيبة الثانية من حيث اهميتها في الحكومة. ليس مهما كيف وصل الى كرسي وزير الامن، او لماذا يعتبر اكثر وزير متعقل في هذه المجموعة التي تدير الدولة – انه هناك، ولذلك لا مفر من التعامل مع كل هراء يخرج من فمه، بجدية عميقة (تماما كما تعاملوا مع اقواله قبل ان يصبح وزير الامن، مثلا، عندما وعد بتصفية اسماعيل هنية خلال 48 ساعة، او حث على تفجير سد اسوان). على كل حال، انه يرجع الان مع عرض الترانسفير، الذي جعل الدولة ترقص قبل 12 سنة، ويطرحه كحل للصراع. ربما تذكر ليبرمان، قبل نومه، الترانسفير الذي نفذه ستالين بحق ربع مليون تتاري، تم طردهم بالقوة من شبه جزيرة القرم في 1944، او ربما اشتاق الى النكبة الفلسطينية.
الجدية تلزمنا على استهجان التناقضات في اقتراحه، الذي ولد عندما كان وزيرا للمواصلات، وهو المنصب الذي لاءم جدا فكرة الترانسفير. اولا، في الوقت الذي يدعي فيه ليبرمان ان معادلة "المناطق مقابل السلام" لا يمكن ان تشكل قاعدة للسلام، كما تعلمنا من تصريحاته في السابق، نجده يقترح الان على الدولة الفلسطينية مناطق خاضعة للسيادة الاسرائيلية، مقابل ضم اراضي المستوطنات بسكانها. التناقض الثاني يكمن في تحديده بأنه "لا يمكن ان تقوم دولة فلسطينية بدون يهودي واحد، بينما تكون دولة اسرائيل ثنائية القومية مع 22% فلسطينيين". لكن ليبرمان لا يقترح طرد كل عرب اسرائيل. فحسب مخططه سيبقى غالبية عرب اسرائيل، حوالي 90% منهم، مواطنين في اسرائيل ويتمتعون بالحقوق السياسية، وستبقى اسرائيل دولة ثنائية القومية. ليبرمان لا يلغي في مخططه حتى "الخطر الديموغرافي".
اما التناقض الثالث فهو مثير بشكل اكبر: حسب خطة ليبرمان التي طرحها في 2004، يمكن للعرب العودة للإقامة في اسرائيل اذا وافقوا على العيش داخل حدودها الجديدة واعلان الولاء للدولة. هذا يعني انه مستعد لتقبل عودة الفلسطينيين الذين طردوا في اطار الترانسفير، ولكن ليس الى المناطق، التي سيتم تحويلها للسلطة الفلسطينية. هذه ستكون سابقة تاريخية مثيرة وتغيير جوهري في المفاهيم، في كل ما يتعلق بحق العودة.
والتناقض الرابع: ليبرمان يحدد ان تبادل الاراضي هو شرط حيوي للسلام بين اسرائيل والفلسطينيين، والسلام الاقليمي. هل يقصد إخلاء كل المستوطنات التي لن يشملها تبادل الاراضي مقابل وادي عارة؟ هل هو مستعد للإعلان منذ الان انه في حال تنفيذ الترانسفير سيتوقف البناء في هذه المستوطنات ولن تقام مستوطنات جديدة في المناطق غير المتفق عليها؟
الترانسفير الليبرماني سيكون انسانيا. لن يتم نقل العرب الاسرائيليين بواسطة شاحنات الى موطنهم الجديد. فـ"الأمر كله" لا يتعدى ترسيم الحدود، امر بإلغاء التسجيلات في التأمين الوطني، وزارة التعليم وبقية المؤسسات التي تغذي ببخل الجمهور العربي. هذا الأمر سيؤدي الى توفير كبير في مصروفات الدولة، لكنه سيحتم استثمار هذه المبالغ في بناء مساكن بديلة للمستوطنين التعساء الذين لن تشملهم خطة التبادل.
ليبرمان يعتبر واقعيا. صحيح انه في الاستطلاع الذي اجرته "هآرتس" قبل عامين، رفض الرد على سؤال "هل تؤمن بالله"، لكنه يمكن التكهن بأنه لا يسجد على قبور الأولياء. كما انه ليس تبشيريا، ويشرح لكل من يريد سماعه بأنه يجب تنسيق عمليات الحكومة في المناطق مع الولايات المتحدة. المنطق هو الجانب المهيمن لديه، ولذلك لا فائدة من محاولة تغيير رأيه بتفسيرات عاطفية، كالمس الجوهري المتوقع بنسيج حياة عرب اسرائيل، اوالارتباط التاريخي والعاطفي لعرب اسرائيل بالأرض التي يعيشون عليها. ليبرمان لا يتأثر، ايضا، من لقب "العنصرية" الذي يتوجون به خطة الترانسفير التي يطرحها. العنصرية بالنسبة له هي وجهة نظر واقعية لأمة تخاف على حقها بالوجود. ولكن عندما يكون المنطق الليبرماني مثقوبا كالغربال، ربما يقف امامنا مجرد صاخب تقمص هوية وزير الامن.
الهجرة هي الرد على اللاسامية
يكتب ايزي لايبلر، في "يسرائيل هيوم" انه حان الوقت كي يعترف يهود الشتات بأن مكانتهم تتقوض. صحيح ان مستوى كراهية اليهود في الولايات المتحدة وكندا واستراليا منخفض بكثير عما في اوروبا وجنوب افريقيا – لكن كراهية اليهود هناك، ايضا، تترك بصماتها. ومع ذلك، فان التنبؤ بموجة هجرة امريكية كرد على اللاسامية هو هراء. الأمريكيون هم الشعب الأقل عداء للسامية في العالم. الهجرة الرئيسية من الولايات المتحدة، ومن كندا واستراليا ستبقى مجرد اعداد صغيرة من اليهود الارثوذكس والتقليديين الذين يرون مستقبلهم على المدى الطويل في اسرائيل.
اوروبا تختلف في الجوهر. اللاسامية هناك تؤثر بشكل مباشر على اليهود الذين اصبحوا منبوذين. في الوقت الذي يضمن فيه وجود اسرائيل بأن يهود اوروبا لا يواجهون ابادة قريبة، فان تدهور مستوى حياة اليهود يبرر الهجرة الكبيرة. أي حياة هذه بالنسبة لليهودي حين يخاف من الظهور بأي مظهر يهودي خارجي، او عندما تحتاج المؤسسات اليهودية الى الحماية العسكرية؟
الارهاب الاسلامي يشكل تهديدا يوميا في اوروبا، خاصة في ضوء فيضان "اللاجئين" المسلمين الداخل، والذين تشبع الكثير منهم بالعداء للسامية. في الوقت الذي تدفع فيه الحكومات ضريبة كلامية في محاربة اللاسامية، تتزايد الكراهية "الشعبية" لليهود. اللاسامية متواجدة بكثرة في وسائل الاعلام وعلى الحلبة السياسية، والانتقاد الناعم جدا للتطرف الاسلامي يقود الى الاتهام بالخوف من الإسلام والعنصرية.
من المفارقة ان دول اوروبا الشرقية تعتبر اقل عداء من دول اوروبا الغربية. فرنسا هي الأكثر تطرفا، وفي بريطانيا، وعلى الرغم من الحكومة الايجابية، فان الوضع على المستوى الشعبي رهيب وخطير.
يمكن وصف زعيم حزب العمال، جيرمي كوربين، كقرين يساري لزعيم الفاشيين البريطانيين الراحل اوسفالد موسلي. فرصه الانتخابية منخفضة، ولكن اذا واجهت الحكومة الحالية ازمة اقتصادية، يمكن لحزب العمال ان يسيطر على السلطة ويقود الى اقامة اول حكومة معادية لليهود في اوروبا الغربية منذ الحرب العالمية الثانية.
بسبب الاستياء من تأثير الهجرة العربية، ازدادت قوة الحكومات الشعبوية المعادية للعرب في دول كثيرة. عندما كانت هذه الأحزاب هامشية، ضمت في صفوفها جهات لاسامية، رغم انه في غالبية الحالات تم طرد المعادين للسامية حين اتسعت الاحزاب.هذه الحقيقة تطرح مشكلة امام اليهود حين يواجهون الاختيار بين التصويت لحزب معادي لإسرائيل، وبين الاحزاب التي كان فيها نشطاء معادين للسامية، او الامتناع عن التصويت.
اولئك الذين لم تعد تهمهم يهوديتهم يقررون، في احيان متقاربة، التخلي عن هويتهم اليهودية. اما المتدينين فلن يختلطوا، لكن لباسهم الواضح يجعلهم، بشكل خاص، عرضة للعنف في الشارع. وبالنسبة لبقية اليهود التقليديين فانهم يعيشون في حالة انكار، ويتعاملون بنفي فلسفي للعداء الذي يعاني منه اولادهم. واما اليهود المفاخرين والمخلصين ليهوديتهم، والذين يريدون رؤية احفادهم على يهوديتهم، فيجب عليهم بذل كل جهد من اجل المغادرة.
العائلات الراسخة اقتصاديا، يمكنها المغادرة ومواصلة حياتها الهانئة. وبالنسبة للمهاجرين الشبان، يمكن للعثور على اماكن عمل ملائمة ان تشكل تحديا لهم. غالبيتهم سيبقون في الشتات، لكن على الأقل، يجب عليهم تشجيع اولادهم على الهجرة. هنا، في اسرائيل، سيجدون تشكيلة منوعة من الفرص للعيش في بيئة يهودية داعمة.
الهوس الاسرائيلي – الفلسطيني لدى ترامب
تكتب اورلي ازولاي، في "يديعوت احرونوت" ان الولايات المتحدة تعقبت على مدار ساعة طويلة، وبتعجب، العرض الذي قدمه ترامب، عندما القى خطابا أمام اعضاء مجلسي الشيوخ والنواب، ونجح بإخفاء دونالد جيدا. صحيح انه تحدث غالبية الوقت عن اكثر ما يحب، عن نفسه، إلا انه قام هنا وهناك بتسريب عدة عبارات عقلانية ومتسامحة، حول الحاجة للعمل معا والتعاون، الأمر الذي جعل حتى منتقديه البارزين في "الصحف المعادية" يشيرون بتأثر لتحول ترامب في هذا اليوم الى رئيس مسؤول ومنضبط.
تلك الليلة كانت ممتعة في العاصمة الامريكية. وللحظة ساد في اوساط اليمين واليسار، شعور بارتفاع المعنويات ازاء وعد ما. ولكن عندما انبلج الصباح، تبخر بريق الأمل مع انقشاع الضباب. لقد استيقظ دونالد الكبير مجددا على صباح من التغاريد العصبية. بعد الوهم بأن الرئيس هدأ، كان يمكن لمستشاريه ان يتنفسوا الصعداء: دونالد عاد الى الركل، فاتهم اوباما بالتجسس عليه خلال الانتخابات، وواصل شتم وسائل الاعلام وعاد للسير في قلعة السلطة التي تدار وسط حلقات من الجنون، الاكاذيب وعالم الحقائق البديلة.
في خضم هذه الفوضى، وبالذات في موضوع واحد، يتعلق بنا، يجري في البيت الأبيض، كما لو داخل فقاعة، عمل شامل: كيف يتم اعادة إسرائيل والفلسطينيين الى طاولة المفاوضات، وتحقيق طموح ترامب الضخم بتحقيق اتفاق سلام تاريخي يتردد صداه في المنطقة والعالم كله. لقد دخل في الموضوع كالمصاب بالهوس، ربما لأن سابقيه فشلوا وهو يريد الاظهار بأنه هو فقط – دونالد الكبير – يستطيع عمل ذلك.
في القنوات السرية وبالطرق الالتفافية، يجري ترامب مفاوضات مع السعودية، التي يعتبرها دولة رئيسية، ايضا في السعي الى تشكيل جبهة سنية مقابل ايران. لقد عالج اوباما الموضوع من خلال الشعور بأداء رسالة، ومع وجهة نظر وطموح الى تحقيق العدالة والمثالية: لقد رغب بوضع حد لمعاناة الفلسطيني وانقاذ اسرائيل والحفاظ على مكانتها كدولة يهودية ديموقراطية. لكنهم في اسرائيل اعتبروه كارها لها. والان، امام نشاط ترامب يتوقع ان يتوق اليمين الاسرائيلي الى اوباما، لأنه تعامل مع الموضوع ببرود اعصاب الزعيم الذي يبحث عن حل، بينما يصل ترامب دون ان يشعر بالارتياح بشكل لا يوضح لماذا اصابه الهوس بالذات في هذا الموضوع، بينما لم يبدأ بعد بجمع شظايا امريكا الممزقة.
ترامب ينظر الى خارطة الشرق الاوسط بعيون رجل العقارات:سيقسم الاراضي في الضفة الغربية، سيجري قياسا للمناطق، سيرسم الحدود، وهو الذي سيحضر لقص الشريط. الشخص الذي لا يستطيع قراءة وثيقة استخبارية تتألف من اكثر من تسع فقرات، ليس معنيا بالتفاصيل، بالتاريخ، بالتعقيدات وبغرائز ابناء المنطقة. رؤيته هي رؤية ابراج نامية على جانبي الخط الأخضر، مع نوافير مياه وبلاط رخام. هذا هو ما يعرفه.
لقد قام عدد من الدبلوماسيين الامريكيين الذين عملوا من وراء الكواليس، بإعداد ابو مازن تمهيدا لمحادثته مع ترامب: لا تستفزه، لا تجادل، ولا تتجرأ على التذمر من انه يقف في صف نتنياهو. كل ما يريده هو نيل الحب والاعتراف، لأنه دونالد المحبوب. وقد نفذ ابو مازن ما طلب منه، فأثمرت المحادثة التفهم وايضا دعوة الى البيت الأبيض.
خلال الأيام القريبة سيتواصل جس النبض، في حين يركز التوجه على البدء بخطوة منمقة تتمثل بعقد مؤتمر اقليمي. الصيغة التي ستتيح ذلك حسب فرضية العمل في البيت الابيض: ترامب ينتزع من نتنياهو موافقة على عدم بناء مستوطنات جديدة، ويعد ابو مازن بعدم نقل السفارة الأمريكية الى القدس، ويمنح السعودية ومصر والاردن مكانة لاعبات شريكة، ويحاول عمل ما يؤمن بأنه ممكن – تحقيق اتفاق سلام.
لماذا يقامر ترامب بالذات في هذا الموضوع؟ لأنه يحتاج الى انجاز في مجال سياسته الخارجية، وليس لأن الأمر يهمه بالذات. انه يريد صفقة ضخمة، وهو يحضر بدون أي تعاطف. بالنسبة له يعني الفشل جرحا نازفا في الذات. انه لن يسمح بحدوث ذلك. سيحاول احناء ليس ابو مازن فقط، وانما نتنياهو ايضا، لأنه كما تعلم في عالم الأعمال "لا توجد تنزيلات للأصدقاء". نتنياهو، الذي لا يستطيع ولا يريد، سيحاول المماطلة في الوقت، لأنه يعرف بأنه اذا لم يحقق ترامب شيئا حسب طريقته، فانه سيدير ظهره ويذهب للبحث عن دمية اخرى. رغم ان البيت الأبيض يريد جدا، الا انه يصعب الايمان بأنه حان الوقت لكي نسمع في المنطقة حفيف اجنحة التاريخ.