حصيلة الشهداء في غزة تقترب من 61 ألف ويتكوف يؤكد لعائلات الأسرى استعداد حماس لنزع سلاحها والحركة تنفي مظاهرة في ستوكهولم لوقف الإبادة الإسرائيلية على غزة "الملاكمة الآسيوية" تختار فاطمة الفقيه ممثلة فلسطين نائبا لرئيس المكتب التنفيذي لازاريني: مجاعة غزة نتيجة لاستبدال منظومتنا بمؤسسة ذات دوافع سياسية ماليزيا تدعو لتحقيق دولي في مقتل 1300 فلسطيني من طالبي المساعدات بغزة ارتفاع حصيلة شهداء غزة إلى 57 فلسطينيا منذ فجر اليوم شهيد وإصابات في هجوم للمستعمرين على بلدة عقربا تظاهرات في مدن وعواصم عالمية تنديدا بالعدوان على قطاع غزة منذ فجر السبت: 35 شهيدا بينهم عائلة كاملة بنيران وغارات الاحتلال على قطاع غزة سيناتور أميركي: غزة تحولت إلى "جحيم على الأرض" انخفاض أسعار النفط بفعل مخاوف إزاء إمدادات "أوبك+" الأجهزة الأمنية تغلق 14 نقطة تعدي على الخط الناقل للمياه في بيت أمر إصابات بالاختناق خلال اقتحام قوات الاحتلال مدينة بيت لحم الاحتلال يقتحم بلدة عنبتا شرق طولكرم

وحدها الضريرة من رأت موت بارودها.. وعفو الرب

كتب: مجدي العدرة
الحرية- بعفو رباني شق خاصرة السموات أخيرا وصعد بين طبقاتها يتلفت هنا وهناك، يبحث عمن فقدها على الأرض لسنوات طوال،. مكبلا معذبا منهكا ميتا حرا طليقا، لم يعد اسم تلك الحالة التي عرج بها مهماً له ولها... كل ما يريده الآن مغفرة الرب ولقاء حبيته الكفيفه "ريا".

28 عاما عاشها الفارس بارود كالأموات، مقيدا بالأصفاد والحديد والحراس والبعد عنها، عن تلك الوالدة التي أشقاها غيابه وأعماها كثرة البكاء عليه، كافحت لأعوام واعوام صحتها المتهالكه، ونضالت بشراسة مثقلة كل أوجاع الدهر والقهر، تصبر نفسها وترقب بالمرارة عودة من لم تنجب سواه.

شاخ وجهها وشاب شعرها قبل كل أوان، فقد دق الهرم بابها حين اعتقل فارسها الوحيد عام 91، وحين حكم عليه بالمؤبد مرتين و22 عاما، وحين تجاوزته عشرات الصفقات، وحين حُرمت من زيارته 18 عاما متتالية، ليقضي في السجن أكثر من ربع قرن، بين وجع المرض وقتل السجان وغصة البعد عنها حتى جاورت الرفيق الاعلى منتصف العام 2017.

احيا العام 2013 قلبها وقتله في ذات التوقيت، حينما ادرج اسم بارودها ضمن الدفعة الأخيرة من الأسرى القدامى الذين تعهد الاحتلال بإطلاق سراحهم وفق تفاهمات سياسية مع السلطة الفلسطينية، لكن الغدر الصهيوني باغت أملها الكبير وقلبها المنكمش وعلق الإفراج عن تلك الدفعة في لحظاتها الأخيرة.

الكل في غزة يعرف لحظات الحاجة "ريا" في تلك السنة، حين طفحت وكالات الأنباء ومحطات التلفزة في ذلك العام بالحديث عن اقتراب الصفقة وموعد الافراج، سارعت لإعداد وترتيب غرفته الخاصة واشترت له سريرا جديدا وبعض الملابس الجميلة كي يذهب بها الى صلاة الجمعة وقبر والده، لكن الحلم القريب ذُبح من جديد وللمرة الألف، فلا هي رأت فارسها ولا نام فارسها في غرفته.

اليوم يرتب القدر لقائه الخاص لفارس ووالدته، موشحا بالشهادة، يتعانقان ويبكيان ويفرحان ويعطيان البصر معناً أخر، ونكتب نحن في الأسفل عنهما نصا جديدا في كتابنا الفلسطيني الذي فاض بالشقاء والعذاب والوجع وقلة الحيلة.

لروح فارس بارود الف سلام