لماذا ظهرت رغد صدام حسين على قناة العربية؟
في سلسلة حلقات بثّتها قناة العربية، ظهرت رغد صدام حسين، لتثير الكثير من التساؤلات حول دوافع القناة السعودية في تسليط الضوء فجأة على ابنة الرئيس العراقي الراحل.
وانطلقت هذه الحلقات، التي أذيعت خمسة أجزاء منها، يوم الاثنين. وقد حظيت حلقة يوم الجمعة باهتمام واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.
واحتل وسم #رغد_صدام_حسين مرتبة متقدمة في لائحة الأسماء الأكثر تداولا على موقع تويتر في العراق والأردن والكويت.
أطلت رغد مرتدية بزة سوداء علقت عليها علم العراق متبوعا بوسام لشعار الجمهورية الشهير "النسر"، الأمر الذي استوقف بعضهم للتأمل في دلالات الأمر. ثمة من يرى أن القناة وظّفت " فكرة المظلومية" لرسم صورة "بطولية" لصدام حسين تخالف مواقف المجتمع الدولي الذي يعتبره "حاكما دكتاتوريا".
استفزت أسئلة المذيع واللغة التي تحدثت بها رغد عن والدها مجموعة من العراقيين عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وانبرى بعضهم في تركيب صور كاريكاتورية للسخرية من العبارات التي انتقتها لوصف والدها وقراراته.
وكانت رغد تستخدم كلمات مثل :"بابا ما يحب الدماء" و:"الوالد لم يكن عاشقا للحروب بل يجبر على اتخاذ القرار" و :"من يرتكب خطأ يعاقب" أو :"بعض القرارات تتطلب شيئاً من القسوة ".
ويلوم متابعون القناة لإتاحتها الفرصة لرغد للحديث باستفاضة عن "صدام الأب الذي لا يقسو على أبنائه والحاكم الزاهد المتقشف أيام الحصار، فتظهره بذلك في صورة الزعيم الإنساني، وتغض الطرف عن سياساته العبثية والقمعية التي أضرت بشعبه وبأمن المنطقة"، وفق قولهم. في الجهة الأخرى، يرى المحتفون بالمقابلة التي أجرتها القناة السعودية أنها "خطوة جيدة تُنهي سنوات التشويه التي طالت صدام وأسرته".
ولا يزال صدام في نظر العديد من المعلقين بطلا قوميا وقف في وجه أمريكا وإيران وخذله الحكام العرب. وما إن يظهر أحد رموز نظام صدام أو يذكر مجدّدا ، حتى يصحبه انتشار مكثف لصور تتغنى بشجاعته وبفترة حكمه عبر منصات مواقع التواصل الاجتماعي. والغريب أن تلك الصور لا تظهر فقط في دول تعرف بدعمها لصدام أو تعاطفها معه، بل باتت تتبناها أيضا دول لطالما كانت على خلاف معه. وقد تباينت قراءات المحللين عبر موقع تويتر حول أسباب ودلالات استضافة رغد في قناة سعودية تبث من الإمارات.
إذ يقرأ بعضهم في ظهورها على قناة سعودية "مؤشرا على انطلاق مشروع سياسي تسعى من خلاله الرياض إلى تقديم بديل للحكم في العراق".
في حين يستبعد محللون آخرون ذلك ويصف بعضهم المقابلة بـأنها مجرد حوار إعلامي بسيط وفارغ يخلو من المقاربات النقدية". ويذهب خبراء سياسيون في تحليلهم إلى أبعد من ذلك، فيتوقعون أن تكون رسالة اللقاء مرتبطة بسياسات الرئيس الأميركي جو بايدن الجديدة في المنطقة.
ويرجح البعض بأن الرياض تحاول استغلال شعبية صدام في صفوف بعض الشباب السعوديين لتنبّههم إلى مخاطر الخروج على الحاكم. وفي الوقت الذي يرى فيه بعضهم بأن من يراهن على رغد سياسيا سيكون خاسرا وبأن انبهار بعضهم بها سيخفت بمجرد انتهاء الجدل حول ظهورها التلفزيوني، يتوقع آخرون بأن الأمر لن ينتهي عند لقاء تليفزيوني .
وهذا ما ألمحت إليه رغد في رد على سؤال المذيع حول أي دور سياسي لها في المستقبل: "كل شيء وارد".
ويبدو أنه من المبكر تفسير الرسائل المراد إيصالها من خلال المقابلة أو ما إذا كانت مجرد لقاء إعلامي عفوي. لا يُعرف عن رغد أي دور أو نشاط سياسي خلال حكم والدها.
وقد اتجهت بعد 2003 إلى الأردن وظلت متوارية عن الأنظار.
إلا أنها في السنوات الأخيرة، نُسبت إليها تصريحات تنتقد النظام السياسي في العراق.
وكان آخر ظهور إعلامي لها قبل 15 عاما.
المصدر: بي بي سي