هيومن رايتس ووتش: قتل إسرائيل المواطنين الباحثين عن الطعام جريمة حرب أسعار النفط ترتفع وتتجه لمكاسب أسبوعية بنحو 5% سلواد تودع شهيدها خميس عياد إلى مثواه الأخير وزير خارجية ألمانيا خلال زيارته لبلدة الطيبة: اعتداءات المستوطنين ليست أعمالا أحادية بل بمثابة إرهاب منظم 40 ألفا يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى أكثر من 60 ألف شهيد منذ بدء حرب الإبادة الجماعية على غزة الاحتلال يعتقل مواطنا بعد الاعتداء عليه في مادما جنوب نابلس خلال زيارته بلدة الطيبة .. وزير الخارجية الألماني يدين عنف المستوطنين الأمم المتحدة: "إسرائيل" قتلت 1373 من منتظري المساعدات في غزة وقفات احتجاجية في مدينتي الناصرة ورهط وبلدة كابول ضد العدوان على غزة 13 طفلا جريحا ومريضا من غزة يصلون المستشفيات الإسبانية للعلاج الأردن ينفذ 7 إنزالات جوية لمساعدات على غزة غانتس: يجب إخراج الأسرى من غزة ولو بأثمان باهظة استشهاد الصحفية مروة مسلم بعد العثور على جثمانها في منزلها بالشجاعية مستعمرون يهاجمون قرية دوما جنوب نابلس

قلم الزيت في فلسطين.. ماذا تعرف عنه؟

انتصف موسم قطف الزيتون بمدينة سلفيت (شمال الضفة الغربية)، وبات ينتظر الفلسطيني محمد اشتية مهمة لا تقل تعبا وشقاء عن عمله؛ حيث يبدأ بجمع ثمار زيتونه بعد أن تعهد "قلم الزيت" هذا العام.

 

"وقلم الزيت" عرف اعتادته سلفيت منذ أكثر من قرن من الزمن، وهو أشبه برسوم رمزية يجبيها ضامن القلم من المزارعين بعد انتهاء الحصاد لتنفق مقابل خدمات تقدم لهم على مدار العام وخاصة أثناء موسم الزيتون.

وعبر بروتكول شعبي يجرى عادة قبيل موعد قطف الزيتون؛ رسا مزاد الضمان على اشتية ليخوض تجربته الأولى بعد 4 محاولات سابقة سعى خلالها لضمان قلم الزيت، ويقول للجزيرة نت إنه يشعر بفخر كبير وهو يحافظ على إرث والده وجده في الإعداد والمشاركة لهذا التقليد.

 

مبلغ الضمان وقنوات صرفه

 

وقُدر مبلغ الضمان لقلم الزيت لهذا العام -وهو مبلغ مستحق على اشتية دفعه- بـ3850 دينارا أردنيا (الدولار يعادل 0.71 دينار). بينما حدد المبلغ المترتب على كل مزارع بـ3 قروش أردنية عن كل كيلو زيت ينتجه (نحو 5 دولارات أميركية لكل 100 كيلو زيت) تحددها اللجنة الزراعية في المدينة وليس ضامن القلم.

وهذه اللجنة التي لا يقل عمرها عن عمر قلم الزيت هي من يتولى أيضا الدعوة لمؤتمر عام قبل موسم الزيتون لانتخاب أو تزكية لجنة جديدة تكون أولى وظائفها تحديد موعد لمزاد قلم الزيت والذي يتم علنا ويدعى له أهالي المدينة كافة.

 

ومن الآن بدأ اشتية رفقة من يختاره ليساعده بهذه المهمة بجمع الرسوم من أي مزارع ينهي حصاده مباشرة، وهو أمر صار سهلا مقارنة بالماضي، في ظل حصر أسماء المزارعين وكميات إنتاجهم بشكل دقيق وإلكتروني لدى المجلس البلدي ومعاصر الزيتون.

 

وليس هناك من يرفض الدفع من المزارعين ولكن ربما يتأخر أحدهم عن سداد ما عليه لبعض الوقت، وهناك من يتصل ليدعوه لأخذ الرسوم بأي مكان يلقاه بالمدينة.

 

وعلى ضامن قلم الزيت أن يقدر جيدا كمية المحصول المتوقع إنتاجه، وليتجنب أي خسائر عليه أن يستفيد من خبرة المزارعين وكبار السن في تقدير كمية الموسم ليضع قيمة الضمان المناسبة، وما يفيض عن مبلغ الضمان يكون ربحا له.

وتميزت "مدينة الزيتون" سلفيت من بين مدن فلسطين بالمؤتمر العام للمزارعين والذي يعقد سنويا قبل الموسم لتكون أبرز مهامه تحديد موعد قطف الزيتون وانتخاب اللجنة الزراعية التي ينبثق عنها "قلم الزيت".

عهد قديم

 

وبهذا التقليد السنوي يحافظ السلفيتيون على زيتونهم ويحمون أرضهم، ولهذا يواصل الحاج محمود عودة (أبو أيمن) دفع ما يترتب عليه من رسوم سنوية على إنتاجه من الزيت البالغ نحو طنين من الزيت سنويا.

 

ومنذ صغره عهد أبو أيمن (84 عاما) تقليد قلم الزيت، ويقول للجزيرة نت إنه عايشه مع نهاية حكم الإنجليز وخلال الحكم الأردني للضفة الغربية، ويأمل المسن أن يظل هذا العرف قائما وتتفرع مهامه طوال العام.

 

وكانت الأموال آنذاك تجبى وتدفع أجرة لحراس الأرض الذين كان من وظيفتهم أيضا منع الحصاد المبكر للزيتون أو استعمال العصي بدلا من القطف اليدوي أو ترك الماشية لترعى بالأرض المشجرة حفاظا عليها.

 

وأمام هذا يأمل السلفيتيون حذو قرى ومدنا فلسطينية أخرى حذوهم بمثل هذه التقاليد الهادفة للحفاظ على الأرض وخاصة في ظل الهجمة الشرسة التي تتعرض لها على يد الاحتلال ومستوطنيه.

 

المصدر : الجزيرة