يديعوت: "حماس" تعد العدة ولا مفرّ من المواجهة مع إسرائيل
نصف سنة كاملة هذا الأسبوع على حملة “حارس الأسوار”، وهي فترة كافية للنظر إلى الوراء وبلورة تقويم أولي لـ 12 يوماً من القتال: ما الذي حققته إسرائيل حيال حماس، ما الذي فوتته وأي تحديات يقف الطرفان أمامها اليوم؟
من ناحية عملياتية، واضح أن كان يمكن تحقيق المزيد. عملية الميترو “برق أزرق” فشلت. ونكشف هنا أنه لم يقتل فيها إلا عشرة أشخاص من حماس. بالإجمال، قتل في كل الحملة أقل من مئة مخرب لحماس والجهاد الإسلامي. وقبل ذلك لم تقدر الاستخبارات الأولية على نحو سليم نوايا حماس التي بدأت الجولة بإطلاق الصواريخ نحو منطقة القدس ووقعت في أثنائها اضطرابات في المدن المختلطة.
ولكن إذا ما نظرنا إلى نصف السنة المنصرمة منذ الحملة، تظهر المعطيات بأن “حارس الأسوار” وفرت الفترة الأكثر هدوءاً بعد حملة عسكرية للجيش الإسرائيلي في غزة. لم تطلق في هذه الفترة إلا خمسة صواريخ نحو إسرائيل. يدور الحديث عن العدد الأدنى مقارنة بحملات أخرى. في أثناء النصف سنة التي تلت “الرصاص المصبوب” (2008 – 2009) أطلق نحو 200 صاروخ نحو إسرائيل. بعد “عامود السحاب” (2012) أطلق نحو 70 صاروخاً، وبعد “الجرف الصامد” (2014) نحو 20. وتجدر الإشارة إلى أن الهدوء النسبي الأطول ساد بعد “الجرف الصامد”، حتى 2018 حين بدأت مسيرات العودة. إن الانخفاض في حجم إطلاق النار منذ “حارس الأسوار” يترافق وسياسة رد جديدة من الجيش الإسرائيلي: هجمات عقب إطلاق الصواريخ والبالونات الحارقة. يجدر بالذكر، مع ذلك، بأن الجبهة الداخلية الإسرائيلية – بما في ذلك “غوش دان” – تعرضت لاعتداء شديد في “حارس الأسوار”.
في آب وقعت حادثة قاسية وخطيرة على حدود القطاع قتل فيها مقاتل حرس الحدود برئيل حدارية صموئيل بنار عن كثب أطلقها فلسطيني. وكان يمكن للحدث أن يمنع مع استعداد تكتيكي سليم على الجدار. لم يتسبب باشتعال في الجبهة لرغبة في مواصلة خطة التسوية.
في الوقت الذي ساد غزة الهدوء، كان الوضع عاصفاً نسبياً في يهودا والسامرة. سجناء فروا من سجن جلبوع وألقي القبض عليهم. خلايا مخربين لحماس والجهاد الإسلامي اعتقلوا أو صفوا. وبالإجمال، أكثر من 30 مخرباً قتلوا، دون ردود عسكرية من غزة. إضافة إلى ذلك، لم يدخل المال القطري إلى القطاع في الحقائب، وآلية نقل الرواتب للموظفين لم تترتب – ومع ذلك لم تطلق صواريخ.
تعدد قيادة الجيش الإسرائيلي ثلاثة أسباب للهدوء: حماس مردوعة؛ تسهيلات إنسانية وأمل بتحسين الوضع مستقبلاً؛ ورغبة منظمات الإرهاب في إعادة بناء القوة استعداداً للمواجهة التالية: السؤال هو: هل سيتحسن الوضع الاقتصادي في غزة؟
وحسب قيادة الجيش الإسرائيلي، فإن يحيى السنوار معني بالتسوية. لكن بخلاف منشورات مختلفة، لا يوجد تقدم في موضوع الأسرى والمفقودين. حكومة إسرائيل ليست مستعدة لصفقة تتضمن تحرير قتلة مع دم على الأيدي.
للطرفين مصلحة في الهدوء الحالي. وكما أسلفنا، فإن حماس تبني القوة من جديد، تحاول إنتاج صواريخ نقصت من مخازنها، وتسعى لإيجاد خطط هجومية جديدة، لأن جميعها فشلت في “حارس الأسوار: الانفاق، الطائرات المسيرة، عبر البحر وكذا الصاروخ المضاد للدروع. من ناحية الجيش الإسرائيلي، التحدي الآن هو تجديد بنك الأهداف.
جبهة القطاع بقيت حساسة وقابلة للانفجار. بعد نصف سنة من الحملة يمكن القول إن الهدوء مستتب، حالياً. ويدرك الطرفان أن الحرب مسألة وقت.