قوات الاحتلال تجرف أراضي زراعية وتقتلع عشرات الأشجار جنوب نابلس بقيمة 600 مليار دولار- ابن سلمان وترامب يوقعان بالرياض "وثيقة الشراكة الإستراتيجية" شهيدان في قصف الاحتلال خيمة تؤوي نازحين غرب خان يونس الاحتلال يعيد اقتحام مخيم قلنديا مستوطنون يعتدون على رعاة الأغنام في مسافر يطا شهداء وجرحى في غارات للاحتلال على المستشفى الأوروبي ومحيطه بخان يونس لازاريني: إسرائيل تستخدم الغذاء كسلاح حرب ضد غزة إصابتان في هجوم للمستوطنين على قرية خلة الضبع جنوب الخليل الاحتلال يجبر مواطنا على هدم منزله في جبل المكبر الاحتلال يقتحم بلدة يعبد الرئاسة ترحب بإعلان الرئيس الأميركي رفع العقوبات عن سوريا من الرياض "التربية والتعليم العالي" و"الائتلاف التربوي" ينظمان منتدى حول "تعليم الكبار" واللا العبري: الجيش الإسرائيلي استخدم ذخائر "هائلة" لاغتيال محمد السنوار الشيخ يلتقي وزير خارجية الإمارات السفير أبو الرب يبحث مع عميد كلية جورجتاون في قطر سبل التعاون الأكاديمي والثقافي

جنرال إسرائيلي سابق: نهاية السلطة الفلسطينية وشيكة وتبعاتها خطيرة

يؤكّد جنرال إسرائيلي سابق في الاستخبارات العسكرية، وباحث اليوم في معهد السياسات والاستراتيجيا التابع لجامعة رايخمان، من أن سقوط السلطة الفلسطينية يبدو أقرب مما تظنه إسرائيل، وأن تبعات ذلك خطيرة عليها، وتورطّها في واقع الدولة الواحدة، داعيا للتدخل السريع للحيلولة دون ذلك بالاستعانة بالولايات المتحدة ودول عربية.

وبرأي الدكتور ميخائيل ميليشتاين، أظهرت السلطة الفلسطينية ضعفاً خلال السنة الأخيرة، لم نشهد له مثيلاً منذ الانتفاضة الثانية، حين فقدت جزءاً كبيراً من قدراتها، الأمر الذي خلق فراغاً استغلته عناصر القوى المنافسة، وعلى رأسها “حماس”.

ويشير أيضا إلى أن العقدين الأخيرين تميّزا بإعادة بناء الحكم واستقرار نسيج الحياة في الضفة الغربية، من خلال المحافظة الصارمة للسلطة الفلسطينية على التنسيق مع إسرائيل، والتضييق على خطوات “حماس” في المنطقة، في ضوء درس الصدمة التي تركتها سيطرة “حماس” على قطاع غزة في حزيران/ يونيو 2007.

ويفسّر ميليشتاين ضعف السلطة الفلسطينية الآن بعدة أسباب خارجية وداخلية: الأزمة الحادة مع إسرائيل، والمصحوبة بتصاعُد التوترات الأمنية على الأرض، العقوبات الاقتصادية من جانب الاحتلال (حسم الأموال المخصّصة لدعم أُسر الشهداء )؛ الصورة السلبية للسلطة الفلسطينية في نظر أغلبية الجمهور الفلسطيني، في ضوء ظواهر الفساد والمحسوبيات وغياب الديموقراطية؛ الخوف المتزايد لدى كبار المسؤولين فيها، ولدى الأجهزة الأمنية، من اتهامهم بـ”التعاون” مع إسرائيل على خلفية التنسيق الأمني؛ صعود قوة الجيل الفلسطيني الشاب الذي يعاني جرّاء مصاعب كثيرة، ويشعر بغربة عميقة تجاه السلطة الفلسطينية.

الفراغ الأمني

يقول ميليشتاين إن أبرز تعبير عن ضعف السلطة الفلسطينية هو الفراغ الأمني الذي تمدد إلى مراكز مختلفة في الضفة الغربية. وضمن هذا الإطار، نشأت أرض خصبة لما وصفه “الإرهاب” والفوضى بقيادة ميليشيات محلية، إلى جانب حركتيْ “حماس” والجهاد الإسلامي اللتين تعتبران الوضع الناشئ فرصة لتعزيز نفوذهما على الأرض، ومن أجل تشجيع “الإرهاب” ضد إسرائيل في ساحات غير قطاع غزة (وذلك من خلال دعم وتوجيه قيادات الحركتين في غزة). كما يقول الباحث الإسرائيلي، إن هذه الظاهرة تبرز جليّة في جنين، وبصورة خاصة في مخيم اللاجئين بالمدينة، الذي تحول إلى مركز أساسي لـ”الإرهاب”، على حد تعبيره، وكذلك في نابلس، حيث نجح الجيش الإسرائيلي في القضاء على البنية التحتية لـ”عرين الأسود” بحسب زعمه الكاتب، ومؤخراً أيضاً، في أماكن هادئة نسبياً، مثل أريحا، حيث جرى الكشف عن شبكة عسكرية تابعة لـ”حماس” بدأت بتنفيذ هجمات.

الخوف من نموذج جنين في ظل الوضع الراهن، يرى المسؤول العسكري الإسرائيلي السابق، أن ثمة حاجة مُلحة وفورية إلى استعادة السلطة الفلسطينية سيطرتها على الأماكن التي ضُعفت فيها، ولكي تؤكد أن “نموذج جنين” لن يتمدد إلى سائر أجزاء الضفة.

ويمضي في تحذيراته بالقول: “عملياً، هناك صعوبة في تحقيق هذا الهدف في ظل الأزمة الحادة مع إسرائيل والتصعيد الأمني: السلطة الفلسطينية ليس لديها الثقة بقدرتها على فرض إرادتها، الأمر الذي سيترافق مع احتكاكات بالجمهور المحلي (كما حدث في نابلس قبل نصف عام)، والعقوبة الجماعية الاقتصادية تؤذي سير العمل العادي، وخصوصاً دفع رواتب الموظفين في القطاع العام، وفي طليعتهم عناصر الأجهزة الأمنية”.

ويقول إن ضعف السلطة الفلسطينية يثير قلقاً عميقاً لدى الإدارة الأمريكية عبّرت عنه من خلال ضغط وزير الخارجية أنتوني بلينكن على أبو مازن في اجتماعهما الأخير لفرض سلطته في منطقة جنين (الأمر الذي جرى الحديث عنه فلسطينياً بـ”خطة دايتون 2″)، وفي وثيقة صاغتها وكالة المخابرات الأمريكية “سي آي إي”، وحذّرت فيها من مغبة نشوب “انتفاضة ثالثة” في الضفة الغربية. ويرجّح ميليشتاين أن هناك قلقاً في واشنطن حيال استمرار القطيعة الأمنية والسياسية بين إسرائيل والفلسطينيين، وتداعيات العقوبات الاقتصادية ضد السلطة الفلسطينية، بالإضافة إلى الاستياء من التلميحات في الآونة الأخيرة من جانب مسؤولين كبار في الحكومة الإسرائيلية، وعلى رأسهم الوزير سموتريتش، بشأن عدم الحاجة إلى وجود السلطة الفلسطينية في المستقبل.