بايدن ونتنياهو يبحثان الهجوم الإسرائيلي المتوقع على إيران وسط توتر في العلاقات

أجرى الرئيس الأميركي، جو بايدن، مساء اليوم، الأربعاء، محادثة هاتفية مع رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، وذلك بعد حوالي 24 ساعة من قرار نتنياهو بوضع شروط قبل الموافقة على زيارة لوزير الأمن، يوآف غالانت، إلى واشنطن، لضمان الحصول على دعم أميركي للرد الإسرائيلي المتوقع على إيران.

وانضمت المرشحة الديمقراطية للرئاسة الأميركية، كامالا هاريس، إلى المكالمة التي تواصلت نحو 50 دقيقة وبحثت في المخططات الإسرائيلية والدعم الأميركي المتوقع لها للرد على الهجوم الصاروخي الذي شنته إيران على إسرائيل في 1 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، وهو الهجوم الصاروخي الثاني الذي تشنه إيران على إسرائيل خلال 6 أشهر.

وذكرت القناة 12 الإسرائيلية نقلا عن مصدر إسرائيلي مطلع أن "المكالمة جرت في أجواء إيجابية، وتمحورت حول الرد الإسرائيلي على الهجوم الإيراني". وبحسب المصدر فإن بايدن أكد خلال المكالمة أن "على إسرائيل البدء في التخطيط للمرحلة التالية بعد انتهاء القتال في الشمال"، في إشارة إلى تصعيد الحرب على لبنان.

بدورها، ذكرت القناة 13 أن الرسالة التي نقلها الجانب الأميركي لإسرائيل هي أن لا تهاجم المنشآت النووية والنفطية في إيران؛ ولفتت النقاة إلى تقديرات تشير إلى أن "الرد الإسرائيلي سيحدث فقط بعد ما يعرف بـ"يوم الغفران" الذي يصادف 11 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري.

ونقلت القناة عن مصادر إسرائيلية أن تل أبيب مستعدة لوقف إطلاق النار في لبنان، بشرط الالتزام يتطبيق القرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، الذي وضع حدًا للعدوان الإسرائيلي على لبنان في صيف 2006، بالإضافة إلى "شروط إضافية تضمن منع حزب الله من الاقتراب من المنطقة الحدودية" في جنوب لبنان.

وبحسب التقارير، فإن إسرائيل تواصل استعداداتها للرد على الهجوم الإيراني في مداولات أمنية مكثفة يعقدها نتنياهو بمشاركة كبار الوزراء في الحكومة وقادة الأجهزة الأمنية؛ وكان نتنياهو قد استدعى الوزراء إلى مشاورات أمنية مغلقة في مقر وزارة الأمن في تل أبيب مساء أمس، تواصلت حوالي خمس ساعات.

وأجرت المكالمة بعد أن كان نتنياهو كان قد وضع شرطين للموافقة على زيارة غالانت إلى واشنطن، أحدهما إجراء مكالمة مع بايدن بعد أسابيع من عدم القطيعة بينهما، والثاني موافقة الكابينيت على الرد المرتقب على الهجوم الإيراني. وبحسب التقارير " فإن نتنياهو بحث مه بايدن مخطط إسرائيل لضرب إيران ردا على هجومها الصواريخي".

ولم يتحدث بايدن ونتنياهو منذ سبعة أسابيع (في 22 آب/ أغسطس الماضي) في ظل توتر العلاقات بينهما، صعدت إسرائيل خلالها من عدوانها على لبنان، ونقلت ثقلها العسكري إلى الجبهة الشمالية، وكثّفت غاراتها على لبنان اعتبارا من 23 أيلول/ سبتمبر، كما شرعت بعمليات برية تدعي أنها "محدودة" وتستهدف حزب الله في جنوب لبنان.

ويتزامن الاتصال مع تصعيد حاد في الصراع بين إسرائيل من جهة وإيران من جهة أخرى، دون ظهور أي بادرة على قرب التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإنهاء الحرب الإسرائيليو المتواصلة منذ أكثر من عام على قطاع غزة، وإنهاء العدوان الإسرائيلي المتصاعد على لبنان.

ويترقب الشرق الأوسط رد إسرائيل على هجوم صاروخي إيراني، الأسبوع الماضي، ردا على التصعيد العسكري الإسرائيلي في لبنان. ولم يؤد الهجوم الإيراني في نهاية المطاف إلى مقتل أحد في إسرائيل ووصفته واشنطن بأنه غير فعال.

وتوعد نتنياهو إيران بأنها ستدفع ثمن هجومها الصاروخي، في حين قالت طهران إن أي رد انتقامي سيُقابل بدمار على نطاق واسع، مما يثير مخاوف من اندلاع حرب أوسع نطاقا في المنطقة المنتجة للنفط، والتي قد تُستدرج الولايات المتحدة إليها.

والثلاثاء هدد نتنياهو الشعب اللبناني بأنه سيواجه "دمارا ومعاناة" أشبه بما يواجهه الفلسطينيون في قطاع غزة إذا لم "يحرّر" بلده من حزب الله، في محاولة لتحريض اللبنانيين على الحزب؛ وقال في بيان مصور تحدث فيه بالإنجليزية: "لديكم فرصة لإنقاذ لبنان قبل أن يقع في هاوية حرب طويلة الأمد ستؤدي إلى دمار ومعاناة أشبه بما نشهده في غزة".

وكان الرئيس الأميركي قد انتقد علنا بعض القرارات التي اتخذها نتنياهو لكنه لم يصل أبدا الى حد طرح مسألة وقف تزويد إسرائيل بأسلحة أميركية. وأوردت وسائل إعلام أميركية الثلاثاء، مقتطفات من كتاب يصدره قريبا الصحافي المخضرم بوب وودوارد وينقل فيه عن بايدن وصفه نتنياهو بأنه "كاذب" و"لا يهمه سوى بقائه" في منصبه.

وفي وقت سابق اليوم، أجرى نتنياهو مكالمة هاتفية مع الرئيس الأميركي السابق والمرشح الجمهوري للرئاسة، دونالد ترامب، في الأسبوع الماضي، "هنأه فيه على العمليات الحازمة والقوية التي نفذتها إسرائيل ضد حزب الله". جاء ذلك وفق بيان صدر عن مكتب نتنياهو، قبل الاتصال مع بايدن.

ومساء الثلاثاء، وضع نتنياهو شروطًا لزيارة وزير أمنه، غالانت إلى واشنطن، بينها أن يتحدث أولا إلى بايدن عن طبيعة الرد على هجوم إيران الصاروخي مطلع أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، وكذلك أن يصدر الكابينيت قرارا بشأن طبيعة الرد على إيران، ما أدى إلى تأجيل الزيارة التي كانت مقررة اليوم الأربعاء.

وعقب ذلك، أعلن مكتب وزير الأمن الإسرائيلي، أنه "بناء على طلب رئيس الحكومة، قام الوزير غالانت بتأجيل رحلته الليلة الماضية (الثلاثاء) إلى ما بعد المحادثة السياسية بين رئيس الحكومة والرئيس الأميركي".

ووفق بيان مكتب نتنياهو "أجرى الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بمبادرة منه، اتصالا هاتفيا برئيس الحكومة نتنياهو، وهنأه على العمليات الحازمة والقوية التي نفذتها إسرائيل ضد حزب الله". وشارك في المحادثة السيناتور الجمهوري الأميركي ليندسي غراهام، وفق البيان.

ويأتي الاتصال قبل أقل من شهر من الانتخابات الأميركية، وسط مخاوف في البيت الأبيض من أن نتنياهو يفضل ترامب على المرشحة الديمقراطية والنائبة الحالية للرئيس، هاريس، وربما يتدخل في الانتخابات، وفق صحيفة "معاريف" الإسرائيلية.

وفي مؤتمر صحافي عقد قبل أيام، سُئل بايدن عن مخاوفه بشأن تدخل نتنياهو المحتمل، فرد بالقول: "لم يساعد أي رئيس أميركي إسرائيل أكثر مني. يجب على نتنياهو أن يتذكر ذلك. لا أعرف ما إذا كان يحاول التأثير على الانتخابات" المقررة في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل".