بعوضة تصيب بريطانية بالشلل
وكالة الحرية الاخبارية -لم تكن ناتاشا بورتر (23 عاما) تظن أن عطلتها في أستراليا ستتسبب لها في معاناة شديدة بسبب بعوضة صغيرة أصابتها بعدوى بكتيرية جعلتها غير قادرة على الحركة لأربعة أشهر تقريبا.
	وقضت بورتر الثلاثة أسابيع الأولى من إصابتها طريحة الفراش غير قادرة على الحركة.
	
	وكانت معاناة بورتر بدأت بعد مضي حوالي أسبوعين من وصولها إلى أستراليا، حيث تسببت لسعة البعوضة في إصابتها بحالة صحية مرضية تسمى متلازمة «جوليان باري» وهو مرض يدفع الجهاز المناعي في الجسم بمهاجمة الجهاز العصبي المسؤول عن الحركة مما يؤدي إلى تعطيل حركته وشله بشكل شبه تام ومن الممكن أن يقود في نهاية المطاف إلى وفاة المصاب في حالة عدم توفر العناية الطبية الكافية.
	
	ولاحظت بورتر في بداية حالتها الصحية خدرا في أصابعها ثم كفيها تطور بعد بضعة أيام وامتد إلى ذراعيها ورجليها حتى باتت لا تحس بأطرافها وغير قادرة على الحركة تماما في جميع أجزاء جسمها ما عدا رأسها.
	
	وعن ذلك قالت بورتر «في كل ليلة حين أخلد إلى النوم كنت أتساءل هل سأستيقظ غدا أم لا؟ فأنا لا زلت في الثالثة والعشرين من عمري وأريد أن أستمتع بحياتي».
	
	ولم يستطع الأطباء في البداية تحديد علة بورتر أو تشخيص حالتها الصحية بدقة فظنوا في بادئ الأمر أن ما أصابها هو مجرد رد فعل تحسسي يمكن علاجه ببعض المضادات الحيوية أو أنه إجهاد شديد مقترن بقلق متزايد يستلزم منها الراحة ولكن بعد تفاقم الحالة ودخولها المستشفى تبينت حقيقة ما بها وأن إعاقتها منشؤها إصابتها بمتلازمة «جوليان باري» التي تعد من الحالات الطبية الخطيرة ولا يعرف السبب الحقيقي والفعلي لها ولكن في حوالي 60% من الحالات يكون السبب التعرض لهجمات بكتيرية أو فيروسية تجعل الجسم يحارب نفسه من خلال الجهاز المناعي الذي يهاجم ويشل ويعطل الجهاز العصبي، مما يؤدي إلى الإعاقة بعد فقدان الحركة ويصاب حوالي 1500 شخص تقريبا في بريطانيا بهذه الحالة الصحية الغريبة التي تنتشر في الرجال أكثر من النساء وتكون أعراض الإصابة بها تنمل الأطراف وخدرها وفقدان الإحساس بها تدريجيا حتى تصل إلى الشلل التام والإعاقة والتوقف عن الحركة وذلك نتيجة التعرض لعدوى بكتيرية أو فيروسية خطيرة قد تكون حصلت قبل فترة من الوقت.
	 
ولحسن الحظ فإن حوالي 80% من المصابين بهذه الحالة الطبية يتماثلون للشفاء بعد تلقي الرعاية الطبية في فترة أسابيع قد تمتد في بعض الأحيان إلى حوالي عام كامل للشفاء التام بلا آثار جانبية مستقبلية. ومما زاد من صعوبة الأمر على بورتر اضطرارها إلى إبلاغ عائلتها عن مرضها حتى يتسنى لهم موافاتها وهو ما فعله والدها «جو» الذي وصل إلى ابنته في أستراليا تاركا والدتها «سو» وشقيقها «جاك» وشقيقتها «شيلي» قلقين جدا عليها في بريطانيا.
 
                         
                                        