قادة الفصائل الفلسطينية يرفضون تدخل حماس في الشؤون المصرية

وكالة الحرية الاخبارية -  أجمع قادة الفصائل الفلسطينية على رفضهم القاطع لتدخل حماس بالشؤون الداخلية لمصر الشقيقة والدول العربية الأخرى وأكدوا التزامهم بموقف الرئيس محمود عباس والقيادة الفلسطينية وموقف الشعب الفلسطيني الذي ينأى بالنفس عن التدخل في الشؤون العربية الداخلية.

ودعا قادة الفصائل في تصريحات لإذاعة 'موطني' صباح اليوم الثلاثاء، حركة حماس إلى وقف تدخلها فوراً في الشؤون المصرية والعودة الى صفوف الشعب الفلسطيني وموقف الإجماع الوطني الفلسطيني، مؤكدين أن تورط حماس في الشأن الداخلي المصري سيجر الويلات على قضيتنا وشعبنا الفلسطيني وخاصة في قطاع غزة.

وعلى هذا الصعيد، أكد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح مسؤول ملف المصالحة الوطنية عزام الأحمد أن حركة حماس ارتكبت خطأ جسيما عندما اقحمت نفسها في الشؤون الداخلية المصرية، وقال: إن الشعب المصري يعبر يوميا عبر وسائل الإعلام عن استيائه الشديد من هذا التدخل الذي طالبنا حماس بالكف عنه في أكثر من مناسبة.

وأضاف: إننا في القيادة الفلسطينية نراقب عن كثب التغيرات التاريخية التي تشهدها الدول العربية لكننا  اتخذنا قرارا منذ البداية بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية والنأي بالشعب الفلسطيني بعيداً عن ما يجري في هذه الدول.
وقال الأحمد: إننا ندرك أن مصيرنا ومصير الأمة العربية مصير واحد ولدينا مصلحة واحدة ومستقبل واحد، لكننا ندرك في الوقت نفسه أن لكل دولة خصوصيتها لذلك قررنا النأي بالنفس عما يجري في هذه الدول لمصلحة شعبنا وقضيتنا.

وأشار إلى أن الدول العربية الشقيقة وجميع الجهات الاقليمية والدولية قد قيمت هذا الموقف الفلسطيني ايجاباً وهو أمر بلا شك سيصب في المصلحة الفلسطينية.
وقال: إن حماس تقول إنها تراقب التطورات لكنها ومع الأسف الشديد تزج بنفسها عبر التصريحات والممارسات في الشؤون الداخلية للدول العربية والمصرية تحديداً، مضيفا: هذا التدخل الخاطئ سيضر بالشعب الفلسطيني داعيا حماس للكف عن هذه الممارسات والتصريحات اذا ما أرادت أن تعود للحضن الفلسطيني.
وحول إغلاق معبر رفح، قال الأحمد: إن المعبر مغلق بسبب التوتر الذي يسود سيناء والأوضاع الداخلية في مصر، مشيرا إلى أن تورط حماس في الشأن الداخلي المصري وعدم تبرئة القضاء المصري لها أمام المحاكم شكل سببا لاستمرار إغلاق هذا المعبر، معربا عن أمله ان تهدأ الامور ويعود المعبر للعمل مجددا للتسهيل على أهلنا في قطاع غزة.
من جهته أكد نائب الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير عبد الرحيم ملوح أن من المصلحة الوطنية العليا للشعب الفلسطيني أن لا نتدخل في الشؤون الداخلية لمصر الشقيقة والدول العربية الأخرى وقال 'إن مصر دولة محورية في المنطقة والعالم العربي ومهمة بالنسبة للشعب الفلسطيني وقضيته'.

وأشار إلى أن حركة حماس التي تعتبر جزءا من جماعة الاخوان المسلمين قد تدخلت لصالح هذه الجماعة في مصر، مذكرا أن حركة الاخوان المسلمين قد تأسست في مصر وأن هذه الاخيرة هي مركز الارشاد لباقي الجماعة في العالم، داعيا حماس إلى عدم التدخل والعودة الى الالتزام بأوليات الشعب الفلسطيني والتي على رأسها استعادة الوحدة الوطنية.
وأعرب نائب الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين قيس عبد الكريم (أبو ليلى) عن أسفه لخروج حماس عن الاجماع الوطني من خلال تدخلها بالشؤون الداخلية لمصر الشقيقة، وقال: إنها بهذا التدخل الخاطئ تكون قد حكمت بالإعدام على أهلنا في قطاع غزة الذين يعانون اليوم بسبب تدخل حماس في مصر.
وقال أبو ليلى: إن موقف حماس الذي صدر أمس حول أحداث دار الحرس الجمهوري في القاهرة والذي استبقت من خلاله نتائج لجنة التحقيق هو موقف مؤسف ويحدث ضرراً بالشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية العادلة، ودعا حماس إلى الكف عن التدخل بالشؤون المصرية والعودة إلى الاجماع الوطني الفلسطيني الملتزم بالنأي بالنفس عن التطورات التي تشهدها بعض الدول العربية.

من جهتها أكدت الأمين العام لحزب فدا زهيرة كمال أن الشعب الفلسطيني يرفض رفضاً قاطعاً التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية وتحديداً في هذه المرحلة من تدخل في الشؤون الداخلية لمصر الشقيقة، وقالت: إننا نشاهد كل يوم عبر وسائل الإعلام المصرية والعربية وعبر الممارسات الفعلية تدخل من حماس في الشؤون المصرية، محذرة من أن هذا التدخل المرفوض من قبل الشعب الفلسطيني، سيؤثر سلباً على مستقبل القضية الفلسطينية، وكانت أول نتائجه إغلاق معبر رفح.

وأوضحت كمال أن الجيش المصري العربي كان ولا يزال هو المدافع عن الشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية، مشيرةً إلى التضحيات التي قدمها هذا الجيش والشعب المصري من أجل القضية الفلسطينية. وأكدت أن المس بهذا الجيش العربي هو اختراق خطير للخطوط الحمر وأن على حماس أن تتوقف فوراً عن تورطها في مواجهة هذا الجيش المعروف بتاريخه وقوميته ومواقفه المشرفة.
وتساءلت اذا كان لدى حماس كل هذه القوى العسكرية والتي تكرسها للتدخل في الشؤون الداخلية لمصر ومواجهة الجيش المصري فلماذا لا تتدخل بهذه القوى لمواجهة الاحتلال الاسرائيلي بدل أن تقوم بمنع المقاومين في قطاع غزة من مهاجمة إسرائيل؟.
من جهته تساءل عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية محمود اسماعيل عن التناقض والنفاق في موقف جماعة الإخوان المسلمين في مصر، موضحا أن هذه الجماعة لم تشر قبل سبع سنوات أن ما قامت به حركة حماس من انقلاب دموي في قطاع غزة بأنه انقلاب في حين أنها تصف الثورة الشعبية المصرية في 30 حزيران يونيو والتي شارك أكثر من ثلاثين مليون مصري بأنه انقلاب، مؤكداً أن جماعة الاخوان وحماس ليس لديهما أي أولوية سوى أولولية الجماعة.

وقال اسماعيل: إن الأحداث أثبت أن أولوية حماس ليست فلسطين وإنما أولويتها هي مشروع حركة الإخوان المسلمين وتنظيمها الدولي في العالم، مشيراً إلى مواقف حماس الداعمة بشكل كاسح لحركة الاخوان المسلمين في مصر وهو الدعم الذي جعل الشعب المصري ينتقد بشدة تدخل حماس في الشؤون الداخلية المصرية.
وأشار أن كل ما يجري في شبه جزيرة سيناء من هجمات ضد الجيش المصري العظيم هو مخطط إخواني متورطة ومنخرطة به حركة حماس، وقال: إن الشعب الفلسطيني وخاصة أهلنا في قطاع غزة سيدفعون ثمناً لهذا التورط وهذا التدخل المدان فلسطينياً.
وعلى الصعيد نفسه اشار الامين للجبهة العربية الفلسطينية جميل شحادة الى اجتماع القوى الوطنية الذي عقد قبل أيام والذي أكد على عدم التدخل بالشؤون الداخلية للدول العربية وخاصةً مصر الشقيقة، وقال: إن أي تدخل من أي طرف فلسطيني سينعكس سلباً على القضية الفلسطينية، داعيا حركة حماس إلى الالتزام بالموقف الوطني والإجماع الفلسطيني بعدم التدخل في مصر.

وفي نفس السياق أكد امين عام الجبهة العربية لتحرير فلسطين ركاد سالم أننا نلتزم بقرار منظمة التحرير والقيادة الفلسطينية بالنأي بالنفس عن التدخل في الشؤون العربية، مضيفا إننا نتطلع أن تحقق هذه الشعوب تطلعاتها بالحرية والديمقراطية.
وأكد أن تدخل حماس في الشؤون المصرية والشؤون العربية الأخرى لا يخدم القضية الفلسطينية من قريب أو بعيد، لذلك فأننا نناشد حماس بالكف عن تدخلها في الدول العربية والعودة الى موقف الاجماع العربي.

من جهته اكد امين عام جبهة التحرير الفلسطينية عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واصل ابو يوسف أن قرار الجبهة هو الإلتزم بموقف الإجماع الفلسطيني بعدم التدخل في الشؤون العربية وخاصة في مصر الشقيقة. وقال: إننا وانطلاقاً من هذا الموقف نرفض تدخل حماس في الشؤون المصرية، معربا عن أمله أن تتوقف حماس عن هذا التدخل.

وفي نفس السياق دعا عضو المكتب السياسي لحزب الشعب وليد العوض حركة حماس لوقف تدخلها في الشؤون المصرية فوراً، مشيراً الى أن هذا التدخل يبدو جلياً وواضحا ونلمسه يوميا عبر وسائل الإعلام وغيرها، وقال: إن موقف الاجماع الوطني هو النأي بالشعب الفلسطيني عن ما يجري من شؤون داخلية للدول العربية، لأن أي تدخل في هذا المضمار سينعكس سلبا على القضية الفلسطينية.

من جانبه قال عضو المكتب السياسي لجبهة النضال الشعبي محمود الزق: إن ممارسات حماس وتدخلاتها في الشأن المصري سيتسبب بالمآسي والكوارث لشعبنا وخاصة في قطاع غزة.

وأضاف: إن مغادرة حماس الموقع الوطني واصطفافها حول مشروع ايدولوجي وهمي سيضر بالقضية الفلسطينية ولن يجلب لنا سوى الضياع والكواراث، داعيا حماس للكف عن التهور بهذه التدخلات.