فراس انهى حياته لأنه اكتشف بعد 19 عاماً انه ليس هو
وكالة الحرية الاخبارية - محمود اقنيبي - اخر كلمات المرحوم باذن الله وامره فراس البلاصي على صفحته الخاصة على موقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك: ااااااااخ من ظلم الزمن .......... ليييش يا دنيا اموووت وانذل قدام العلن ....... لا اخ اتسند علييه .... ولا اخت تحضني بحنان ........ ولا حد اشكيلو همومي غييير نفسي والحزن ......... زهقت يا دنيا وحييييييد ....... وبالموت ما حد رح يحمل الكفن.
هذه الكلمات لم تأت عبثاً من فراس البلاصي الطالب في جامعة بوليتكنك فلسطين كلية المهن النطبيقية تخصص تكنولوجيا الوسائط المتعددة سنة اولى والمشهود له بقدراته الرائعة المتميزة في مجالات مختلفة منها الرسم حيث كان يساعد جميع طلبة المخيم في رسوماتهم و مشاريعهم في المدارس والمعروف بأدبه وهدوئه وحب الناس له , فراس كان يعيش مع امه وحيدا في بيته في منتصف المخيم واعمامه و اخواله على اتصال دائم معه و لم يدعوه يحتاج لاي شيء من النواحي المادية .
فراس اكتشف بطريق الصدفة انه ابن بالتنبي وليس ابنا لامه ووالده الذي رباه الى ان توفاه الله ومن هنا بدأت مأساته حيث اكتشف انه ليس عربياً اصلا ولا فلسطينياً وانه حضر الى البلاد في اواسط تسعينات القرن الماضي وانه لا يمتلك ما يدلل على هويته الاصلية ولا اصول عائلته الحقيقية وانه عاش كل هذه السنين دون ان يتمكن ابواه بالتبني من استصدار كافة الاوراق اللازمة له ليكمل حياته بشكل طبيعي بسبب القوانين المنقوصة والجائرة في موضوع التبني في بلدنا مما منعه حتى من السفر وتعدي حدود الوطن,تراكمات السنين وصدمة الحقيقة المرة ادت لاصابة فراس نفسية و انهيار عصبي شديد ادى الى حدوث تشنجات فجائية لديه خلال الفترة الماضية .
يقول استاذه وجاره في المخيم واحد خطباء مخيم الفوار الشيخ عبد الفتاح النجار : جاءني فراس مع بداية الفصل الدارسي الحالي وجلست معه في مكتبي لتسجيله في الفصل الجديد و مشاورتي في المواد حيث انه جار لنا وامه كانت قد وصتني عليه كثيرا و كان الامر طبيعيا وكان هناك عدة مشاكل في تعارضات في بعض المساقات تحدثت مع زملائي في الكلية الثانية وتم حلها لفراس حتى يلتحق بالدوام و اخبرني سوف يذهب ليسجل .
ويضيف النجار: بعد اسبوع لم يرجع للدوام ذهبت الى بيته و جلست معه ومع امه وقال لي انه يشعر بتعب و يريد ان يرتاح هذا الفصل ويعود مع بداية العام الجديد وقلت له لا يوجد مشكلة بس تشعر انك صحتك ممتازة تعال نعمل اجراءات تاجيل الدراسة .
ويتابع الاستاذ عبد الفتاح: لا اتوقع انه تمت الاساءة له من اي حد من جيرانه ولا احد يعرف بقضية التبني وانا جار له لا اعرف شي عن الموضوع بالعكس تفاجات اليوم مثل باقي الناس وبالتالي كل الكلام المنشور على صفحات الفيس بوك ليس له اي صحة , هناك كلام سيء يشاع على النت و اتهامات لاهل المخيم ...........نقول هذا كلام عيب و لا يجوز لانه لا احد يعرف كيف مات , ويختم الشيخ النجار حديثه بالقول ان قضية انه انتحر و مات كافر نقول دعوها للرحمن الرحيم فلا تعرفون ما الذي حدث.
والليلة وبعد ان قرر فراس وضع حد لمعاناته ومأساته بالانتحار عثر المواطنون على رسالة في جيبه موجهة لكل اصحاب القرار والسياسيين وواضعي القوانين وعلى راسهم وزير الداخلية الدكتور سعيد ابو علي كتب فيها الكثير لكن الاهم انه كتب فيها: اتمنى أن اكون انا آخر الاطفال المتبنين.
هذه حقيقة قصة فراس الذي انهى ماساته التي خلقتها القوانين والاجراءات وعدم حصوله على اثبات هوية او شخصية بعد ان اكتشف الحقيقة المرة بانه يتيم لا اب له ولا ام لا قريب ولا خال ولا عم.