23 شهيداً حصيلة الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة منذ فجر اليوم نتنياهو يبحث إلغاء أوراق الـ200 شيكل في غزة التميمي يسلم محافظ جنين تخصيصا رئاسيا لإقامة مستشفى في عرابة مصطفى يبحث مع "أنيرا" تنسيق الجهود والضغط لإدخال المساعدات إلى قطاع غزة ودعم الجهود الحكومية الإغاثية في الضفة اليمن يعلن مرحلة جديدة في التصنيع العسكري ويؤكد استمرار الضربات حتى وقف العدوان على غزة مصابون في قصف الاحتلال منزلا في مدينة غزة مقتل شخص في جريمة إطلاق نار في شفاعمرو مستوطنون يحرقون غرفا زراعية قرب المغيّر شمال شرق رام الله مستوطنون يعتدون على مواطنين في عينابوس جنوب نابلس الهباش يبحث تعزيز التعاون المشترك مع رئيس المجلس الأعلى للقضاء في قطر الاحتلال يعتقل مواطنين من يانون جنوب نابلس ترامب: هدف المفاوضات مع إيران هو التفكيك الكامل لبرنامجها النووي بعد التهديد الإسرائيلي: إيران تكشف عن سلاح جديد يصعب اعتراضه الاحتلال يعتقل مُسنا وطفلا من بيت أمر شمال الخليل المقاومة اليمنية تهدد: سنفرض حصارا جويا شاملا على إسرائيل

أضواء على الصحافة الاسرائيلية 21-22 نيسان 2017

 

سلطات السجون تتراجع عن قرار منع البرغوثي من التقاء محاميه

كتبت "هآرتس" ان سلطات السجون الاسرائيلية ابلغت محاميا الأسير الفلسطيني مروان البرغوثي بأنه لا مانع من التقائهما به. وتم تبليغ القرار هاتفيا لمحاميا البرغوثي عبير بكر والياس صباغ بعد قيامهما بتقديم التماس الى العليا ضد قرار مع اللقاء. وفي المقابل قدم نادي الأسير الفلسطيني التماسا الى العليا ضد قرار منع اللقاءات بين الاسرى المضربين عن الطعام والمحامين.

وقالت المحامية بكر لصحيفة "هآرتس": "لقد اعلنا منذ البداية بأنه لا يوجد اساس قانوني لمنع اللقاء. كلي امل ان لا تتكرر هذه الخطوة غير القانونية مستقبلا، سواء ضد البرغوثي او أي اسير آخر".

وفي اعقاب هذا التطور تم يوم الخميس تقديم طلبات من قبل المحامين للقاء الاسرى المضربين عن الطعام، خاصة مع البرغوثي وكريم يونس، المعزولين منذ بداية الإضراب. ويشار الى انه تم نقل البرغوثي الى العزل في سجن كيشون في اعقاب المقالة التي نشرها في صحيفة نيويورك تايمز حول الاضراب.

في المقابل قدم اربعة اسرى فلسطينيين التماسا الى المحكمة العليا ضد سلطة السجون ووزارة الامن الداخلي، مطالبين بتغيير وتحسين منظومة نقل الاسرى واحتجازهم في نقاط التوقف. وجاء في الالتماس انه رغم طرح هذه المسالة امام المحكمة في السابق، الا ان سلطة خدمات السجون ترفض اجراء التغييرات المطلوبة بهدف دفع حلول مناسبة وناجعة. وقالت المحامية دعوال لوسكي التي قدمت الالتماس مع المحامية ميخال فومرانتس، انه "يستدل من افادات الملتمسين بأنه يتم نقلهم من مكان الى اخر في ظروف غير انسانية ومهينة لا تلائم البشر".

وقالت انه من بين الحالات القاسية التي وقفت عليها "اضطرار الاسرى الى التبول داخل زجاجات خلال السفر، او اشتداد الحالة المرضية لأسرى مرضى بسبب ظروف النقل الصعبة".

في المقابل حذرت دائرة شؤون الاسرى الفلسطينيين من امكانية قيام اسرائيل بتغذية الاسرى المضربين عن الطعام قسرا. وقال رئيس الدائرة عيسى قراقع ان عدد المضربين عن الطعام ارتفع خلال اليومين الاخيرين الى 1500 اسير، ويتوقع ان يتزايد العدد تدريجيا. وتظاهرت يوم الخميس عشرات العائلات الفلسطينية امام مقر الصليب الاحمر في القدس دعما للأسرى وللمطالبة بالتدخل الدولي والضغط على اسرائيل لتلبية مطالبهم.

اسرائيل تسمح لرعاياها بالسفر الى سيناء

تكتب صحيفة "هآرتس" ان طاقم مكافحة الارهاب في ديوان رئيس الحكومة، أعلن يوم الجمعة، قراره السماح بسفر الاسرائيليين الى سيناء عبر معبر طابة، وذلك بقرار من القيادة السياسية، بعد اغلاق المعبر منذ مطلع الاسبوع الماضي، بسبب التخوف من تنفيذ عمليات في شبه الجزيرة المصرية.

وتم التأكيد في بيان الطاقم على انه بالرغم من قرار فتح المعبر الحدودي مع مصر، الا ان "التهديد الذي يواجه الاسرائيليين في سيناء لا يزال خطيرا، عينيا ومباشرا". واوصى الطاقم بالامتناع عن زيارة المنطقة ودعا المتواجدين هناك للمغادرة فورا.

وكان قرار اغلاق المعبر قد صدر يوم الاثنين من الاسبوع الماضي، عشية عيد الفصح العبري، في اعقاب وصول معلومات حول تخطيط عمليات ضد اهداف اسرائيلية. وسمح في حينه للإسرائيليين المتواجدين في سيناء بالعودة عبر المعبر، بينما لم يسر امر منع المغادرة على الوزراء او المواطنين الأجانب.

وحسب الجيش الاسرائيلي فقد سقطت قذيفة في منطقة المجلس الاقليمي اشكول فور صدور قرار اغلاق المعبر. وقال الناطق العسكري انه تم اطلاق القذيفة من سيناء وتسببت بأضرار مادية فقط.

وكان العديد من الاسرائيليين الذين اضطروا لإلغاء رحلاتهم الى سيناء خلال عيد الفصح قد التمسوا الى المحكمة العليا ضد قرار الاغلاق واعتبروه يمس بحقوقهم الاساسية وطالبوا بالزام الدولة على عدم اغلاق المعبر بتاتا.

على ذمة "المبادر": "بؤرة استيطانية لليهود والعرب"

تكتب صحيفة "هآرتس" ان المواطن الاسرائيلي أساف مامان، يعمل على انشاء بؤرة استيطانية يهودية – فلسطينية مشتركة، بالقرب من مستوطنة "آدم" في الضفة الغربية، لاستيعاب عائلات لا تستطيع شراء بيوت لها في مكان آخر بسبب غلاء الاسعار. وقال مامان لصحيفة "هآرتس" انه لا يزال يتخبط في اختيار الاسم للبؤرة التي تضم حتى الآن خمس عائلات، اثنتان يهوديتان وثلاث فلسطينية. وقال انه يريد اسما "ينطوي على طابع جماهيري قروي".

لقد نشأ مامان في حي القطمون في القدس، وكان يعمل الى ما قبل وقت قصير في الحفريات واخلاء النفايات في المجلس المحلي "بنيامين"، ودخل مؤخرا في ازمة مالية. وقال: "لدي اربعة اولاد ولا املك المال. في القدس توجد ضائقة اسكان واكتظاظ. هناك توجد مناطق واسعة واريد انشاء شيء من الصفر، قرية يهودية عربية". وحسب اقواله فقد توجه الى المزيد من العائلات للانضمام اليه، وتلقى دعوته الاهتمام. وقد بدأ مامان بتسوية الارض في المكان وبإقامة بيت له.

بسبب قرب مستوطنة ادم من مدينة القدس، على مسافة 10 دقائق سفر، فقد تحولت الى مكان جذاب لمن يسعون الى تحسين اوضاعهم الاسكانية، ولا يستطيعون عمل ذلك في القدس. وخلال الاسابيع الاخيرة بدأ مامان ورفاقه بإنشاء البؤرة التي تضم حاليا ثلاثة مباني بينما يجري بناء ثلاثة اخرى، وذلك على بعد عدة امتار من سياج مستوطنة آدم. وتم نصب بناء متنقل اكبر من المباني الاخرى، وتغطية جدرانه بالحجارة، وزرع اشجار من حوله، واصبح يشبه القلعة.

وقال احد رفاق مامان في المشروع، انه كان يقيم في مستوطنة مجاورة، لكنه لم يعد يتحمل التكلفة هناك فبدأ بالبحث عن بيت آخر. وقال ان تكلفة انشاء بيت في البؤرة تصل الى 150 الف شيكل، وان اسرته لا تزال تقيم في البيت القديم لكنها تحضر بعد انتهاء الدوام الدراسي، وتشعر بارتباطها بالمكان.

صباح يوم الخميس كان خمسة رجال يعملون على بناء البيوت، بينهم ثلاثة فلسطينيين من بلدة حزمة المجاورة. وفي ردهم على سؤال حول ما اذا سيقيمون في المكان لم يستبعدوا الفكرة، لكنه لم يظهر عليهم الاقتناع بذلك.

وقال مامان انه يبحث عن عائلات مسيحية لتنضم اليه، لكي يقيم اول بؤرة مختلطة الديانات، وكذلك مدرسة باللغتين. وقال: "انا اعيش بسلام مع الجيران وآمل ان يحضروا للإقامة معنا هنا – يهود وعرب ومسيحيين ودروز". واضاف: "اعتقد ان حقيقة كوننا علمانيين ولدينا علاقات جيدة مع الجيران من القرى المجاورة، هو ما يزعج المستوطنين".

وبالفعل، فقد قال المستوطنون في "آدم" انهم لا يتقبلون البؤرة الجديدة، وقال احدهم: "هذا يؤذي النظر. هل يمكن للإنسان الطبيعي ان يوافق على اقامة حي كرفانات عراقي امام بيته؟" وقال ان السكان الجدد عرفوا اين يقيمون المباني كي لا يواجهوا خطر اخلائها من قبل الادارة المدنية، وربما حصلوا على معلومات داخلية. وقال ان سكان آدم استثمروا الكثير في بيوتهم ويزعجهم قيام هذه البؤرة هناك. "نريد مشاهدة منظر مفتوح امامنا ومن دفع اكثر من مليون شيكل يرى فجأة من يحصلون على نصف دونم او دونم من الأرض مجانا".

وحسب اقواله فانه يزعج قدامى المقيمين في المكان حقيقة ان السكان الجدد "ليسوا من واضعي القلنسوات المزركشة (المتدينين القوميين)، الذين يصلون الى هنا بفعل محبة البلاد". وقال ان "من يصلون الى البؤرة الجديدة هم اناس لا يملكون المال، وهم في الأساس مطلقون ومطلقات، وهؤلاء فاتحة للمشاكل. انهم ليسوا متدينين ولا يصلون الى هنا بفعل الايديولوجيا".

واضاف: "لا توجد في منطقتنا بؤر قراصنة. كل شيء يتم بتصديق من الادارة المدنية وبقية الجهات. هنا يمكننا ان نستيقظ ذات يوم ونجد مئة عائلة". وهو لا يصدق ان العرب سينضمون الى البؤرة، لكنه يحذر من سابقة عمونة: "في المستوطنة لا يريدون هذه البؤرة، لكن الدولة ستضطر للدفع لهم. اذا وصلت 40 عائلة فهذا يعني 40 مليون شيكل. فكيف يبدو هذا؟"

وخلافا لبؤرة عمونة، لم يتم اقامة البؤرة الجديدة على اراضي فلسطينية خاصة، ورغم عدم حصول سكانها على تراخيص بالبناء الا انه توجد خطة مصادق عليها لبناء مدينة هناك، ولذلك فان الادارة المدنية المسؤولة عن إخلاء المباني غير القانونية لا تملك صلاحية اخلائها، وترجع الصلاحية الى المجلس الاقليمي بنيامين، الذي لا يسارع لإخلاء البؤر. ويجد مامان ورفاقه صعوبة في فهم المعارضة لهم في بحثهم عن حلول اسكانية.

وقالت مصادر في مجلس بنيامين ان المجلس يعمل على إخلاء البؤرة وانه توجه الى الشرطة طالبا المساعدة بعد اصدار اوامر بوقف العمل في المكان.

ماتيس يزور اسرائيل بعد الرياض والقاهرة

تكتب "هآرتس" ان وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس يقوم بأول زيارة رسمية الى اسرائيل منذ تسلمه لمنصبه. وكان في استقباله لدى وصوله الى مطار بن غوريون، الخميس، رجال السفارة الامريكية في تل ابيب والملحق العسكري في السفارة الاسرائيلية في واشنطن، ميكي ادلشتين. وتأتي زيارة ماتيس الى اسرائيل، ضمن جولة في الشرق الاوسط شملت الرياض والقاهرة، وسيلتقي خلال زيارته الى اسرائيل رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، رئيس الدولة رؤوبين ريفلين ووزير الامن افيغدور ليبرمان.

ويتوقع ان تشمل المحادثات مع ماتيس في اسرائيل القضايا الرئيسية في المنطقة، ومنها الحرب السورية والنشاط العسكري الاسرائيلي هناك، والحرب ضد داعش، وسياسة الرئيس ترامب ازاء ايران وتعقب الاتفاق النووي الايراني، والانتخابات الايرانية التي ستجري الشهر القادم.

ويعتبر ماتيس صاحب خط متشدد ازاء ايران، وصرح في الماضي بأن القضايا الثلاث الملحة التي تشغل بال الولايات المتحدة في الشرق الاوسط هي ايران ثم ايران وايران. ويتفق موقفه هذا مع موقف ليبرمان الذي يدعو الى انتهاج سياسة صارمة ضد ايران.

وكان ماتيس وليبرمان قد التقيا في واشنطن، الشهر الماضي، حيث سمع ماتيس من ضيفه الاسرائيلي بأن الحكومة الاسرائيلية معنية برؤية الولايات المتحدة ناشطة اكثر من السابق على الحلبة الشرق اوسطية. وتم وصف اللقاء بينهما من قبل وزارة الامن الاسرائيلية بأنه لقاء ودي ودافئ.

اسرائيل تتسلم ثلاث طائرات اخرى من طراز  F-35i

تكتب "يسرائيل هيوم" انه من المنتظر هبوط ثلاث طائرات اخرى من طراز (F-35i)، يوم الاحد القريب، في قاعدة سلاح الجو الاسرائيلي في نباطيم، لتنضم بذلك الى طائرتان من هذا الطراز تسلمتهما اسرائيل في كانون اول 2016.

وحتى اليوم، لم يتم دمج هذه الطائرة، التي اطلقت عليها اسرائيل اسم "أدير"، في العمل العسكري، ومع ذلك من المحتمل ان تشارك في يوم الاستقلال القريب في الاستعراض الجوي.

"حزب الله يقدم استعراضا للصحفيين قرب الحدود مع إسرائيل"

تكتب "يسرائيل هيوم" انه في حدث يعتبر استثنائيا على الحدود اللبنانية، قام ضابط من حزب الله بتقديم استعراض للصحفيين اللبنانيين في قرية لبونة الشيعية التي تبعد عدة كيلومترات فقط عن بلدتي حنيتا وشلومي الاسرائيليتين.

وقال الضابط للصحفيين ان لدى حزب الله "معلومات كثيرة حول الخطوات التي تقوم بها اسرائيل استعدادا لمواجهة في المستقبل مع حزب الله". وقال ان اسرائيل قامت خلال الأشهر الأخيرة بتوسيع منظومة التعقب والتجسس على حزب الله من داخل البلدات الاسرائيلية المجاورة للحدود اللبنانية. كما قال: "لقد قمنا بتوثيق انشاء سد عال من اجل عرقلة دخول قوات المشاة في حزب الله الى اسرائيل في حال وقوع مواجهة عسكرية. نحن لا نتخوف من الحرب ولا نتردد، واذا فرضت علينا فسننتصر فيها".

في السياق نفسه، اتهمت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، نيكي هايلي، حزب الله باستغلال السكان في لبنان لأهدافه، من خلال "استخدام القرى كمستودعات لعشرات آلاف الصواريخ". وقال سفير اسرائيل داني دانون خلال النقاش نفسه في الأمم المتحدة انه "حيث يتواجد الارهاب يمكن العثور على ايران".

فصل الشرطي الذي اعتدى على سائق عربي في القدس

كتبت "يسرائيل هيوم" ان الشرطة قررت فصل الشرطي موشيه كوهين، الذي تم توثيقه خلال قيامه بضرب عربي من سكان القدس الشرقية، والتسبب له بإصابات بالغة. وكان قسم الانضباط في الشرطة قد اجرى في الأسابيع الاخيرة، جلسة استماع للشرطي كوهين، من وحدة اليسام. وخلال الجلسة طلب كوهين الاستقالة واعرب عن ندمه على اعماله.

وجاء من الشرطة انه بعد سماع ادعاءاته، ونظرا لخطورة الحادث، قررت رئيسة قسم القوى البشرية في الشرطة غيلا غزئيل، فصل الشرطي، وعدم قبول طلبه بالاستقالة. وقالت الشرطة انه "لا مكان في شرطة اسرائيل لشرطي يتصرف بهذه الطريقة".

العائلات الثكلى تطالب نتنياهو بالاعتذار عن اهانتها من قبل نواب في حزبه

تكتب "يديعوت أحرونوت" ان النفوس العاصفة على خلفية الاستعراض الرهيب الذي قام به نواب الليكود خلال اجتماع لجنة مراقبة الدولة في الكنيست، لم تهدأ بعد. وتطلب العائلات الثكلى من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ورئيس الكنيست يولي ادلشتين، "شجب المس القاسي بالعائلات الثكلى بصوت مرتفع وواضح وراسخ". من جهتهم طلب النواب الذين اهانوا العائلات الثكلى عقد جلسة مصالحة، الا ان العائلات الغاضبة اعلنت بأنها ليست جاهزة لذلك بعد، وليس هناك يا مجال للحديث الى ما بعد احياء ذكرى الجنود.

وبعثت منظمة "ياد لبانيم" (يد للأبناء)، برسالة الى نتنياهو وادلشتين، نيابة عن العائلات الثكلى، طالبتهما فيها بالشجب الصارم والاعتذار عن الهجوم الذي تعرضت له العائلات من قبل النائبين دافيد بيتان وميكي زوهر، خلال النقاش في لجنة المراقبة حول تقرير الجرف الصامد. فخلال النقاش نعت بيتان والد الجندي ايرز ساغي، ايلان، بأنه كاذب، وعندما وجهت والدة الجندي القتيل هدار غولدين انتقادا للحكومة لأنها لا تعمل على اعادة جثة ابنها من غزة، قاطعها النائب ميكي زوهر، قائلا انها تبالغ، فصرخت فيه غولدين باكية: "لا ترد علي، صفيق، اسكت".

وجاء في رسالة منظمة "يد للأبناء": "منذ قيام الدولة لم يقع مثل هذا الحادث الشاذ والمخجل الذي مس بالعائلات الثكلى. لقد انفلت النواب بشكل فظ وعديم الاحساس تجاه العائلات الثكلى التي فقدت اعزاءها في مهمة الدفاع عن الوطن. الآباء الذين يصرخون ألمهم من دماء قلوبهم، وبعضهم يطلق صرخة أم ثاكل ليس لديها حتى قبر لتزوره.  شعب اسرائيل عرف خلافات، لكنه يبدو هذه المرة انه تم اجتياز خط احمر خطير، لا يمكن الصمت امامه. هذا جرح وراية سوداء تحلق فوقنا".

مقالات وتقارير

السجناء الامنيين يتمتعون بحقوق قليلة يسهل سحبها

يكتب ينيف كوفوفيتش، في "هآرتس" ان الاضراب عن الطعام الذي شرع به 1.200 سجين امني، هذا الأسبوع، جاء، ضمن أمور اخرى، بسبب المس بظروف اعتقالهم. هم ايضا يعرفون انهم لن يقارنوا بين هذه الظروف وظروف اعتقال السجناء الجنائيين في إسرائيل، لكنهم يطالبون باستعادة ما تم انتزاعه منهم. فاليوم، يتم حرمان الاسرى المضربين عن الطعام من كل المزايا التي حصلوا عليها، ولكن حتى في الايام العادية هناك فارق كبير بين ظروف احتجاء الأسرى الامنيين وظروف السجناء الجنائيين.

في مصلحة السجون يوجد تمييز واضح بين الحقوق الممنوحة للسجناء مهما كانوا، وبين "الامتيازات" التي يحصل عليها الأسرى، بشكل يرتبط مباشرة بسلوكهم خلال فترة قضاء محكوميتهم في السجون. حسب القانون، تلتزم مصلحة السجون بتوفير الشروط التي تتيح للسجين الحفاظ على نظافته الشخصية، العلاج الطبي اللازم للحفاظ على صحته، سرير، فرشة، بطانيات، حيازة متاع شخصي، شروط إنارة وتهوية معقولة وجولة يومية في مجال مفتوح. ويسمح المس بامتيازات الأسرى لمصلحة السجون بانتهاج سياسة العصا والجزرة من اجل فرض السيطرة عليهم وجعلهم يلجمون سلوكياتهم.

لكن مصلحة السجون تمارس التمييز الواضح بين الامتيازات التي تسمح بها للسجناء الجنائيين وتلك التي تمنحها للأسرى الأمنيين، في كل المجالات تقريبا. فبينما لا يمكن لمصلحة السجون المس بالحقوق التي يمنحها القانون للأسرى، الا ان مسألة الامتيازات خاضعة لقرار مدير السجن – ان شاء يمنحها لهم، وان شاء ينتزعها.

لقد تم التحديد في أمر مصلحة السجون بأنه يجب استخدام عقوبة الحرمان من الامتيازات بشكل شخصي لكل سجين، لكنه تم الابقاء على مكان ايضا للحالات الاستثنائية التي يسمح فيها بسحب الامتيازات من مجموعة من السجناء، في حال خرقت المجموعة الانضباط ولا يمكن تحديد من هو المسؤول عن ذلك.

الجدول التالي يبين الفارق بين ظروف اعتقال السجناء الجنائيين والأسرى الأمنيين في السجون الاسرائيلية:

 

الغذاء

العلاج الطبي

زيارات السجن

السجناء الجنائيون

مبلغ الشراء في الكنتين: 1.600 شيكل في الشهر

يستحقون طلب إذن لزيارة طبيب خاص على حسابهم الشخصي

يستحقون زيارات من العائلة والاصدقاء بعد 3 اشهر في السجن

السجناء الامنيون

حظر تلقي الغذاء من ابناء العائلة الذين يحضرون للزيارة

يستحقون طلب زيارة طبيب خاص من سكان المناطق على حسابهم الشخصي

يستحقون زيارات من ابناء العائلة من الدرجة الاولى فقط

 

زيارات المحامين

المحادثات الهاتفية

الاجازات

السجناء الجنائيون

مصلحة السجون لن تفحص وثائقه. واللقاء يجري بدون حاجز

يستحقون مكالمات هاتفية. الهاتف يقوم في مجال رؤية السجانين

يستحقون اجازة 96 ساعة بعد أن قضاء ثلث فترة محكوميتهم

السجناء الامنيون

الزيارة تجري من خلف حاجز. والمحامي يدخل مادة قانونية فقط

لا يستحقون مكالمات هاتفية، إلا في حالات استثنائية

لا يستحقون الاجازات. السجناء اليهود يستحقون طلب اجازة خاصة

 

التعليم

الصحف

التلفزيون

السجناء الجنائيون

يستحقون التعليم وتقديم الامتحانات في السجن لغرض الحصول على شهادة (البجروت)

يستحقون شراء صحيفة واحدة والاشتراك في مجلة واحدة

يستحقون شراء جهاز تلفزيون وجهاز دي.في.دي

السجناء الامنيون

يستحقون التعليم  وتقديم الامتحانات لغرض الحصول على شهادة البجروت فقط

يستحقون شراء صحيفة ومجلة طبعت في اسرائيل

يستحقون شراء جهاز تلفزيون توفره مصلحة السجون ومشاهدة ثلاث قنوات

 

الاختلاء بالزوجة

حرية العبادة

البريد

السجناء الجنائيون

يستحقون زيارة الزوجة والاختلاء بها بعد ستة اشهر من السجن

يحق لكل اسير الصلاة والحصول على الكتب المقدسة ومستلزمات العبادة من أسرته

يحق لهم ارسال وتلقي البريد بدون قيود

السجناء الامنيون

لا يستحقون بشكل جارف زيارات الاختلاء بالزوجة

يحق له اقامة الطقوس الدينية وفقا لقيود امنية

يحق لهم ارسال رسالتين واربع بطاقات كل شهر

 

 

بعد احتراقه في الجرف الصامد، نتنياهو لا يبحث عن حرب جديدة في غزة.

يكتب عاموس هرئيل، في "هآرتس" ان بنيامين نتنياهو لا يريد خوض حرب في غزة. بل انه لم يرغب بها في 2014، وانما تم جره اليها. وهو، كما يبدو، لا يبحث عن مواجهة مع حماس في القطاع خلال الصيف الحالي. هذا هو العنوان الحقيقي لاجتماع لجنة الكنيست لمراقبة الدولة بخصوص تقرير المراقب حول عملية الجرف الصامد، التي تم ابتلاعها، أول أمس (الاربعاء) في العاصفة التي رافقت تبادل الكلمات القاسية بين عضوي كنيست من الليكود والعائلات الثكلى.

رئيس الحكومة الذي حاول الامتناع عن أي نقاش حقيقي حول استنتاجات التقرير بذريعة أن هذا يحتاج إلى منتدى مغلق أمام وسائل الاعلام، أطلق، رغم ذلك، عدة مقولات مثيرة. “لقد حاولنا الامتناع عن الحرب بكل السبل”، قال عن أحداث الصيف قبل ثلاث سنوات. ولكن “في لحظة اختطاف الفتيان الثلاثة وصلنا الى منزلق لا يمكن ايقافه”، هذا على الرغم من أنه، حسب اقواله، قام خلال تلك الأسابيع، بتحويل رسائل غير مباشرة لحماس حول رغبته بالامتناع عن الحرب في غزة.

ويؤكد نتنياهو، بأثر رجعي، ما كان يمكن توقعه في حينه من سلوكه: اختطاف وقتل الفتيان في غوش عصيون من قبل خلية لحماس في الخليل دفعه الى الزاوية التي لم يتمكن من الخروج منها. العثور على الجثث في 30 حزيران، الى جانب التحذيرات الاستخبارية بشأن تخطيط حماس لتنفيذ عملية كبيرة بواسطة نفق في كرم أبو سالم على حدود القطاع، شكلت رافعة ضغط مزدوج عليه. وعندما قام نشطاء اليمين المتطرف بملاحقة العرب في شوارع القدس، وأمطره الوزراء واعضاء الكنيست من الائتلاف بالتصريحات الحربية، وجد رئيس الحكومة نفسه في حرب لم يخطط ولم يستعد لها.

لقد تملص نتنياهو من جوهر ملاحظات المراقب حول دور حكومته في التصعيد. النقاش الايديولوجي مع رئيسة حركة ميرتس، زهافا غلئون، خلال جلسة لجنة المراقبة، قدم له خدمة فقط. فقد سمح له بقول المفهوم ضمنا تقريبا: ليس هناك حل سياسي مع حماس. فحتى عندما تقوم هذه المنظمة باعادة صياغة ميثاقها حاليا، لا تريد الاعتراف بإسرائيل أو التوقيع معها على اتفاق سلام. لكن ليس هذا ما كتبه المراقب، يوسف شبيرا، ورئيس القسم العسكري في مكتبه، العقيد احتياط يوسي باينهورن في تقريرهما. البديل السياسي الذي تطرقا اليه كان على الجدول عشية الحرب. وكان يتعلق بتخفيف الحصار في غزة وضمان استمرار دفع الرواتب لعشرات آلاف موظفي السلطة في القطاع. نتنياهو، بضغط من وزير الخارجية في حينه، افيغدور ليبرمان، رفض ذلك (والوزراء الآخرين، مثل موشيه يعلون وتسيبي لفني ويئير لبيد، الذين يتذمرون الآن، لم يفعلوا ما يكفي لتحقيق هذا البديل في حينه).

الآن، مع ليبرمان كوزير للأمن، يعود نتنياهو الى المواقف ذاتها. مخططات تخفيف الحصار على غزة تتقدم ببطء، مشروع الجزيرة الاصطناعية الذي يقترحه الوزير يسرائيل كاتس، لم تتم المصادقة عليه – وفي غزة تنضج ازمة جديدة حول دفع الرواتب وتوفير الكهرباء مع صراعات قوى بين حماس والسلطة الفلسطينية في الخلفية.

لقد ركزت الكاميرات، ربما بشكل طبيعي، على الصراخ المؤلم للأبوين الثاكلين، د. ليئا غولدن وايلان ساغي. في نشرات الأخبار المسائية، لم يتبق، تقريبا، مكان للأقوال الصحيحة التي قالتها د. اوريت فيدينا حاي، التي قتل ابنها عومر، المحارب في وحدة ماجلان، جراء انهيار عيادة مفخخة في خانيونس. فقد قالت لنتنياهو: “يتضح وجود اخفاق متكرر في استيعاب الانتقادات وتطبيق الاستنتاجات.. لا يجب أن يتكرر هذا، يجب تطبيق التقرير. هذا هو واجبك الاخلاقي نحو من سقطوا، كي لا نجد أنفسنا من جديد مع نفس الاستنتاجات”. على خلفية خطوات الحكومة في أعقاب تقرير المراقب وسياستها الحالية، من المشكوك فيه ان يتحقق طلب الأم. ورغم ذلك فان الخط الذي طرحه نتنياهو مثير. فحسب اقواله، يعرف كم يمكن للأمور أن  تتشوش خلال الحرب، ودوره هو منع الحروب بقدر الامكان وقيادة اسرائيل في بيئة عاصفة بأقل ثمن.

لقد حظيت اقوال نتنياهو بتدعيم خلال اللقاء الذي تم في نفس اليوم بين المراسلين وبين من سيسمى هنا ضابط رفيع المستوى في الجيش الاسرائيلي. صحيح أن الجيش يقوم حاليا بتدريبات عسكرية حثيثة، يوجه قسم منها للحلبة الجنوبية، لكن الضابط كرر موقف هيئة الاركان، بأن اسرائيل لا يجب عليها المبادرة الى الهجوم فقط بسبب تقدم قدرات العدو – في هذه الحالة، الانفاق الهجومية لحماس - لأن اسرائيل ستجد نفسها في حرب متواصلة، “حرب المئة سنة”.

كما ذكر الخط العقلاني الذي انتهجه الجهاز العسكري، في بعض الاحيان بدعم من حكومة نتنياهو، أمام موجة عمليات الطعن والدهس التي اندلعت في تشرين الاول 2015. الاصرار على مواصلة السماح لعشرات آلاف العمال الفلسطينيين من الضفة الغربية بالعمل في اسرائيل، حتى في ذروة الارهاب، ساعد على تهدئة الاوضاع. ومثله، ايضا، ضبط النفس النسبي الذي فرضته أوامر استخدام النار في الميدان، رغم مواعظ بعض الوزراء (ومعهم ساسة من المعارضة، مثل لبيد) للجنود على اطلاق النار أولا ومن ثم التفكير في الامر. وقال الضابط: “لو كنت سأقول بأن كل من يحمل سكينا يجب أن يموت، لكنا مع 800 قتيل فلسطيني وانتفاضة ثالثة”.

شرق اوسط مختلف

في مثلث صناع القرارات، الى جانب نتنياهو وهيئة الاركان، هناك ضلع آخر هو وزير الأمن (خضوع المستوى العسكري للمستوى السياسي واضح، لكن دور الجيش في رسم السياسة أكبر من مكانته الرسمية في التسلسل الهرمي، كما أثبت قرار الامتناع عن قصف ايران قبل خمس سنوات). ليبرمان، حتى مع الفتيل الطويل الذي تبناه منذ دخوله الى وزارة الأمن في نهاية أيار الماضي، يتمسك بموقفه القائل انه في ظل حرب اخرى في غزة يجب على اسرائيل العمل على اسقاط سلطة حماس. وحسب مصادر أمنية، فان الفجوة بين موقف الوزير وموقف الجيش في موضوع غزة تبدو واضحة في كل نقاش عسكري، حيث يحاول قادة الجيش اقناعه بأن الخطط التي أعدوها تتيح توجيه ضربة شديدة لحماس من دون احداث فوضى في القطاع.

ليبرمان يتواجد الآن في ذروة جدول زمني سياسي مكثف. اليوم (الجمعة) من المفروض أن يلتقي في تل ابيب مع وزير الدفاع الامريكي، الجنرال المتقاعد جيمس ماتيس، الذي جاء لزيارة أولى في الشرق الاوسط. وفي الاسبوع القادم سيشارك في مؤتمر في موسكو وعلى الهامش قد يلتقي مع نظيره الروسي سرجيه شويغو ووزير الخارجية سرجيه لافروف.

رغم التوتر الذي ساد في الاسبوعين الاخيرين بين واشنطن وموسكو، بسبب استخدام نظام الاسد للسلاح الكيميائي وعقوبة القصف الأمريكي لسلاح الجو السوري، يبدو أن اجزاء الصورة الاستراتيجية التي سيعرضها وزراء الدولتين امام ليبرمان ستكمل بعضها. الشرق الاوسط يمر الآن بتغيير عميق آخر. حتى لو كانت سياسة ادارة ترامب في المنطقة بعيدة عن أن تكون مبلورة وواضحة، فان الولايات المتحدة ناجعة أكثر في الخطوات العسكرية في جميع أرجاء آسيا (القصف في سورية، القاء "أم القنابل" في افغانستان، التهديد الذي تبين أنه فارغ فيما بعد، بإرسال حاملة الطائرات الى شبه جزيرة كوريا). لقد ازداد اهتمام البنتاغون بشكل كبير بما يحدث في الشرق الاوسط، كما تؤكد المحادثات بين الضباط الامريكيين مع نظرائهم الاسرائيليين في الاسابيع الاخيرة.

روسيا لا تظهر في الوقت الحالي أي تراجع امام ازدياد الاهتمام الامريكي. التحول الذي ضمن بقاء نظام الاسد في سورية، تحقق بفعل تدخل روسيا العسكري في ايلول 2015 وفيما بعد. ومنذ استسلام حلب في كانون الاول الماضي تقدم روسيا مظلة جوية للنظام لإعادة السيطرة على مناطق اخرى في الدولة. “سورية تتواجد الان في المكان الثاني، وايران في المكان الاول. وماذا عن روسيا؟ إنهم شياطين”، قال رجل اعمال سوري لمراسلة “الغارديان” البريطانية التي نقلت تقريرا من دمشق، هذا الاسبوع.

وحول يحدث في الشمال، قال الضابط الرفيع خلال محادثة مع المراسلين ان اطلاق الصاروخ السوري المضاد للطائرات باتجاه طائرات سلاح الجو الاسرائيلي اثناء القصف في سورية، في نهاية الشهر الماضي، (حسب مصادر اعلامية عربية جرت عدة محاولات كهذه)، يعكس ازديدا الثقة بالنفس لدى النظام في ضوء نجاحاته العسكرية. ولكن هل يمكن أن تكون روسيا هي التي شجعت الاسد على التصعيد ضد اسرائيل؟ وما الذي عرفته موسكو عن نوايا النظام السوري استخدام غاز السارين في خان شيخون؟.

في عهد ترامب بالذات، عاد الشرق الاوسط ليبدو في الاسابيع الاخيرة كملعب للقوتين العظميين – الرئيس بوتين يصمم على مكانة روسيا كقوة عظمى، رغم ضعفها الاقتصادي مقارنة مع الولايات المتحدة. في ظروف كهذه اصبحت اسرائيل مرة اخرى بمثابة لاعب ثانوي يطلب منه عدم الازعاج. ترامب بقي غير متوقع ومتقلب، وجدول أولوياته (الصراع ضد داعش أو الاسد في سوريا؟ السلام بين اسرائيل والفلسطينيين؟ استئناف العقوبات ضد ايران؟)، ليس معروفا. كما خطا نتنياهو بحذر مقابل الادارة الامريكية في موضوع التفاهمات بشأن تجميد البناء في المستوطنات، يمكن الافتراض بأنه سيحذر الآن من القيام بخطوات أحادية في قطاع غزة.

ولكن في هذه الظروف ايضا، يبدو أن اسرائيل لا تزال تقف في قسم كبير من تحذيراتها الأمنية، على مسافة خطأين او ثلاثة من اندلاع الحرب. والسطر الاخير في تقديرات الاستخبارات العسكرية لعام 2017 يشبه السنوات السابقة: لا توجد اشارات تدل على نشاط هجومي مقصود للعدو، لكن هناك احتمالات عالية بحدوث مواجهة بسبب حدث تكتيكي خطير أو عدد من الاحداث المتبادلة.

الرجل الحديدي

تمهيدا لزيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس الى واشنطن في بداية الشهر القادم، وعلى خلفية نوايا الولايات المتحدة تحريك العملية السلمية، يزداد التوتر بين السلطة الفلسطينية وحماس واسرائيل، لأسباب مختلفة. الاضراب عن الطعام الذي اعلنه 1200 اسير فلسطيني في اسرائيل لم ينتقل بعد الى مستوى مرتفع، لكن في نفس الوقت هناك صراع على السيطرة بين السلطة وحماس في القطاع، الامر الذي يؤثر بشكل مباشر على معيشة السكان وتوفير الكهرباء يوميا. وما زال هناك حساب مفتوح بين حماس واسرائيل، حيث تتهم حماس اسرائيل بقتل أحد نشطائها في الذراع العسكري، مازن فقها، قبل شهر.

فقها الذي تم نفيه الى القطاع في اطار صفقة شليط كان من قادة طاقم الضفة الغربية، الذي يقوم بتمويل واصدار التوجيهات للعمليات في الضفة. لقد تم اطلاق النار عليه من قبل مجهول بمسدس على شاطئ غزة في 24 آذار. ورغم أن حماس قامت باعدام ثلاثة فلسطينيين اتهموا بالتعاون مع اسرائيل في بداية نيسان، إلا أنها لم تنشر بعد اعلانا مفصلا حول حل سر عملية الاغتيال. وحسب اقوال سكان من القطاع، لا يزال التوتر كبيرا في القطاع، واجهزة حماس الامنية تواصل التحقيق والتمشيط المكثف من اجل معرفة اذا كان هناك فلسطينيون قد ساعدوا في عملية الاغتيال.

على المدى القريب لا تقلق الاجهزة الامنية الاسرائيلية من احتمال حدوث عملية انتقامية على حدود القطاع. وهذا على خلفية التكهن بأن حماس من ان تتدهور عملية كهذه الى مواجهة عسكرية اخرى مع اسرائيل، يبدو انها لن تخدم اهدافها الآن. خليل الحية، أحد قادة حماس، قال هذا الاسبوع، إن حماس لا تبحث عن المواجهة مع اسرائيل طالما امتنعت اسرائيل عن ذلك. مع ذلك فان زملاء الفقها في القطاع قد يبادرون الى عملية مدوية في الضفة الغربية وفي داخل الخط الاخضر انطلاقا من فرضية ( يمكن ان تكون خاطئة) بأن اسرائيل ستفضل الآن تركيز ردها في الضفة، وهكذا تبقى المشكلة خاصة بالسلطة الفلسطينية وحدها.

في الشهر الماضي قال رئيس الشباك نداف ارغمان في اجتماع للجنة الخارجية والامن البرلمانية، إن “حماس تريد ضعضعة الوضع الامني في يهودا والسامرة بواسطة العمليات التفجيرية”. وامس الاول، أعلن الشباك بأنه اعتقل على معبر ايرز مواطنتين فلسطينيتين من القطاع، أحداهن مريضة بالسرطان وخرجت لتلقي العلاج في اسرائيل، وحاولتا تهريب مواد متفجرة داخل انابيب للدواء. باستثناء السخرية الكامنة في استغلال المريضات، (وهذا ليس حدثا فريدا من نوعه)، فان هذه الحادثة تشير الى حجم الجهود التي تبذلها حماس من اجل تنفيذ عمليات في الضفة.

الى جانب ذلك، هناك تخوف من وقوع حادث محلي، على خلفية دينية، تستغله حماس من اجل تأجيج الوضع في شرقي القدس والضفة الغربية ضد اسرائيل، والتآمر على السلطة في مدن الضفة. هذه هي خلفية التوصية القاطعة التي قدمتها الاجهزة، وعلى رأسها الشباك، لنتنياهو بمنع دخول الوزراء واعضاء الكنيست الى الحرم خلال عيد الفصح.

يتركز التوتر في القطاع على المواجهة بين حماس والسلطة الفلسطينية، حيث تتهم السلطة حماس باستغلال دعمها المالي للقطاع دون ان تمنحها موطئ قدم في ادارة القطاع. وقد قلصت السلطة مؤخرا حوالي نسبة 30 في المئة من رواتب 65 ألف موظف يتبعون لها في القطاع، والذين اصبح غالبيتهم عاطلين عن العمل رغم ارادتهم منذ سيطرة حماس على القطاع قبل عشر سنوات. لقد تم اظهار قرار السلطة وكأنه جاء بسبب مشاكل مالية نجمت عن تقليص تبرعات الدول المانحة، لكن عمليا يبدو أنه يدور صراع غريزي مقرون بالشعور بالإهانة في رام الله.

طنجرة الضغط في غزة تزداد غليانا، ايضا، بسبب اعلان السلطة بأنها ستتوقف عن دفع ضريبة الوقود الذي تزوده اسرائيل للقطاع، والذي تعتمد عليه محطة الطاقة وتزويد الكهرباء. وقد تراجع تزويد الكهرباء الى ما بين 6 و8 ساعات في اليوم. وحماس تفحص امكانية تقليص تزويد الكهرباء لأربع ساعات فقط. هذه الضائقة تضر بالمستشفيات والمدارس. وفي الجانب الآخر عادت مصر الى اغلاق معبر رفح لفترات طويلة، وتم الغاء جميع التسهيلات على المعبر. وحتى لو حدث هذا بسبب تصاعد صراع مصر ضد ذراع داعش الذي نفذ مؤخرا عدة عمليات قاسية، فان النتيجة تؤثر فورا على القطاع.

رغم الاهمية الرمزية الكبيرة التي يمنحها الفلسطينيون لمشكلة الاسرى، يبدو أن المشكلات اليومية في القطاع هي التي تحظى باهتمام الجمهور هناك. اذا نجح زعيم الاضراب مروان البرغوثي بتجنيد الأسرى الفلسطينيين في السجون الاسرائيلية في صراع مستمر، يمكن للإضراب أن يحظى باهتمام أكبر.

في احيان كثيرة يكون للإضراب تأثير كبير، يتعدى جدران السجون. التحقيق في اختطاف الفتيان الثلاثة في غوش عصيون في 2014 كشف بأن قرار تنفيذ العملية نضج في قلوب اعضاء خلية حماس بعد المشاركة في اعتصام تضامن مع السجناء المضربين عن الطعام. وبنظرة الى الوراء، يدور الحديث عن حلقة هامة في السلسلة التي أدت الى التدهور، الذي وصفه نتنياهو امام لجنة مراقبة الدولة في الكنيست.

موقف اسرائيل الرسمي يدعي أنها لن تفاوض الاسرى. وطلب ليبرمان على صفحته في الفيس بوك من الحكومة السير على طريق  تاتشر. ففي 1981، في بداية ولايتها، قمعت المرأة الحديدية في بريطانيا اضراب السجناء من ايرلندا. وقد توفي في حينه عشرة من الاسر المضربين عن الطعام، وتحول أحدهم، بوبي سانديس، الى رمز قومي للكاثوليك في شمال ايرلندا. ليس من الواضح اذا كان ليبرمان يريد تكرار الدراما البريطانية مع الفلسطينيين، أو أنه يريد مجرد الحصول على علامات الاعجاب في الفيس بوك. في الاسبوع الماضي قال خلال مقابلة اجرتها معه “يديعوت احرونوت” بأنه نجح في معرفة طريقة نشر المدونات التي تثير الاهتمام الواسع.

وزير الامن يتمتع، على الاقل، بمعرفة تاريخية يعتمد عليها. شباب الاتحاد القومي، الشريك الثانوي والمتطرف في البيت اليهودي، أعلنوا أمس أنهم سيقومون بوضع المناقل لش اللحم أمام سجن عوفر “لكسر معنويات المضربين عن الطعام ومطالبة الحكومة بعدم الخضوع للمخربين”. هذا استفزاز صبياني آخر، لا يبرر حتى ذكره في الصحيفة، لكنه ربما يدل على طبيعة المرحلة.

داعش يركز على البطن الضعيفة لمصر: العلاقات بين المسلمين والمسيحيين.

يكتب تسفي برئيل، في "هآرتس" ان القديسة سانتا كاترينا، ابنة الاسكندرية قتلت في القرن الرابع على طريقة داعش. في البداية تم تعذيبها على عجلة التعذيب، وعندما فشلت آلة الموت بقتلها، تم قطع رأسها. هذا الأسبوع ذكرنا داعش بأن هذا المكان المقدس لليونانيين الارثوذكس في سيناء المسمى على اسم كاترينا، لا يحظى بحماية القديسة المعذبة، عندما قامت احدى خلاياه في سيناء بقتل شرطي مصري كان يحرس المكان.

بعد عشرة أيام من العملية المزدوجة في الكنيستين في مصر والتي اسفرت عن قتل اكثر من 40 شخصا، يواصل داعش تطبيق استراتيجيته الجديدة، التي لم تعد تكتفي بإصابة قوات الامن والمدنيين العابرين، وانما تهدف الى هز نسيج العلاقات الهش بين المسلمين والمسيحيين في مصر.

قبل شهرين اهتزت العريش لمقتل سبعة مواطنين مسيحيين، وهو الحادث الذي تسبب بهرب اكثر من 40 عائلة من المدينة الى الاسماعيلية، حيث تعيش هناك في ظروف اللجوء وتنتظر العودة الى بيوتها. الحكومة المصرية التي تشعر بالقلق الكبير من تطور هذه العمليات الى مواجهات بين المسلمين والمسيحيين، تحاول مساعدة العائلات. لقد وفرت الحماية لاماكن سكناهم، ووفرت اماكن عمل بديلة للمعلمين واستوعبت اولاد العائلات في مدارس المدينة. ويضطر قسم من الهاربين الذين لم يعثروا على عمل في الاسماعيلية، للسفر الى العريش من اجل اعالة عائلاتهم والعودة الى البيت في نهاية الأسبوع من خلال المخاطرة بحياتهم.

لكن المساعدات لا تنجح في تهدئة التوتر الكبير الذي تأجج في الأيام الأخيرة. نائب رئيس جمعية مصر ضد التمييز الطائفي، د. احمد منير مجاهد، يقول انه "لا يوجد فرق بين فترة مبارك وفترة السيسي. فاليوم ايضا لا يوجد محافظ مسيحي واحد، ولا يوجد قائد كبير مسيحي في قوات الأمن ولا حتى رئيس جامعة مسيحي". ومن خلال لقاء نشر معه هذا الاسبوع، طالب السلطة المصرية بعدم الاكتفاء بمحاربة الارهاب الاسلامي الراديكالي وانما العمل من اجل تغيير الاجواء ضد المسيحيين.

هذا الاسبوع نشرت هذه الجمعية التي تأسست عام 2006 وتضم عدة مئات من الاعضاء المسيحيين والمسلمين، بحثا واسعا بعنوان "وضع الأديان في مصر"، والذي يصف التيارات الدينية المتنوعة التي تنشط في الدولة، ومنظومة العلاقات التي جرت بين الأنظمة المختلفة في مصر وبين الحركات الدينية.

في لقاء اجراه موقع "المدون" المصري مع احد اعضاء طاقم البحث، سامح اسماعيل، اشار الى انه بشكل تقليدي، حاولت الكنيسة القبطية الحفاظ على علاقات جيدة مع النظام، وبشكل عام حرصت على الدعم العلني للرئيس المصري، لكنه اتضح ان هذه الاستراتيجية تلقت ضربة خلال انقلاب الربيع العربي، حين خرج الشبان الاقباط، خلافا لتوجيهات القيادة الدينية، للمشاركة في التظاهرات ضد نظام مبارك، الأمر الذي كلفهم الكثير من الضحايا، خاصة خلال المظاهرات التي جرت بالقرب من بناية التلفزيون المصري في تشرين اول 2011. لقد شكل هؤلاء الشبان تنظيما لهم يحمل اسم "اتحاذ شبان مسبيرو" على اسم بناية التلفزيون، وبدأوا المشاركة في