6 شهداء إثر قصف الاحتلال بلدة جباليا شمال قطاع غزة الاستخبارات العسكرية والشرطة الفلسطينية في الخليل تضبطان قطعًا أثرية ومعدات تنقيب غرب المحافظة قوات إسرائيلية خاصة تعتقل شابًا من نابلس الاحتلال يبدأ بترحيل 4 مواطنين من فلسطينيي الداخل الأمم المتحدة: غزة أكثر الأماكن جوعا على وجه الأرض مصرع طفلة إثر تعرضها لحادث دهس على شارع جبع سيلة الظهر جنوب جنين الرئاسة ترحب بقرار الرئيس التشيلي سحب الملحقين العسكريين من سفارة بلاده لدى تل أبيب الاحتلال يعتقل 5 مواطنين من بلدة زيتا شمال طولكرم الأونروا تكشف تفاصيل إعدام الاحتلال لأحد موظفيها في غزة معاريف: إلغاء رحلات رايان إير إلى تل أبيب ضربة مؤلمة للإسرائيليين 9 شهداء بينهم الصحفي معتز رجب في قصف إسرائيلي على قطاع غزة وزير الداخلية يخرج دورة القيادات التأسيسية الـ27 ويتفقد الهيئة العامة للمعابر والحدود تربية شمال الخليل تنظم الفعالية المركزية " لسياسة الحد من العنف' "النقابة": ارتفاع عدد الصحفيين الشهداء في غزة إلى 221 شهيدا الكابينيت يصادق على إقامة 22 مستوطنة

أضواء على الصحافة الإسرائيلية 14 آذار 2018

 

محاولة اغتيال رامي الحمد الله وماجد فرج في قطاع غزة

تكتب صحيفة "هآرتس" أنه تم، صباح أمس الثلاثاء، تفجير قنبلة بالقرب من موكب رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله، أثناء زيارته لقطاع غزة. ووصل الحمد الله إلى قطاع غزة برفقة رئيس المخابرات العامة الفلسطينية ماجد فرج. ولم يصب الاثنان في الانفجار، بينما أصيب العديد من حراس الأمن بجروح طفيفة. ووفقاً لوزارة الداخلية بغزة، فقد تم اعتقال عدد من المشتبه بهم بالتورط في محاولة الاغتيال، وتجري ملاحقة آخرين. وبينما اتهم رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس حماس بمحاولة الاغتيال، نفت الحركة تورطها وأدانت الحادث.

واعتبرت حماس "هذه الجريمة جزءًا لا يتجزأ من محاولات العبث بأمن قطاع غزة وضرب أية جهود لتحقيق الوحدة والمصالحة وهي الأيدي ذاتها التي اغتالت الشهيد مازن فقها وحاولت اغتيال اللواء توفيق أبو نعيم."

وفي وقت لاحق، أصدرت حماس بيانا جاء فيه أن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية تحدث مع الحمد الله، واتفقا على أن إسرائيل والمتعاونين معها معنيين بشكل رئيسي في الانفجار. ووفقا لحماس، فقد تقرر تعيين رئيس جهاز الأمن ​​الداخلي، توفيق أبو نعيم، مسؤولا عن التحقيق في الحادث. وكان أبو نعيم قد وصل إلى مكان الحادث، وأعلن عن فتح التحقيق.

وقد دخل الحمد الله وفرج إلى قطاع غزة، الساعة العاشرة صباحا، عبر معبر إيرز، وبعد حوالي 200 متر، وقع الانفجار. وقال مقرب من فرج لصحيفة "هآرتس" إن "السيارة التي أصيبت مباشرة هي سيارة فرج، لكنه كان يسافر مع الحمد الله". وأضاف أن ثلاثة من ركاب سيارة فرج، بينهم شقيقه، أصيبوا جراء الانفجار".

وقد واصل الحمد الله زيارته كالمعتاد، ووصل إلى منشأة تطهير مياه الصرف الصحي في بيت لاهيا، في شمال القطاع، لتدشينها. وقال في كلمته إنه ملتزم بالوحدة الفلسطينية، وأن الحادث لن يمنع السلطة الفلسطينية من مواصلة جهود المصالحة. وقال: "لقد أصيبت ثلاث سيارات، ورغم ذلك فإني لا أزال في غزة، وسأرجع إلى غزة رغم ما حدث اليوم. نحن نتواجد في مرحلة حاسمة بالنسبة للشعب الفلسطيني. لن نسمح لأحد بالقضاء على المشروع القومي الفلسطيني".

وعلم أن مسؤولين في السلطة الفلسطينية أجروا بعد الحادث اتصالا مع منسق أعمال الحكومة في المناطق، الجنرال يوآب مردخاي لتنسيق خروج القافلة من القطاع، وأن إسرائيل عرضت تقديم المساعدة الطبية للجرحى على معبر إيرز.

وقادت محاولة اغتيال الحمد الله إلى اتهامات متبادلة بين فتح وحماس، فيما طالبت بقية الفصائل بإجراء تحقيق شامل. ووفقا لفرج لا يزال من المبكر لأوانه توجيه إصبع الاتهام لجهة معينة، لكنه حمل المسؤولية لحماس لكونها الجهة التي تحكم قطاع غزة والأجهزة الأمنية. في المقابل، ألمحت حماس إلى تحميل المسؤولية للمتعاونين مع إسرائيل، أو الجهات الخارجية المعنية بإفشال جهود المصالحة. ووجهت بعض الشبكات الاجتماعية التابعة لفتح إصبع الاتهام إلى رجال محمد دحلان، بينما أثار آخرون إمكانية أن تكون عناصر تابعة لتنظيم داعش، أو تنظيمات سلفية، وراء هذا الحادث. وقال مسؤول كبير في جهاز الأمن التابع للسلطة الفلسطينية في محادثة مع "هآرتس"، إن الحادث كان خطيراً من حيث تأثيره على العلاقة بين السلطة الفلسطينية وحماس والجهود المبذولة للمصالحة، وبالتالي فإن من مصلحة الطرفين، وخاصة حماس، تقديم المسؤولين إلى العدالة.

وجاءت زيارة الحمد الله إلى القطاع، أمس، بعد خمسة أشهر من زيارته السابقة، وهدفت إلى تدشين منشأة لتطهير مياه الصرف الصحي التي شاركت السلطة الفلسطينية في إقامتها. وقال نبيل أبو ردينة، المتحدث باسم الرئيس الفلسطيني، أن "الهجوم على قافلة رئيس الحكومة هو حادث خطير جدا، هدفه ضرب الوحدة الفلسطينية".

ممثلو 19 دولة يناقشون، في البيت الأبيض، الأوضاع الإنسانية في غزة

تكتب صحيفة "هآرتس" أن ممثلين من 19 دولة، بما فيها إسرائيل وعدة دول عربية، شاركوا، أمس الثلاثاء، في مناقشة خاصة جرت في البيت الأبيض حول الأزمة في قطاع غزة. وعقدت الجلسة بعد ساعات قليلة فقط من محاولة اغتيال رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله خلال زيارته لقطاع غزة. ولم ترسل السلطة الفلسطينية ممثلاً عنها للاجتماع، كجزء من قرارها مقاطعة إدارة ترامب في أعقاب اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل في كانون الأول.

وحضر اللقاء ممثلون عن مصر والأردن، بالإضافة إلى ممثلين عن بلدان لا تقيم إسرائيل معها علاقات رسمية مثل قطر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين وسلطنة عمان. ومثل إسرائيل منسق أعمال الحكومة في المناطق، الجنرال يوآف (بولي) مردخاي، بينما تمثلت معظم الدول العربية بدبلوماسيين متوسطي المستوى. وحضر الاجتماع ممثلون عن الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، وكان أكبر المشاركين من الإدارة الأمريكية، جارد كوشنير، صهر ومستشار الرئيس الأمريكي ترامب.

وفي بداية اللقاء، قال مبعوث ترامب الخاص لعملية السلام، جيسون غرينبلات: "نتأسف لأن السلطة الفلسطينية ليست معنا اليوم، هذه المناقشة لا تتعلق بالسياسة، بل بصحة وسلامة ونوعية حياة سكان غزة، وكل الفلسطينيين وإسرائيل ومصر". وأوضح غرينبلات أن الهدف هو إيجاد حلول عملية لقضايا مثل الماء والكهرباء والعمل والأمن في غزة.

وأضاف غرينبلات أنه خلال زياراته إلى إسرائيل العام الماضي، زار الحدود بين إسرائيل وغزة عدة مرات والتقى بمواطنين إسرائيليين يعيشون في هذه المنطقة إلى جانب فلسطينيين من غزة حصلوا على تصاريح لزيارة إسرائيل، للدراسة أو الأعمال التجارية أو تلقي العلاج الطبي. وقال: "التقيت بأشخاص يحلمون بحياة أفضل. وفي الوقت نفسه، رأيت الأنفاق التي تحفرها حماس من أجل القيام بهجمات في إسرائيل، وبقايا الصواريخ التي تطلقها حماس على إسرائيل - وهذا كله من خلال استخدام الأموال التي تهدف إلى إفادة السكان الفلسطينيين في غزة".

وأدان غرينبلات محاولة اغتيال الحمد لله، قائلاً إن الحادث دليل إضافي على أن "حماس لا تستحق السيطرة على غزة". وقال غرينبلات إن "هذا الحادث يجب ألا يردعنا ويحظر أن يردع السلطة الفلسطينية. للسلطة الفلسطينية دور مهم في غزة." وكان غرينبلات قد دعا عدة مرات، في الماضي، إلى إعادة قطاع غزة لسيطرة السلطة الفلسطينية، التي فقدت سيطرتها على القطاع عام 2007 بعد انقلاب حماس. كما دعا غرينبلات حماس إلى إعادة جثث الجنود والمواطنين الإسرائيليين الذين تحتجزهم منذ عملية الجرف الصامد.

وقال ديوان رئيس الوزراء إن "المؤتمر حول غزة الذي عقد اليوم (أمس) في البيت الأبيض كان مفيدا، وإسرائيل تعرب عن ارتياحها لمشاركة العديد من بلدان منطقتنا، ونأمل أن تؤدي مشاركتهم إلى الاستقرار في المنطقة وتعزيز السلام مع الفلسطينيين. نحن نشكر جارد كوشنر وجيسون غرينبلات على تنظيم واستضافة هذا الحدث الهام".

إلى ذلك، دعا رئيس المكتب السياسي لحماس، إسماعيل هنية، أمس، الدول العربية والإسلامية إلى صياغة استراتيجية موحدة تهدف إلى إحباط خطة ترامب للتوصل إلى تسوية سياسية بين إسرائيل والفلسطينيين، والتي قال إنها ستكون "لعنة القرن وليس صفقة القرن".

المصادقة على مشروع قانون القومية تمهيدا للتصويت عليه في الكنيست

تكتب صحيفة "هآرتس" أن اللجنة الخاصة المكلفة بإعداد قانون القومية، صادقت أمس (الثلاثاء)، على نص القانون تمهيدا للتصويت عليه في القراءة الأولى. لكن المحامي إيال زاندبرغ، ممثل المستشار القانوني للحكومة أفيحاي مندلبليت، قال إن الفقرة التي تسمح بإنشاء بلدات يهودية فقط تثير صعوبات دستورية.

وقال زاندبرغ، إن "المستشار مندلبليت يعتقد أن البند الذي يسمح بالاستيطان المنفصل يثير صعوبات دستورية، فهذا البند يحدد أنه يمكن إيذاء أي شخص بسبب انتمائه القومي أو الديني. وهذا تمييز صارخ بين الناس، لا يتماشى مع قيم دولة إسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية. وهذا يعني أن لجنة القبول قد تقرر تعليق لافتة تمنع دخول غير اليهود. موقف المستشار هو أن هذا البند يثير صعوبات دستورية، وبالتالي لا مكان لسنه في هذا النص".

ورداً على تصريحات زاندبرغ، قال رئيس اللجنة عضو الكنيست أمير أوحانا (الليكود) إنه يميل إلى الاتفاق مع موقف المستشار القانوني. ومع ذلك، أشار أوحانا إلى أنه من المفترض أن تناقش اللجنة هذه الملاحظات بعد أن يجتاز القانون القراءة الأولى، وخلال التحضير للقراءتين الثانية والثالثة.

ووافق المستشار القانوني للجنة، المحامي غور بلاي، أيضا، على موقف مندلبليت، قائلاً إن الفقرة تميز بشكل رئيسي ضد غير اليهود، مضيفًا أنه لم يواجه بندًا مشابهًا في دستور آخر. وقال بلاي إنه لا حاجة للإشارة في القانون إلى الطابع الديمقراطي لدولة إسرائيل، بما أن الديمقراطية مذكورة في قوانين أساسية أخرى. ورغم ذلك، قال إنه ينبغي الإشارة إلى قيم الدولة كدولة يهودية وديمقراطية وإلى إعلان الاستقلال من أجل "المواءمة" مع القوانين الأساسية الأخرى المتعلقة بحقوق الإنسان.

وقبل التصويت في اللجنة، اندلع نقاش بين المبادرين لمشروع القانون وأعضاء الكنيست من "البيت اليهودي" ومن الأحزاب الدينية المتشددة، الذين رفضوا في البداية دعم القانون ولكنهم وافقوا في النهاية. وانتقد نواب المعارضة شطب مصطلحات الديموقراطية ووثيقة الاستقلال من النص الجديد. وعلى الرغم من الاختلافات في الرأي، يأمل القائمون على مشروع القانون أن يتمكنوا من تمريره هذا الأسبوع في القراءة الأولى في الكنيست، حتى يتمكنوا من الاستمرار في التقدم، من تلك المرحلة، بعد الانتخابات المقبلة إذا ما تم حل الكنيست.

ويهدف القانون إلى تمكين المحكمة العليا من تفضيل الطابع اليهودي للدولة على القيم الديمقراطية عندما يكون هناك تناقض بينهما، ولكن الآن لم يتم تضمين كلمة "الديمقراطية" في مشروع القانون. ويتضمن المشروع بندا يسمح بإقامة بلدات يسكنها اليهود فقط. وتم شطب البند الذي يدعو إلى إخضاع جميع القوانين الأساسية والقوانين العادية في إسرائيل للنظام الأساسي المنصوص عليه في قانون القومية. وبناءً على طلب عضو الكنيست أوحانا، تم أيضًا حذف بند القانون العبري من القانون، الذي هدف إلى توجيه القضاة إلى الشريعة اليهودية في المسائل التي لا يتوفر لها رد في سوابق قضائية أو في كتاب القوانين.

ويمنح مشروع القانون مكانة عليا للغة العبرية، ولكن رمزية في الأساس. وكتب في القانون أن "العبرية هي لغة الدولة، وللغة العربية مكانة خاصة في الدولة، ومن حق الناطقين بها الحصول على خدمات الدولة بلغتهم. ولا يمس هذا البند بمكانة اللغة العربية عشية بدء سريان هذا القانون الأساسي".

ورحب الوزير ياريف ليفين (الليكود)، أحد المبادرين لمشروع القانون، بمصادقة اللجنة على مشروع القانون، وقال إنها "خطوة تاريخية لتصحيح الثورة الدستورية التي أضرت بالمكانة اليهودية لدولة إسرائيل". وانتقد عضو الكنيست بتسلئيل سموطريتش الصياغة الجديدة، وقال: "لنرى المتدينين يصوتون على قانون القومية الذي شطب منه ترسيخ الدولة اليهودية، والقانون العبري والأماكن المقدسة، ويمنح مكانة دستورية للغة العربية – القانون الذي سيساعد فقط الثورة الدستورية في المحكمة العليا – فقط بسبب معايير ضيقة نابعة من هستيريا تبكير موعد الانتخابات".

وقال النائب يوسف جبارين (القائمة المشتركة): "لماذا من الضروري إقرار القانون الآن، ما هو الأمر الملح؟ يجب تدخل المستشار القانوني للكنيست لمنع سن هذا القانون خلال فترة سياسية كهذه". وأضاف: "يزعجني جدا أن الناس لا يشعرون بالصدمة من مثل هذه التشريعات التي تلوح فوقها راية سوداء". وقالت النائب عايدة توما - سليمان، (القائمة المشتركة)، للمبادرين للقانون: "أنتم تؤسسون بشكل صارخ لنظام الفصل العنصري. يدهشني كم يمكن التخلي عن قيم الديمقراطية والمساواة وحقوق الإنسان من أجل البقاء في السلطة".

وقالت عضو الكنيست تسيبي ليفني (المعسكر الصهيوني) خلال المناقشة إن "الائتلاف يمثل جزءًا من الجمهور الإسرائيلي، وليس كله. يجب اعتماد قانون المواطنة هذا من خلال الحوار مع أغلبية الجمهور في دولة إسرائيل. من الطبيعي أنه توجد مشكلة لقسم من الجمهور العربي مع هوية التعريف. من واجبنا ضمان قدرة الجمهور العربي على الفهم أننا عندما نتحدث عن الدولة القومية اليهودية، فإن كل مواطن من مواطنيها يتمتع بالمساواة الكاملة. وهذا هو المكان الذي فشلتم فيه."

وقال عضو الكنيست موسي راز (ميرتس) إن "هذا القانون يطرح كعملية اختطاف قبل الانتخابات، ما تم شطبه من القانون يعلمك أكثر مما تبقى منه. كيف من الممكن إخراج مصطلحات الديموقراطية ووثيقة الاستقلال من هذا النص؟ يحاولون هنا شطب تاريخ هذه الدولة وتاريخ الشعبين اللذين يعيشان فيها."

النيابة تنوي شطب لائحة اتهام ضد جنديين قتلا فلسطينيا

تكتب "هآرتس" أن النيابة العامة تجري مفاوضات مع جنديين سابقين في الجيش الإسرائيلي، متهمين بإطلاق النار على فلسطيني يبلغ من العمر 16 عاماً وقتله قبل خمس سنوات. وتفكر النيابة بإلغاء لائحة الاتهام ضدهما، ومن المتوقع أن تتخذ قرارها قبل الجلسة التالية للنظر في الملف في 26 آذار الجاري.

وتم اتهام الجنديين بالإهمال والتسرع في قتل سمير عوض في كانون الثاني 2013. وخلال الجلسة التي عقدت أمس في محكمة الصلح في الرملة، ادعى المحاميان عيدان بيساح وشلومو ركبي، أنه ينبغي إلغاء لائحة الاتهام. وزعم المحاميان أن النيابة العامة تطبق القانون بشكل انتقائي. ولإثبات ادعائهما، قدما رقمًا حصلا عليه من الجيش الإسرائيلي، يشير إلى أنه على مدى السنوات السبع الماضية، تم فتح 110 تحقيقات ضد جنود على خلفية قتل فلسطينيين، لكنه تم تقديم أربعة منهم فقط للمحاكمة. كما ادعى المحاميان أنه لا توجد تهمة في عمل موكليهما، لأنهما أطلقا النار على عوض عندما حاول عبور السياج الفاصل، وما فعلاه هو أمر مسموح به وفقًا للإجراءات.

وقد وقع الحادث عندما خدم الجنديان في سلاح المدرعات - أحدهما كقائد فصيل والآخر كجندي. وفي كانون الثاني 2013، شاركا في كمين بالقرب من السياج الفاصل في منطقة قرية بدرس الفلسطينية. ووفقاً لعائلة عوض، فقد وصل ابنها إلى هناك للمشاركة في احتجاج ضد السياج، وهو نشاط كان شائعاً في ذلك الوقت، وفي إطار "لعبة الشجاعة" مع أصدقائه.

ووفقاً للائحة الاتهام، فقد عبر عوض السياج الأول، وحوصر بين السياجين. وبعد أن أطلق الجندي والضابط النار في الهواء، تسلق عوض السياج وعاد إلى المنطقة الفلسطينية، وعندها أطلق عليه الجندي النار مرتين، وأطلق قائد الفصيل ثلاث طلقات عليه. وقد قُتل عوض نتيجة إطلاق النار، لكن من غير المعروف أي منهما تسبب في وفاته. ونتيجة لذلك، قرر المدعي العام عدم مقاضاتهما بتهمة القتل وإنما بتهمة التسرع والإهمال، التي لا تعتبر جريمة خطيرة، والحد الأقصى للعقوبة عليها هو السجن لمدة ثلاث سنوات.

منع النائب جبارين من السفر لتقديم محاضرات بدعوة من منظمة تدعم المقاطعة

كتبت "هآرتس" أن لجنة الأخلاق البرلمانية قررت، أمس الثلاثاء، منع النائب يوسف جبارين (القائمة المشتركة) من السفر إلى الخارج لتقديم محاضرات بدعوة من منظمة Jewish Voice for Peace التي تدعو إلى مقاطعة إسرائيل بسبب الاحتلال.

وأكد رئيس اللجنة، النائب يتسحاق فاكنين (شاس)، أن اللجنة طلبت معلومات حول المنظمة من وزارة الشؤون الاستراتيجية، التي أدرجت اسم المنظمة على قائمتها السوداء. وفي وثيقة حولها الوزير جلعاد أردان إلى اللجنة، كتب أن "المنظمة تعتبر اليوم احدى تنظيمات المقاطعة الرائدة في الولايات المتحدة وتعلن دعمها لحركة BDS كأداة غير عنيفة، ستجبر إسرائيل على تغيير سياستها وتحرير "الأراضي المحتلة".

واعتمدت اللجنة في قرارها على البند الذي إضافته لجنة الكنيست إلى دستور لجنة الأخلاق البرلمانية، قبل حوالي شهرين، وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها استخدام هذا البند ضد عضو كنيست.

وقال جبارين معقبا إن "قرار اللجنة يشكل مسا صارخا بحريتي في العمل السياسي كمنتخب جمهور. بدون تمويل من المنظمة التي دعتني لن أتمكن من السفر، بسبب التكلفة الباهظة للرحلة وجولة المحاضرات. هذا نشاط يشكل جزء جوهريا من منصبي كعضو في المعارضة، ولا يتقبل الوعي منعي من ذلك". وينوي جبارين الالتماس إلى المحكمة العليا ضد القرار وضد البند الذي سمح للجنة بمنعه من السفر.

معارضة الائتلاف أجبرت نتنياهو على التراجع عن فكرة تبكير موعد الانتخابات

تكتب "يديعوت أحرونوت" أن رئيس الوزراء بدا سعيدا، الليلة الماضية. بل سعيد جدًا. وبعد أن تم في الدقيقة التسعين، حل أزمة قانون التجنيد والاتفاق على حل وسط، كان يوزع الابتسامات في كل اتجاه، في الكنيست، وعانق بعض الوزراء، بل وجد حتى الوقت للسع المعارضة. لكن من وراء الكواليس، اتضح أن نتنياهو وجد نفسه أمام جبهة موحدة لقادة أحزاب الائتلاف كان لديها هدف واضح: منع تفكيك الحكومة وتبكير الانتخابات إلى شهر حزيران القادم.

بعد أسبوعين دراماتيكيين، اندلعت خلالهما خلافات جدية داخل الائتلاف، كادت أن تقود البلاد إلى انتخابات مبكرة - وغير ضرورية حسب رأي الكثيرين - وافق الشركاء الستة في الائتلاف على حل وسط، في جوهره: قانون التجنيد، الذي تم تقديمه قبل شهر ونصف، ويرسخ بشكل فعلي إعفاء المتدينين المتشددين من الخدمة، مرّ أمس في القراءة الأولية، مع منح حرية التصويت لكل فصيل (الأمر الذي سمح بتخفيف معارضة ليبرمان ولاندفر). وفي المقابل، سيقدم ليبرمان في بداية الدورة الصيفية، مشروع قانون بشأن التجنيد وفقا لتوصيات وزارة الأمن. وسيتم دمج هذا الاقتراح مع مشروع القانون الذي تمت الموافقة عليه الليلة الماضية. ولكن هذا ليس كل شيء: لقد تعهد رؤساء الأحزاب بالموافقة على ميزانية عام 2019، كما طالب وزير المالية، بالإضافة إلى المصادقة على قانون القومية، بعد ذلك مباشرة. وبالإضافة إلى ذلك، وعدوا بالامتناع عن تقديم مشاريع قوانين حول قضايا مشحونة، مثل الدين والدولة. ونجح نتنياهو في إضافة بند حاسم بالنسبة له: وعد من الشركاء بالسماح لحكومته باستكمال أيامها.

وخلال خطابه في الكنيست، بدا رئيس الوزراء مرتاحًا بشكل خاص بعد التوصل إلى حل وسط، وقال: "قلت إنني سأبذل جهداً عاليا ونهائيا لمنع الانتخابات ... وعدت ونفذت". لكنه لم يكتف بذلك واستغل المنبر للسع المعارضة: "كان هذا مخيفا، آه؟ يسرني عودة اللون إلى وجوهكم. أعرف أنني أنقذتكم من إحباط كبير، لأنه لو جرت انتخابات فسأعود إلى هنا وأنتم ستعودون إلى تفسيري من هناك".

ولكن خلف ابتسامات نتنياهو، كان هناك تهديدًا واضحًا من قبل أعضاء حكومته. وقال مسؤول كبير في الائتلاف: "بيبي أدرك أن جميع رؤساء الأحزاب يعارضون إجراء انتخابات بسبب هذه الأزمة الخيالية. لو كان نتنياهو قد سعى بقوة إلى حل الكنيست، لكنا قد توحدنا ضده". وخلص مصدر شارك في المفاوضات المرهقة إلى القول: "استطلاعات الرأي أغرت نتنياهو، لكن الخوف من شركائه في الائتلاف كان أكبر".

وادعى مسؤولون كبار في الائتلاف أن تراجع نتنياهو كان ممكنا فقط بعد أن فهم أنهم لن يدعموا قراره بحل الكنيست، وكذلك بسبب مخاوفه من مناورة للمعارضة، بحيث تُقرر أثناء التصويت عدم تأييد الخطوة. كما كان تأثير لاستطلاعات الرأي التي نُشرت هذا الأسبوع: صحيح أنها منحت الليكود 29 إلى 30 مقعداً، لكن الكتلة اليمينية لم تتسع فعلاً. وقال مسؤول بارز في الليكود: "كان يكفي أن ينتقل أصغر حزب إلى الطرف الآخر ليتلقى نتنياهو كتلة مانعة ضده."

لقد ساد لدى رؤساء أحزاب الائتلاف، منذ اللحظة الأولى، الاقتناع بأن نتنياهو يقود نحو انتخابات مبكرة من أجل ترسيخ مكانته العامة، عشية قرار المستشار القانوني للحكومة بشأن التحقيقات ضده. بل إن بينت وشكيد قالا ذلك بصوت واضح، ووصفا الأزمة بأنها "أزمة مختلقة". كما اتهم العديد من الوزراء نتنياهو بعدم محاولة حل الأزمة. بل ادعوا "أن كل ما حدث كان مسرحية".

ويوم أمس، خرج رؤساء الائتلاف بجهد منسق من أجل "فرض" حل وسط: فقد قام بينت وشكيد بالضغط على ليتسمان والمتدينين المتشددين، بينما عمل كحلون ودرعي وبينت مقابل نتنياهو مباشرة. أما ليبرمان، الذي اعتبر الشخص الصعب في هذه القضية، فقد تحدث عدة مرات مع رئيس الوزراء وناشده: "يمكن منع الانتخابات إذا لم يتم فصل صوفا لاندفر بسبب تصويتها ضد القانون". وفي هذه المرحلة تمكن الوزير ياريف ليفين من المساعدة على حل الأزمة، فقد توصل مع رئيس مقر كحلون، إلى منح حرية التصويت - الأمر الذي سمح لليبرمان ولاندفر بتليين موقفيهما.

مساء أمس، نفى ليفين أن يكون نتنياهو قد تراجع، وقال: "خلافا لكل القصص، فهو لم يرغب بالانتخابات، بل على العكس، فقد ساعدنا ذلك، لأن الشركاء كانوا على يقين بأن نتنياهو يريد الانتخابات، وهذا ساعد على التقريب بين مواقف الجميع".

وهكذا تم في نهاية الأمر تمرير مشروع القانون بغالبية 59 صوتا ضد 38. وبدأت الكنيست التصويت على بنود قانون الميزانية، التي يتوقع المصادقة عليها اليوم، أو غدا.

الجيش ينظر اليوم في طلب أزاريا إطلاق سراحه

تكتب "يديعوت أحرونوت" أن اللجنة الخاصة برئاسة قاضي عسكري، ستجتمع صباح اليوم الأربعاء، لكي تنظر في طلب الجندي اليؤور أزاريا (قاتل الجريح الفلسطيني في الخليل) إطلاق سراحه بعد أن أمضى نصف محكوميته في السجن العسكري. وسيعرض أزاريا أمام اللجنة وجهة نظر تشير إلى سلوكه الحسن في المعتقل.

ومن المتوقع أن تعارض النيابة العسكرية طلب أزاريا، الذي يمثله المحامي يورام شفتيل. وسينظر القاضي في مواقف الطرفين ويصدر قراره في نهاية الجلسة. وإذا ما صودق على طلب أزاريا فسيتم إطلاق سراحه خلال عدة أيام.

وإذا رفض القاضي الطلب، فسيتم إطلاق سراح أزاريا بعد شهرين، بعد خصم ثلث عقوبته بسبب حسن سلوكه. ومع ذلك، قد يظهر الرئيس رؤوفين ريفلين استعداده للعفو عنه قبل ذلك، خلال شهر نيسان، عشية عيد الاستقلال السبعين. وكان ريفلين قد عارض في السابق طلب منح العفو عن أزاريا، وتبنى بذلك موقف رئيس الأركان غادي ايزنكوت، الذي اكتفى بتقليص أربعة أشهر من محكومية أزاريا.

دابوش وغيلؤون يدعمان انتخاب زاندبرغ لرئاسة ميرتس

تكتب "يسرائيل هيوم" أن عضو الكنيست تمار زاندبرغ، التي تنافس على رئاسة حزب "ميرتس"، حققت إنجازا مزدوجًا، بعد أن أعلن آفي دابوش، انسحابه من المنافسة ودعمه لها، وإعلان النائب إيلان غيلؤون، أيضا، عن دعمه لزاندبرغ، بعد أن كان قد سحب ترشيحه قبل أسبوعين، وانسحاب رئيسة الحزب الحالية، زهافا غلؤون، أيضا من المنافسة.

وقال دابوش إنه بعد "تخبط غير بسيط وكثير من المشاورات قررت دعم تمار".

مراقب الدولة ينشر اليوم تقريرا حول "الجرف الصامد"

تكتب "يسرائيل هيوم" أن مراقب الدولة، يوسف شفيرا، سينشر اليوم، تقريرين، الأول، تقريره السنوي، الذي سيقدمه الساعة الثانية ظهرا لرئيس الكنيست يولي ادلشتين، والثاني، تقرير خاص يفحص الجوانب القانونية الدولية لنشاطات الجيش الإسرائيلي خلال عملية الجرف الصامد في غزة. ويفحص التقرير بشكل خاص، آليات الفحص والمراقبة المدنية والعسكرية.

المحكمة تسمح بإعادة جثة الصياد الفلسطيني إسماعيل أبو ريالة

تكتب "يسرائيل هيوم" أن المحكمة العليا ناقشت، أمس، الالتماس الذي قدمته عائلة غولدين لمنع إعادة جثث المخربين من قبل الحكومة والجهاز الأمني. وقررت المحكمة السماح للدولة بإعادة جثة الصياد الغزي، إسماعيل أبو ريالة، الذي قتله سلاح البحرية في بداية الشهر، أمام شواطئ غزة. وجاء القرار بعد اقتناع المحكمة بأن قتله لم يتم على خلفية عمل إرهابي، وهو الموقف الذي أعلنته الدولة في ردها على التماس عائلة غولدين.

وفي السياق نفسه، أمر قضاة المحكمة العليا نيل هندل ويوسف إلرون وأوري شوهام الدولة، بأن تقدم إلى المحكمة في غضون أسبوعين نتائج التحقيق في تسليم جثة الإرهابي الذي نفذ عملية "هار أدار". ووفقا لقرار المحكمة العليا، يجب على الدولة، حتى يتم عرض نتائج التحقيق، أن تبقى ملتزمة بإخطار عائلة غولدين قبل 72 ساعة من تسريح جثث الإرهابيين.

إحباط تهريب ملابس عسكرية إلى غزة

تكتب "يسرائيل هيوم" أن المفتشين الأمنيين على معبر كرم أبو سالم، في جنوب قطاع غزة، أحبطوا محاولة لتهريب كمية من الملابس الرسمية للجيش الإسرائيلي إلى قطاع غزة.

وكان المفتشون قد اشتبهوا بشاحنة قادها سائق عربي، وأوقفوها للفحص، وخلال ذلك اكتشفوا أنه ينقل ملابس رسمية تخص عدة وحدات في الجيش الإسرائيلي، وقبعات وحقائب وأحزمة عسكرية. وتم تسليم السائق للشاباك لمواصلة التحقيق معه، ومصادرة الشاحنة والبضاعة. ويسود التقدير بأن الغرض من تهريب الزي العسكري الإسرائيلي هو استخدامه من قبل المخربين لتنفيذ عمليات على السياج الحدودي.

مقالات

ضربة قوية لجهود المصالحة الفلسطينية

يسأل عاموس هرئيل في مقالته في "هآرتس": من الذي حاول اغتيال رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله، ورئيس جهاز المخابرات العامة في الضفة الغربية، ماجد فرج، فور وصولهم، صباح أمس، إلى قطاع غزة؟ هل كان ما حدث هو عملية اغتيال فاشلة أم مجرد إشارة تهديد لقيادة السلطة الفلسطينية؟ الأجوبة على هذه الأسئلة، في الساعات الأولى التي تلت الحادث، ظلت غامضة ومتناقضة ومحفوفة بنظريات المؤامرة المحيطة بعلاقات السلطة الفلسطينية مع حماس.

ما هو واضح، هو أنه على الرغم من نجاة المسؤولين الرفيعين في السلطة الفلسطينية، إلا أن جهود المصالحة التي تقودها مصر بين الفصيلين الفلسطينيين، تعرضت لضربة قاصمة. من المشكوك فيه أن يعود حمد الله مرة أخرى قريبا إلى قطاع غزة، في حين أن قادة حماس - سواء أكانوا وراء العملية أو مجرد سمحوا بها نتيجة إخفاق - اكتسبوا الآن خصما أكثر تصميما في صورة فرج، الذي قد يكون أقوى رجل في الضفة الغربية اليوم.

لقد جاء حمد الله إلى غزة، أمس، في أول زيارة بعد بضعة أشهر، لافتتاح منشأة لتنقية مياه الصرف الصحي في شمال قطاع غزة، والتي شاركت السلطة الفلسطينية في إنشائها. في الخلفية، وصلت عملية الوساطة المصرية إلى طريق مسدود. ويرى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس – بشكل محق نوعا ما – أن شروط حماس هي بمثابة فخ عسل خطير. فقيادة حماس تسعى إلى تحميل عباس مسؤولية الإدارة المدنية الجارية في قطاع غزة دون إخضاع قوتها العسكرية للسلطة الفلسطينية.

في الوقت نفسه، تخشى فتح من أن تحاول حماس استغلال المصالحة للسيطرة المعادية، أولاً على مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية، ومن ثم تولي زمام الأمور في الضفة الغربية. هذا الانفجار سيزيد من التوتر بين المعسكرات الفلسطينية المتصارعة. وفي السلطة قاموا بالفعل بتحميل حماس المسؤولية عن الإضرار بسلامة ركاب القافلة.

صحيح أن رئيس الوزراء الفلسطيني ألقى خطابا في قطاع غزة وأعلن أنه سيعود إلى القطاع، ولكن سرعان ما اختصر الزيارة وعاد إلى الضفة الغربية عبر إسرائيل. وعادت القافلة كلها مع بعض حراسه الأمنيين، الذين أصيبوا بجروح طفيفة في الانفجار. لقد جرت محاولة الاغتيال على بعد عدة مئات من الأمتار جنوب معبر إيرز، على الطريق الرئيسي المؤدي من شمال قطاع غزة إلى الجنوب. هذه منطقة يفترض أن تسيطر عليها قوات الأمن التابعة لحماس. ومع ذلك، فقد دخلها شخص ما وزرع عبوة قوية (وفقا لفطر الدخان الذي أعقب الانفجار) تحت الطريق. يبدو أنه لو تم توقيت الانفجار بشكل أكثر احترافاً - ولم يصب آخر سيارة في القافلة فقط - لكانت الإصابات التي لحقت بمسؤولي السلطة الفلسطينية أشد خطورة.

هناك احتمالان: أولا – أن تكون وراء هذا الحادث جهة تعمل ضد موقف حماس، والثاني أن تكون حماس قد غضت الطرف عن تحرك يهدف إلى تهديد كبار مسؤولي السلطة الفلسطينية، ولكن ليس تصفيتهم. سيطرة حماس على قطاع غزة ليست مطلقة. فأحد قادة أجهزتها الأمنية في غزة، توفيق أبو نعيم، الذي تحدث عن التحقيق في الحادث، كان قد أصيب هو نفسه في محاولة اغتيال جرت في تشرين أول الماضي. وفي حينه تم توجيه إصبع الاتهام إلى المنظمات السلفية المتطرفة، التي مارس أبو نعيم قبضة قوية ضدها.

وفي هذه المرة أيضا، يمكن أن يكون المسؤولون عن العملية من السلفيين، لكن قائمة المشبوهين الطويلة، تشمل أيضا رجال المسؤول السابق في فتح، محمد دحلان، المتصارع مع عباس، وطبعا حماس أو عناصر من صفوفها. وبالمناسبة فقد سارعت حماس إلى تحميل المسؤولية لإسرائيل.

ليس هذا هو الحادث الأول على هذا الطريق. ففي تشرين الأول 2003، قُتل ثلاثة من أفراد الأمن الأمريكيين عندما انفجرت عبوة ناسفة قرب بيت حانون استهدفت قافلة سافرت من معبر إيرز إلى الجنوب. تلك الحادثة، التي يبدو أن لجان المقاومة الشعبية هي التي نفذتها، خلقت أزمة طويلة بين السلطة الفلسطينية وإدارة بوش. وهذه المرة، على الرغم من أن الحادث لم يتسبب في وقوع إصابات، فقد تكون هناك عواقب بعيدة المدى - خاصة على العلاقات المشحونة بالفعل بين السلطة الفلسطينية وحماس.

لقد تم تفعيل القنبلة ضد قافلة حمد الله قبل عدة ساعات من المناقشة الخاصة التي جرت في البيت الأبيض حول كيفية التعامل مع الأزمة الإنسانية الحادة في قطاع غزة. على خلاف الاجتماع السابق في القاهرة، قاطعت كل من السلطة الفلسطينية وحماس المؤتمر الذي شارك فيه ممثلون أمريكيون وإسرائيليون. وقد ألقى الحادث في غزة بظلاله على النقاش في واشنطن. إن فرص تحسين الوضع في غزة في الوقت الحالي تبدو أضعف مما كانت عليه قبل وقوع الحادث.

جيش الشعب أم جيش للشعب

يكتب تسفي برئيل، في "هآرتس"، أنه لا توجد مفاجآت في قانون الإعفاء من التجنيد الذي صادقت عليه الحكومة. صحيح أن الإعفاء أكثر جارفا، وأنه تم بضربة واحدة، اقتلاع الأسنان التي تم زرعها في القانون السابق، والتي شملت العقوبات، وتم دفن "المساواة في العبء" على عمق أكبر في الأرض الموحلة للكنيست، لكن في النهاية كانت هذه خديعة أخرى قام بها منتخبو الشعب على أكتاف الجمهور وعلى المحكمة العليا.

يجوز بالطبع الصك على الأسنان غضباً، بل وحتى التقيؤ، في ضوء المناورات التي قام بها وزراء الحكومة من أجل البقاء لبضعة أشهر أخرى في الحظيرة التي تفصلهم عن الجمهور. ولكن من لا يخرج إلى الشوارع، يعطل حركة المرور على الطرق، ويهرع بشكل جماعي إلى ساحة الكنيست، لا يستطيع التذمر من أداء هذه الفتاة المطاطية. أولئك الذين ما زالوا يعتقدون أن المفاهيم النبيلة، مثل جيش الشعب وبوتقة الانصهار، لا تزال تثير انطباع سكان القندس الزجاجي، يمكن لهم البكاء فقط على سذاجتهم، وربما على حماقتهم.

أمام الاستبداد الذي يتقنع بالديمقراطية، وأمام الزعيم الأعلى الذي لا بديل له، بقي خياران: التعود عليه، أو تغيير المفاهيم. لقد أصبح التعود مسألة طبيعة، والذي يعلق الأمل على الصياغات الجديدة التي ستضاف إلى القانون، كما وعدت الوزيرة أييلت شكيد، أو على انتخابات ستغير مكانة طلاب المدارس الدينية من الحافة إلى الحافة، يشبه من يشاهد الفيلم المعروفة نهايته، ويأمل ألا يموت البطل خلال المشاهدة الثانية. بالنسبة لتغيير المفاهيم: بسبب الخطيئة الأصلية - فرض دور بوتقة الانصهار على الجيش وتحويله إلى رمز للمساواة – فإن مجرد التفكير في جيش من المرتزقة، لن يضطر إلى الاعتماد على من لا يريد الخدمة فيه، وسيمنح فوائد مناسبة لأولئك الذين يرغبون في سيرة عسكرية، هي مسألة تثير القشعريرة في الظهر القومي.

في أساس الادعاء بعدم المساواة تقف الصورة المقبولة، التي يميز قانون الإعفاء، في إطارها، بين دم ودم، وبين الأولاد الذين سيموتون من أجل الوطن، وأولئك الذين يجدون ملاذا في خيمة التوراة. ويتم عرض المساواة في العبء كما لو كانت الاختبار الأسمى للديمقراطية. لكن اختبار الدولة المدنية - التي لا تطمح الخدمة العسكرية فيها إلى أن تكون أكثر مما تعنيه - هو منح المساواة في تكافؤ الفرص وفي الحقوق، ويكون العبء وفقا للحاجة، وليس قيمة في حد ذاتها. كما أن حجة التنشئة الاجتماعية، أي أن الخدمة في الجيش الإسرائيلي تمنح المسرحين من الخدمة شهادة دخول معترف بها إلى المجتمع الإسرائيلي، تتطلب الفحص.

هاتان الحجتان هما نصفا حقائق. في عام 2017 تجند حوالي 72٪ فقط من الملزمين بالخدمة العسكرية، وهذا هو "أدنى معدل من أي وقت مضى" (عاموس هرئيل، 4.10.2017). المزيد والمزيد من الجنود النوعيين الذين يتمتعون بقدرات قتالية، يصلون إلى وحدات السيبر، والبطالة الخفية والعلنية في قواعد الجيش الإسرائيلي هي ظاهرة مألوفة منذ سنوات. وبعبارة أخرى، حتى في الجيش هناك أولئك الذين قد يضحون بدمائهم، بينما هناك الكثيرين ممن لن يواجهوا أبدا الحالات الخطرة. وبالنسبة لبوتقة الانصهار، من المناسب سؤال أبناء المناطق الطرفية، المهاجرين من أثيوبيا والمقاتلين البدو، عن مدى إسهام الخدمة العسكرية في دمجهم بالمجتمع الإسرائيلي. وعلاوة على ذلك، لا يمكن فرض مهمة غرس الديموقراطية والتنشئة الاجتماعية في المجتمع على هيئة ليست ديمقراطية في جوهرها، وإنما تقوم على تسلسل هرمي صارم، مطيع وذكوري.

إن قانون الإعفاء المشوه، حتى لو لم يكن يلعب دور المكعب الهنغاري السياسي، الذي لم يكمل دورته بعد، يتطلب إعادة النظر في الفرضيات الأساسية التي منحته قوته السياسية الخبيثة. هل صحيح حقا الافتراض أنه بدون الخدمة الإلزامية سنبقى بدون جيش؟ استطلاعات الرأي تقول عكس ذلك. هل يمكن للجيش ويجب أن يكون بوتقة الانصهار؟ المجتمع الذي أسهم الجيش في خلقه أبعد ما يكون عن الكمال، خاصة في كل ما يتعلق بالمساواة. الجيش الإسرائيلي نفسه بات يسلم باحتمال أن يصبح في المستقبل غير البعيد جيشًا مرتزقًا، والآن حان دور الجمهور كي يعتاد ذلك.

أصغوا إلى شاي نيتسان

يكتب أمنون أبراموفيتش، في "يديعوت أحرونوت"، أن بنيامين نتنياهو يعرف أنه سيحاكم. أنه ستقدم ضده لائحة اتهام. وقرر بناء خندق يسبق لائحة الاتهام. وتخبط بين التحصن مع الائتلاف الحالي أو تبكير موعد الانتخابات والتحصن مع الائتلاف المقبل. هذا التخبط إنساني لكنه ليس رسميا - لقد قاد النظام السياسي والدولة كلها إلى الجنون.

لجنة الانتخابات المركزية هي الهيئة التي تضمن جريان الانتخابات بشكل قانوني وصحيح. ويرأس اللجنة قاضٍ من المحكمة العليا. هذه المرة الوضع مختلف. ومن باب الدعابة والمزاح نستطيع أن نقول إن هذه المرة يرأس اللجنة المدعي العام للدولة شاي نيتسان. لقد تخرج نيتسان من مدرسة دينية وتثقف في مدارس بني عكيفا، وهو يحافظ على السبت ويحرص على الكشروت (الأكل الحلال وفقا للشريعة اليهودية). أنا أغتنم لنفسي الحرية في التقدير بأنه، هو أيضا، يميني أكثر من يساري. انه يتقاسم مع مفوض الشرطة روني الشيخ بعض بيانات السيرة الذاتية. لن أفاجأ إذا كانا يتقاسمان خلال محادثاتهما، أيضا، الصدمة إزاء الفساد الجشع لعائلة نتنياهو، وخاصة الانحلال السلطوي والتحريض ضد جهات تطبيق القانون والأمن. أصغوا إلى شاي نيتسان، أصغوا جيدا إلى خطاباته، إنه يكتبها بحرص، كلماته موزونة، وهو يلقيها بإذن من المستشار القانوني ابيحاي مندلبليت.

قبل بضعة أشهر، تم نشر تقرير يفيد بأن نيتسان ينظر إلى ملف الرشوة، الملف 1000، بخطورة كبيرة، بل أكبر مما تنظر إليه النائبة العامة ليئات بن آري. لتوضيح ذلك: هو ينظر إلى تلقي الرشاوى، وهي تنظر إلى الاحتيال في ظروف مشددة وخداع وخرق للثقة. في الآونة الأخيرة، ألقى نيتسان خطاباً كان صائبا جدا في توقعاته للمستقبل. لقد حذر المجرمين من شركائهم ومساعديهم وأقاربهم وأصدقائهم الذين قد يصبحون شهود دولة ضدهم. يا للصدفة، مر أسبوعان فقط على الخطاب، وها هو يتم الإعلان بأن شلومو فيلبر أصبح شاهد دولة. وبالصدفة، أيضا، مرت ثلاثة أسابيع أخرى، وتم النشر بأن نير حيفتس، أيضا، أصبح شاهد دولة.

في الأسبوع الماضي، تغلب نتنياهو على مخاوفه الخاصة وأوهامه، عندما قال إنهم قبضوا على مشتبه به وهددوه بتدمير حياته ومنزله إذا لم يخترع أكاذيب مزيفة ويلوث سمعة نتنياهو. وقد فند نيتسان مباشرة هذا التلفيق: "أبدا، أبدا، لن نقوم بتجنيد شاهد دولة ونأمره بالكذب". وقال بشكل غير مباشر أكثر من ذلك بكثير، لن يكون التعاطف العام أو الكراهية، ولا استطلاعات الرأي هي التي ستحدد تقديم لوائح الاتهام، وإنما الأدلة والاعتبارات المهنية.

هناك حدثان يحدثان أو يندفعان إلى الفضاء دون أن يرغب أحد بهما: الحروب والانتخابات. تاريخ المعارك الإسرائيلية متجذر في الحروب، حرب الأيام الستة، على سبيل المثال، أو لبنان الثانية، التي لم يرغب فيها أي طرف فعلا. وينطبق الشيء نفسه، مع الفارق بالطبع، على إجراء انتخابات مبكرة لا يرغب فيها أي حزب أو يتوقعها. وهكذا، للمرة الثانية على التوالي، حاول نتنياهو جر دولة بأكملها إلى انتخابات هدفها حمايته – في الأولى على أحد عقاراته، وفي الثانية على حريته الشخصية.

في غضون ذلك، يتطور جدل علمي، يشارك فيه قسم من الأشخاص الأخيار وأصحاب الرأي، حول ما إذا يجب استخلاص القانون ضد رئيس الوزراء أو الاكتفاء بإبعاده نهائيا عن الحياة العامة. ملفات التحقيق ضده مزدحمة وتعج بالأدلة. وتنطوي على فرصة معقولة جدا بإدانته ولا توجد فيها أي فرصة للبراءة. إنها ليست مذهلة، وليست مدهشة، ولا تنطوي على "مسدس ساخن" أو "رؤية ذهبية"، وهي المصطلحات التي تستخدمها خاصة وسائل الإعلام الشعبية. لا حاجة إلى مسدس، ولا إلى رؤية ذهبية عندما تكون هناك الكثير من الأدلة على المال وتساوي المال.

بعد أن وقع آري هارو على اتفاق شاهد الدولة، قبل وقت طويل من قيام فيلبر وحيفتس بضم توقيعيهما، سأل أحدهم أحد مستشاري نتنياهو لماذا لا يقترح عليه الاستقالة وإبرام صفقة. وقال السائل إن بيبي ذكي ويمكن إقناعه. من السهل التحدث، كما قال الرجل، من أجل إقناعه يجب أولا اختراق زوجته وابنه. منذ ذلك الحين، وصلت الكثير من الإفادات، ولائحة الاتهام تسير ببطء ولكن بثبات. معضلة نتنياهو الخاصة هي معضلة قومية. ومع ذلك، هناك مشكلة كبيرة وجوهرية: في الوقت الذي لا يزال يتخبط فيه، يقوم بالتحريض على التمرد وعلى الشرطة والنيابة العامة والنظام القضائي، دون أن يحسب أي حساب.

فشل في الأمن أيضا: حماس لا تستطيع حماية حتى ضيوفها

يكتب البروفيسور أيال زيسر، في "يسرائيل هيوم"، أنه من المؤكد بأن أبو مازن، رئيس السلطة الفلسطينية، فكر في مكتبه في رام الله، بما كان سيحدث لو أنه هو - وليس رئيس وزرائه، رامي الحمد الله – قام بزيارة  غزة أمس. هل كان سينجو هو أيضا، من محاولة الاغتيال، وهل كانوا سيضعون له أيضا، "فقط" عبوة ناسفة على جانب الطريق، ثم يسمحون له بالعودة بأمان إلى منزله؟

هنا سبب آخر يجعل عباس لا يسارع إلى غزة، وعدم الترحيب بالمصالحة التي لم تتم مع حماس. يمكن الافتراض، أيضا، أن أبو مازن لم ينس أو يغفر لحماس بسبب الانقلاب الذي ارتكبته ضده في عام 2007، عندما سيطرت المنظمة على قطاع غزة وقامت بتصفية الكثير من رجال منظمة التحرير الفلسطينية الذين بقوا في غزة، بدم بارد، بل إلقاء بعضهم من فوق أسطح المنازل.

حماس، كما هي، سارعت إلى التنصل من الحادث وأدانته بشدة. بل فاخرت بأن رجالها اعتقلوا المسؤولين عن محاولة الاغتيال، وكالعادة أشارت بإصبع الاتهام إلى إسرائيل، كما لو كانت تقف وراء محاولة الهجوم الأعسر والهاوي. ومع ذلك، وكما تكرر إسرائيل الادعاء، في كل مرة يتم فيها إطلاق صاروخ عليها من قطاع غزة، سواء كانت حماس مسؤولة عن محاولة الاغتيال أو أن إحدى تلك المنظمات المارقة التي تنشط تحت أعينها الساهرة، هي التي وقفت وراء محاولة اغتيال رامي الحمد الله، فإن المسؤولية الكاملة تقع على حماس باعتبارها السيادة في غزة.

ليس لدى حماس أي مصلحة حقيقية في تعزيز المصالحة الفلسطينية، ولكنها مهتمة في الوقت نفسه بقيام السلطة الفلسطينية بالمساعدة على دفع عجلة الاقتصاد المتعثر في قطاع غزة. بعد كل شيء، كانت زيارة الحمد الله إلى غزة تهدف إلى تشجيع مشاريع في مجال الصرف الصحي وإمدادات المياه.

لذلك، من الصعب أن نتصور أن قادة حماس كانوا وراء محاولة الاغتيال في غزة - إذا كانت في الواقع محاولة اغتيال، وليس عملية تخويف أو محاولة لبث رسالة تهديد إلى رام الله. إلى جانب ذلك، فإن رئيس الوزراء الفلسطيني الحمد الله ورئيس المخابرات العامة، ماجد فرج، ليس لهما أي أهمية تبرر بذل جهود لتصفيتهما؛ وبالتأكيد ليس بطريقة يمكن أن تلقي باللوم على حماس. ولذلك فمن الممكن أن تكون الفصائل المارقة، التي كان بعضها متصلا بداعش، هي التي تقف وراء هذا الحدث.

في كلتا الحالتين، يتضح أن نظام حماس هو فشل كلي، ليس فقط في إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية في قطاع غزة، ولكن أيضا في مجال فخرها - المجال الأمني. بعد كل شيء، محاولة اغتيال رئيس الوزراء الفلسطيني الذي يأتي إلى قطاع غزة تحت رعاية حماس، ليس بالأمر السهل. وبصفة عامة، إذا لم تستطع حماس حماية ضيوفها، فهل تستطيع حماية قادتها وزعمائها؟