مفاوضات الدوحة تتواصل وسط تعنّت إسرائيلي وتمسّك بـ"مقترح ويتكوف"
تتواصل في العاصمة القطرية الدوحة المفاوضات بشأن وقف الحرب المستمرة على قطاع غزة منذ أكثر من 19 شهرًا وتبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس، وسط تعنّت متواصل من قبل تل أبيب وغياب أي مرونة في المواقف.
ويأتي ذلك بالتزامن مع وصول الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، إلى قطر، اليوم الأربعاء، في ثاني محطات جولته الخليجية، وهي الأولى له منذ بدء ولايته الثانية، حيث استهل زيارته بالإشارة إلى "أخبار جيدة" قد تتبلور حتى يوم الجمعة.
ويشارك في المفاوضات وفد إسرائيلي وصل إلى الدوحة لاستئناف المحادثات المتعثرة، وذلك بعد ضغوط مارسها الرئيس الأميركي دونالد ترامب عبر مبعوثه إلى الشرق الأوسط، ستيف فيتكوف، الذي اجتمع برئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، يوم الإثنين.
وذكر مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، في بيان صدر عنه في وقت سابق اليوم، أن نتنياهو أنهى سلسلة محادثات المطولة مع ويتكوف وفريق التفاوض الإسرائيلي في ملف الأسرى والمفقودين، دون أن يورد أي تفاصيل إضافية حول فحوى اللقاءات أو نتائجها.
ومساء اليوم، أدلى ويتكوف بتصريحات من الدوحة عبّر فيها عن تفاؤله بشأن غزة، وقال إن المحادثات التي أجراها مع أمير دولة قطر ورئيس الوزراء كانت "بناءة" ويتوقع أن تقود إلى "أشياء جيدة". وأضاف أن الوضع في غزة "مأساوي"، مشددًا على أن الجهود تُبذل لتحسينه.
في المقابل، نقل موقع "واللا" الإسرائيلي عن مسؤولَين إسرائيليين أن المحادثات التي يديرها المبعوث الأميركي في الدوحة لم تُحرز أي تقدّم حتى الآن. وأوضح أحد المسؤولين أن نتنياهو يُبدي "صفر مرونة" تجاه أي تعديلات على "مقترح ويتكوف".
وفي السياق ذاته، ذكرت قناة i24NEWS الإسرائيلية أن نتنياهو والوفد الإسرائيلي المرافق له أوضحوا خلال المباحثات أن "مقترح ويتكوف" هو الصيغة الوحيدة الممكنة من وجهة نظرهم، ولا مجال لقبول بدائل أو تعديلات جوهرية عليه.
وأضافت القناة، نقلًا عن مصدر مطّلع، أن عددًا من عائلات الأسرى الإسرائيليين المتواجدين في الدوحة عقدوا اجتماعا استمر ساعتين ونصف الساعة مع مسؤولين قطريين والمبعوث الأميركي، دون الإشارة إلى نتائج تلك اللقاءات.
كما نقلت القناة 12 الإسرائيلية عن مسؤول رفيع قوله إن تل أبيب "متمسكة" بـ"مقترح ويتكوف"، مشددا على أن الحرب لن تنتهي قبل استعادة جميع الأسرى وخضوع حركة حماس، بما في ذلك نزع سلاح غزة وإجلاء قادة فصائل المقاومة.
وذكرت القناة أن الوفد الإسرائيلي الذي وصل إلى الدوحة يمتلك تفويضًا محدودًا، ولا يملك مساحة كبيرة للمناورة، إذ يقتصر نطاق مفاوضاته على "مقترح ويتكوف"، ولفتت إلى أن ترامب "لا يضغط على إسرائيل حتى الآن لوقف نشاطها الهجومي في قطاع غزة".
وينص "مقترح ويتكوف" على الإفراج عن 10 أسرى أحياء – أي نحو نصف الأسرى الأحياء – ونصف القتلى، قبل وقف إطلاق نار يستمر لعدة أسابيع، يُقدّر بنحو 42 يومًا، على أن يجري الإفراج عن بقية الأسرى في نهاية هذه الفترة إذا تم التوصل إلى تفاهمات بشأن إنهاء الحرب.
ونقلت صحيفة "هآرتس" عن مصدر إسرائيلي مطلع أن ويتكوف أجرى عدة محادثات مع نتنياهو خلال الساعات الأخيرة في محاولة لدفع إسرائيل نحو مرونة أكبر في المفاوضات التي تستضيفها الدوحة، "دون جدوى".
وأضاف المصدر أن إسرائيل لا تزال تصر على "مقترح ويتكوف" الذي طُرح قبل شهرين ونصف، والذي يشترط إفراج حماس عن عشرة أسرى أحياء ونصف عدد الأسرى القتلى كشرط للدخول في مفاوضات ووقف لإطلاق النار لمدة 45 يومًا.
وأفاد المصدر بأن مسألة نزع سلاح حركة حماس لا تُناقش حاليًا داخل إسرائيل بسبب الشروط التي وضعتها تل أبيب، حتى في ظل ما اعتبره "استعدادًا من جانب الحركة لإبداء مرونة في هذا الملف"، وفقا لما أوردته صحيفة "هآرتس".
وأضاف المصدر أن حماس تشعر بخيبة أمل من عدم وجود أي مقابل لإفراجها عن الأسير عيدان ألكسندر، واعتبر أن الحركة قد توافق في مرحلة لاحقة على إطلاق سراح نصف عدد الأسرى كشرط لمواصلة المفاوضات، إذا شعرت أن "رأسها تحت المقصلة"، على حد تعبيره.
وكانت شبكة "سي إن إن" الأميركية قد نقلت عن مصدر مطلع في وقت سابق، اليوم، أن وفدًا إسرائيليًا رفيع المستوى سيجتمع مع ويتكوف ومبعوث الولايات المتحدة لشؤون الأسرى، آدم بولر، في العاصمة القطرية الدوحة.
وأضاف المصدر أن الوفد منخرط في محادثات لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى لإنهاء الحرب على غزة، وأن حماس مشاركة بشكل غير مباشر في المحادثات؛ وتأتي هذه التطورات في أعقاب إطلاق حماس سراح الأسير عيدان ألكسندر، الإثنين الماضي.
وجاء إطلاق سراح الأسير، الذي يحمل الجنسية المزدوجة الإسرائيلية والأميركية، بعد مفاوضات نادرة بين حماس وواشنطن. ونقلت شبكة "سي إن إن" عن مصدر مطّلع أن الإفراج عن ألكسندر سيمهّد مباشرة لمفاوضات تهدف إلى ترتيب أوسع يشمل إنهاء الحرب.
وقال المصدر: "سندخل فورًا في مفاوضات للتوصل إلى اتفاق سلام". وفي السياق ذاته، وصف مسؤولون أميركيون، بينهم الرئيس ترامب، خطوة الإفراج عن ألكسندر بأنها تمثل مرحلة أولى على طريق إنهاء الحرب والإفراج عن باقي المحتجزين.