تصعيد الاحتلال المستمر في طولكرم ومخيميها: حصار خانق وهدم منازل والاستيلاء على أخرى
تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على مدينة طولكرم ومخيمها لليوم الـ122 على التوالي، ولليوم الـ109 على مخيم نور شمس، وسط تصعيد ميداني مستمر.
وقالت مصادر صحفية، إن المدينة وضواحيها تشهدان على مدار الساعة، تحركات مكثفة لآليات الاحتلال وفرق المشاة، وهي تجوب الشوارع الرئيسية والأحياء، وتعترض تحرك المواطنين والمركبات مع إطلاق أبواق آلياتها بطريقة استفزازية، والسير بعكس اتجاه السير، إلى جانب إقامة حواجز مفاجئة خصوصا في وسط السوق، وشارع نابلس، وتعرض المواطنين للإيقاف والتفتيش والاستجواب والتنكيل.
وفجر اليوم، اعتدت قوات الاحتلال على الشاب فؤاد العلي بالضرب المبرح، بعد مداهمة منزله في الحي الغربي للمدينة، وتفتيشه وتخريب محتوياته، علما أنه كان قد تم اعتقاله عند حاجز طيار في شارع نابلس مساء أمس، وأُفرج عنه بعد منتصف الليل.
وفي موازاة ذلك، يواصل الاحتلال فرض حصار خانق على مخيمي طولكرم ونور شمس، مترافق مع سماع دوي إطلاق نار وانفجارات، بين الفينة والأخرى، وسط انتشار مكثف لآليات الاحتلال وفرق المشاة في محيطهما وحاراتهما، وملاحقة كل من يحاول من السكان الوصول إلى منزله لتفقدها وأخذ مقتنياته منها واحتجازه.
وقد شهد مخيم نور شمس خلال الأيام الأخيرة حملة هدم طالت أكثر من 20 مبنى سكنيا في حاراته الرئيسية، وتضررت بفعلها مبانٍ مجاورة، وذلك في سياق تنفيذ مخطط الاحتلال لهدم 106 مبانٍ في المخيمين، منها 58 في مخيم طولكرم و48 في مخيم نور شمس، لفتح شوارع وطرقات وتغيير معالمهما الجغرافية.
كما أمهلت قوات الاحتلال قبل يومين عددا من سكان حارتي العكاشة والبلاونة في مخيم طولكرم ثلاث ساعات، لإخلاء مقتنياتهم من منازلهم التي طُردوا منها قسرا، تمهيدا لهدمها، ضمن مخططها المقرر.
وتواصل قوات الاحتلال أيضا الاستيلاء على منازل ومبانٍ سكنية في شارع نابلس والحي الشمالي المجاور، بعد إخلاء سكانها بالقوة، وتحويلها إلى ثكنات عسكرية، وبعضها تحت سيطرة الاحتلال منذ أكثر من شهرين.
ويشهد شارع نابلس الواصل بين مخيمي طولكرم ونور شمس أضرارا كبيرة، بعد أن وضعت قوات الاحتلال قبل أشهر سواتر ترابية متقطعة على طوله، ما أثر بشكل كبير في حركة المركبات وفاقم معاناة المواطنين.
إلى ذلك، أنجزت بلدية طولكرم أعمال تعبيد مقطع من شارع نابلس وتحديدا أمام المدخل الشمالي الرئيسي لمخيم طولكرم، الذي دمره الاحتلال خلال عدوانه المتواصل، وذلك بتمويل من المنحة الإسعافية الحكومية، التي تشمل أعمال بنية تحتية وتعبيد عدد من الشوارع والمفترقات في المدينة وضواحيها.
وخلّف العدوان المستمر حتى الآن استشهاد 13 مواطنا، بينهم طفل وامرأتان إحداهما كانت حاملا في شهرها الثامن، إلى جانب عشرات الجرحى والمعتقلين، إضافة إلى دمار واسع طال البنية التحتية والمنازل والمحلات التجارية والمركبات، إثر عمليات هدم وإحراق ونهب.
وقد أدى هذا التصعيد إلى تهجير أكثر من 4200 عائلة من المخيمين، أي ما يزيد على 25 ألف مواطن، وتدمير أكثر من 400 منزل كليا، و2573 منزلا بشكل جزئي، فضلا عن إغلاق مداخل المخيمين وأزقتهما بالسواتر الترابية، وتحويلهما إلى مناطق معزولة تكاد تخلو من مظاهر الحياة.