انهيار مبنيين متضررين من قصف سابق للاحتلال بمدينة غزة الأردن: شاركنا بالهجمات على مواقع داعش جنوب سوريا إحياء "اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني" في المكسيك ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 70,925 شهيدًا بطريرك القدس للاتين من غزة: سنعيد إعمار البيوت والمدارس ولن نرحل الاحتلال يتوغل للمرة الثالثة بريف القنيطرة جنوب سوريا ويقطع طريقا سعد: خسائر العمال الفلسطينيين تتجاوز 9 مليارات دولار مجلس الكنائس العالمي يحثّ الإدارة الأميركية والمفوضية الأوروبية على الانخراط في حماية الفلسطينيين اليونان تدرس إرسال قوات إلى غزة ضمن خطة ترامب مباحثات دولية حول غزة وغوتيريش يشدد على التنفيذ الكامل لوقف إطلاق النار مستوطنون يقتحمون تل ماعين الأثري في بادية يطا المفتي: الجمعة 16 كانون الثاني ذكرى الإسراء والمعراج خطة أمريكية لإعادة هندسة غزة سياسيًا فوق ركام الإبادة إصابة برصاص الاحتلال في الرام مستوطنون يهاجمون قرية شقبا غرب رام الله

ظلال جديدة في غزة.. 5 عصابات مسلحة ترفع راية "اليوم التالي"

حذرت تقارير من تنامي نفوذ 5 جماعات مسلحة نشطت على الأقل في المنطقة العسكرية المعروفة بـ"الخط الأصفر" داخل قطاع غزة، بعد أن بدأت كعصابات انتهازية استغلت فوضى الحرب.

وأوضح تقرير لشبكة "سي إن إن" أن هذه الجماعات، استقرت حاليا ضمن شبكة ميليشيات منظمة ومُنسقة؛ حيث تُعدّ نفسها علنًا لوراثة السلطة والاضطلاع بدور قيادي في مرحلة اليوم التالي حال غياب حركة حماس عن المشهد.

صراع الميليشيات في غزة
ويضيف التقرير، أن رصاصات الاغتيال التي استهدفت الشيخ محمد أبو مصطفى في خان يونس مطلع نوفمبر/ تشرين الثاني لم تكن مجرد حادث جنائي، بل كشفت عن وجه جديد للصراع داخل قطاع غزة؛ حيث تنشط 5 فصائل مسلحة على الأقل في المناطق الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية "شرق الخط الأصفر"، ساعية لفرض نفوذها كبديل محلي لحركة حماس في مرحلة اليوم التالي.

ووفق تقرير الشبكة، ما بدأ كعصابات متفرقة تستغل فوضى الحرب، تحول إلى شبكة منسقة من الميليشيات المسلحة، ويبرز اسم حسام الأسطل، قائد ما يسمى "قوة مكافحة الإرهاب"، كأحد أبرز الوجوه التي تعمل علانية لإسقاط حماس، مؤكدًا أن مجموعته "ليست ظاهرة ستختفي، بل سيكون لها دور محوري في المرحلة المقبلة". 

وتتشارك هذه المجموعات، مثل "الجيش الشعبي" و"قوات أبو شباب"، في هدف واحد، وهو ملء فراغ السلطة وتجنيد المدنيين برواتب مغرية تصل إلى 1500 دولار.


رد حماس العنيف
وتشن هذه الميليشيات هجمات "كر وفر" ضد حركة حماس في لحظة حاسمة لإرساء الحكم، وهو ما دفع الحركة للرد بقسوة؛ حيث نفذت إعدامات ميدانية بحق من وصفتهم بـ"المتعاونين"، واحتفلت مطلع هذا الشهر بمقتل "ياسر أبو شباب"، أحد أبرز منافسيها الداخليين، متهمة عصابته بالمسؤولية عن ملاحقة عناصرها داخل الأنفاق.

خطة "اليوم التالي" 
وتتقاطع طموحات هذه الميليشيات مع رؤى دولية، حيث أشار جاريد كوشنر إلى إمكانية بدء إعادة الإعمار في مناطق خالية من حركة حماس مثل رفح، بمشاركة هذه القوى في التأمين، إلا أن هذا المخطط يصطدم بواقع "غزة المنقسمة".

ويصر قادة الميليشيات الذين تحدثت إليهم شبكة "سي إن إن" على أنهم جزء من "اليوم التالي" في غزة، على الرغم من أنه لا يزال من غير الواضح ما إذا كانوا سيحصلون على دعم شعبي كافٍ للحكم في حال انسحاب إسرائيل بالكامل.

وقال الأسطل قبل أن يكشف عن خطط لتجديد مستشفى في المنطقة التي يعمل بها: "سيكون دورنا محوريًا، لسنا ظاهرة ستختفي، سنكون بالتأكيد حاضرين في المرحلة التالية للخطة".

وأفاد مصدران إسرائيليان مطلعان على الأمر أن إسرائيل ستواصل دعم الميليشيات، حتى بعد مقتل أبو شباب، وقال أحد المصدرين إن ميليشياته كان من المفترض أن تشارك في تأمين موقع إعادة الإعمار المُزمع إنشاؤه في رفح.


سكان وهميون
وقال محمد شهادة، الخبير بشؤون غزة في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، إنه سيُسمح للميليشيات، إلى جانب عائلاتهم وعدد قليل من الفلسطينيين الآخرين الذين تم فحصهم، بالعيش في المناطق التي تسيطر عليها إسرائيل كـ"سكان وهميين" في رفح المعاد بناؤها.

وأضاف، "شرق غزة هو المكان الذي تجري فيه عملية إعادة الإعمار، أما غرب غزة فقد تُرك في حالة خراب، وكلاهما مقسم بالخط الأصفر، المفارقة هي أنه لا أحد يعيش فعليًا في شرق غزة، ولا يُسمح لأحد بالعيش هناك، لذا فإن العصابات الآن تخدم سكانًا وهميين".

ومن غير الواضح ما إذا كان سكان غزة سيفكرون حتى في الانتقال إلى المناطق المحتلة، وقد قتلت القوات الإسرائيلية بالفعل عددًا من الفلسطينيين الذين اقتربوا من الخط الأصفر.

وقال مجدي، أحد سكان مدينة غزة، مكتفيًا بذكر اسمه الأول لحماية هويته: "من الغريب كيف يُسمح للناس بالتحرك، إذا اقتربت من الخط الأصفر، فأنت ميت، يُعتبر من يذهبون جواسيس لإسرائيل، لا بد من وجود سلطة فلسطينية تأمرنا بالتحرك، لن نتحرك إلا بعد انسحاب إسرائيل".


صوملة القطاع
وفي ظلّ حالة الجمود الدبلوماسي التي تفصل بين المرحلتين الأولى والثانية من وقف إطلاق النار، سعت الميليشيات إلى ترسيخ وجودها كجزء لا يتجزأ من مستقبل غزة، ولكن في غياب خطة للحكم، تُزيد هذه الميليشيات من غموض الطريق أمامها، ساعيةً إلى تحقيق مصالحها الخاصة في هذه المنطقة التي مزقتها الحرب والتي لا تزال تتوق إلى السلام.

وتخلص الشبكة، إلى أنه رغم الدعم الإسرائيلي المستمر، تظل هذه الميليشيات مفتقرة للحاضنة الشعبية والمهارة الكافية لاستبدال حركة حماس كليًا، ما يهدد بانزلاق القطاع نحو صراع أهلي مفتوح و"صوملة" (يحويل البلد إلى وضع يشبه ما حدث في الصومال بعد انهيار الدولة) تزيد غموض الطريق أمام أي تسوية سياسية شاملة.