إصابات بالاختناق خلال اقتحام الاحتلال اللبن الشرقية تصريحات تحريضية من وزير جيش الاحتلال: إحراق البلدات الفلسطينية ليس إرهابا! ضبط أجهزة تجسس إسرائيلية في غزة بتقنيات متطورة 15 شهيدا في غارات الاحتلال على النصيرات وغزة الاحتلال يقتحم المنطقة الشرقية في نابلس حدث أمني في شمال القطاع..تقارير إسرائيلية تتحدث عن قتلى وإصابات في صفوف الجنود حالة الطقس: استمرار الأجواء الحارة حتى الجمعة 13 شهيدًا بينهم أطفال ونساء وعشرات الجرحى في قصف إسرائيلي استهدف منازل ومراكز إيواء في غزة قوات الاحتلال تعتقل مواطنين من بلدة الخضر جنوب بيت لحم وتوزع منشورات تهديدية الاحتلال يعتقل شابًا من الأمعري ويقتحم بلدات غرب وشرق رام الله مقتل خمسة جنود وإصابة آخرين في كمين مركب نفذته المقاومة ليلة أمس ببيت حانون الاحتلال يقتحم بلدتي برقين وبير الباشا جنوب وجنوب غرب جنين ويعتدي على المواطنين والمزارعين مستوطنون يسرقون معدات للثروة الحيوانية من خربة الفارسية في الأغوار الشمالية الاحتلال يعتقل ثلاثة أسرى محررين ويستدعي رابعًا عقب اقتحام الخليل ودورا الشرطة تستعيد مركبة مسلوبة بداخلها مبلغ مالي كبير في ضواحي القدس

اليوم ذكرى "معركة السموع" التي اندلعت بين جيش الاحتلال والجيش الأردني جنوب الخليل

وكالة الحرية الاخبارية -  خاص - هيثم ابوسيف

في مثل هذا اليوم 13 تشرين الثاني من عام 1966 قام لواء المشاة "حطين" في الجيش العربي الأردني بتقديم أسمى معاني البطولة والصمود في معركة السموع ، حيث اجتاز رتلان من دبابات الاحتلال خط الهدنة، وتوجها لبلدة السموع لمهاجمتها بحجة وجود خلية فدائية فيها، وأن هذه الخلية نفذت عدة هجمات في العمق الإسرائيلي.

كانت إسرائيل دائمة التعدي على حدود الأردن في الضفة الغربية، ولم تسلم مدن الضفة الشرقية من هذه الغطرسة، لذا خطط العدو بطبيعته الغادرة لمهاجمة قرية السمّوع جنوب مدينة الخليل، وترويع السكان من أجل تهجيرهم، والضغط على الجيش الأردني، فكانت معركة السمّوع التي جرت في 13/11/1966م، حدثاً مدوياً لأنها كانت بمثابة مجزرة أدانها العالم أجمع، فلقد هاجم الإسرائيليون قرية السمّوع بأربعة آلاف جندي تقريبا.

وقد هبت القوات الأردنية للدفاع عن القرية، وخاض الجنود الاردنيون معركة شرسة، واجهوا فيها التفوق العددي والسلاح المتطور الفتاك، وقد ضرب لواء حطين بقيادة العقيد الركن بهجت المحيسن أروع صور البطولة والفداء، وقد وصلت معلومات عن اشتراك الطيران الإسرائيلي الحربي بشكل كبير في المعركة، إلى قيادة سلاح الجو الأردني، الذي بادر بإرسال تشكل من طائرات الهوكرهنتر، وتبعه بتشكيل ثانٍ، وكانت هذه المعركة الثانية التي يخوضها هذا السلاح، ورغم كثافة طيران العدو، بطائراته الحديثة، إلا أن الطيارين الاردنيين كانوا الأبرز، وتمكنوا من توجيه ضربات مؤلمة للقوات المعتدية وللطيران الإسرائيلي.

لفتت مشاركة الطيار موفق السلطي نظر الإسرائيليين، الذين يرصدون تطور الأردن في هذا المجال، حيث تفوق على الطيران الحربي الإسرائيلي، وأسقط طائرتين إسرائيليتين، وأصاب ثالثة سقطت دخل الخط الأخضر، وقد لاحق الطيران الإسرائيلي طائرة موفق السلطي، وذكر الطيار الإسرائيلي الذي تصدى لهذه المهمة، أنه درس أسلوب موفق السلطي في الهجوم والمراوغة، وفهم تكتيكاته المتطورة، وتمكن بفضل ذلك من إصابة طائرته إصابة مباشرة، بعد عودته من أرض المعركة بلا ذخيرة، وقد قفز موفق من الطائرة المصابة بالمظلة، فأستشهد قريباً من الضفة الغربية للبحر الميت بعد اطلاق النار عليه من طائرة اخرى للاحتلال، وقد تمكن الطيار الأردني مروان نور الدين الذي كان يقود طائرة هيلوكبتر من العثور على جثته الطاهرة، على ثرى الأرض المباركة.

هجوم الاحتلال هذا أسفر عن نسف  125 منزلاً وبناية بينها المدرسة والعيادة الطبية والمسجد في القرية، وذلك رغم المقاومة الباسلة التي أبداها سكان القرية والحامية الأردنية صغيرة العدد وقد أدان مجلس الأمن الدولي بقرار رقم 288 في ديسمبر من نفس العام المذبحة الإسرائيلية، ورفض تذرُّع إسرائيل الواهي بانفجار لغمين في أكتوبر 1966 جنوبي الخليل كمبرر للعدوان أدَّت المذبحة إلى استشهاد 4 وجرح 130 جميعهم من المدنيين بينهم نساء وأطفال وشيوخ. وتُعَد المذبحة نموذجاً للإرهاب المؤسسي المنظم الذي تمارسه الدولة الصيهونية.

ومع حلول مساء ذلك اليوم كانت القوات الأردنية رغم خسائرها في الأرواح وقلة العتاد، تلحق الهزيمة بالقوات الإسرائيلية، وتتمكن من دحرها إلى ما بعد خط الهدنة، وقد أستشهد من الجيش الأردني (21) شهيداً، وأصيب قائد اللواء بهجت المحيسن في أرض المعركة والرائد ضيف الله الهباهبة، الذي استشهد متأثراً بجراحه البليغة، ورفض الإسرائيليون الاعتراف بخسائرهم، وذكرت تقارير غربية، مقتل العقيد «يواف شاهام» قائد العملية وإصابة عشرة جنود آخرين.

كان لاستشهاد الطيار موفق السلطي صداه المؤلم لدى الأردنيين، فلقد كان من الجيل الذين حملوا أعباء الحرب الجوية المتطورة على أرواحهم، متسلحين بالعزيمة وحسن التدريب، متفوقين على الطائرات الحديثة والسريعة، فكانت لهم الغلبة على الإسرائيليين في معركتين متتاليتين، بفضل العنصر البشري المتميز، وقد شكل موفق السلطي أنموذجاً فريدا في البطولة اقتدى به كل من جاء بعده من صقور سلاح الجو الأردني، وتكريماً لهذا الشهيد البطل فقد أطلق أسمه على واحدة من أهم القواعد العسكرية – قاعدة الشهيد موفق السلطي – في الأزرق، ليبقى عنواناً للبسالة والفداء في سماء الوطن الاردن وترابه الطيب الحر.

أثار العدوان على السموع ردود فعل عربية متعددة على مختلف الصعد. وقد دلت المواقف العربية من العدوان على الحاجة الماسة لتسليح سكان القرى الأمامية ليتمكنوا من الدفاع عن أنفسهم ومساندة القوات السلحة العربية في التصدي لأي عدوان مقبل.

شهداء المعركة
من الجيش العربي الأردني :
1- الرائد محمد ضيف الله الهباهبة
2- ملازم أول طيار موفق بدر السلطي
3- الجندي حمدان عبدالرحمن كرم الخليفات
4- الجندي سالم عليان سليمان العموش
5- الجندي راجي مقبول سالم الشموط
6- الجندي أحمد سعيد موسى العثامين
7- الجندي عبدالقادر عبدالجواد عودة الحروب
8- الجندي مفلح محمد سليمان الختاتلة
9- الجندي إبراهيم حسن يوسف مصلح
10- الجندي يونس حسين مسلم
11- الجندي عبدالقادر شاكر محمد صدقة
12- الجندي عطاالله علي متروك العوران
13- الجندي أحمد عبدالكريم محمد السويطي
14- الجندي عبدالرحيم عبدالله مسلم محفوظ
15- الجندي محمد أحمد حمد دار عودة

الشهداء من المدنيين جراء قصف الطيران الاسرائيلي :

1- عيسى أحمد أبوسيف
2- اسماعيل حرزالله المحاريق
3- ام احمد منصور الخلايلة.

وتظهر الصور الدمار الكبير الذي خلفته المعركة ببيوت القرية، حيث قام الطيران الإسرائيلي بقصف مكثف، إضافة لقيام الاحتلال باستقدام كتيبتين من المدفعية إلى أرض المعركة والتي شاركت في قصف القرية.