عبد الملك الحوثي: الاحتلال مع واشنطن وتخاذل العرب تسعى لتجريد الفلسطينيين من حقهم
رأى قائد حركة أنصار الله في اليمن، عبدالملك الحوثي، إنّ الأميركي والإسرائيلي "يتنكران لاعتراف بعض الدول الأوروبية بالدولة الفلسطينية"، ويسعيان لتحويل قطاع غزة إلى منطقة "مستباحة" خالية من أي حضور مقاوم ومجاهد للشعب الفلسطيني، عبر بنود في خطة ترامب تهدف إلى نزع سلاح المقاومة وتهجير المجاهدين من القطاع.
حمّل الحوثي الولايات المتحدة و"إسرائيل" مسؤولية العنف والوحشية في قطاع غزة، واصفاً حجم الجرائم الاسرائيلية بالشراكة الأميركية بالـمخزي والفظيع "وبلغ مستوى مهول ورهيب من الإجرام".
وذكر أن الإعلان الأميركي جاء رداً على الضجة والاستياء العالميين من "الوحشية والإبادة الجماعية" التي تمارسها "إسرائيل" بشراكة أميركية.
وأضاف أن الممارسات الإسرائيلية تشمل تجويع الأطفال الرضع وإجراءات استباحة الأهالي في غزة، إلى حد يحرج الحكومات والأنظمة عن عدم التعبير عن استيائها، لافتاً إلى أنّ بعض الدول أقدمت حتى على اعتراف شكلي بدولة فلسطين تعبيراً عن هذا الاستياء.
وأكد أن خطة ترامب التي قُدمت لنتنياهو، تشتمل على بنود تحقق أهداف إسرائيلية، ذاكراً أنّ "اعتراف ترامب بالقدس وقراراته السابقة" تجد سياقها في هذا التوجه "الخطير الذي يسعى إلى مصادرة الحقوق الفلسطينية وتجريد الشعب في غزة من حقه في الإدارة والدفاع عن نفسه".
كذلك، وصف الحوثي أسطول الصمود، بأنه شكل بارز ورمزي للتضامن، وأنّ محاولات كسر الحصار متواصلة رغم المخاطر الكبيرة، مشيراً إلى أنّ العدو اعتاد على الاعتداء على تلك القوافل واحتجاز الناشطين ومصادرة المساعدات، فيما نجح الناشطون في فضح ممارسات العدو والفت نظر العالم لمعاناة الشعب الفلسطيني.
ونوّه بأن تحركات الناشطين لكسر الحصار، هي المحاولة التضامنية الـ38، وأنّ هؤلاء الناشطين عملوا على لفت الانتباه، وإقامة الحجة على الأمم التي تترقب تجويع الشعب الفلسطيني.
وقال الحوثي إن ما يُسمّى "مؤسسة غزة الإنسانية" عنوان مخادع، موضحاً أن الخطوات الأميركية الرامية إلى الظهور بمظهر الساعي لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني جاءت في واقع الأمر لخدمة أهدافٍ تخدم العدو وتُسهِم في القتل وانتهاك كرامة الفلسطينيين.
وأضاف أن هذه المؤسسة "وسيلة من وسائل القتل والانتهاك"، وأن المبادرات الأميركية تظهر كغطاء للتغطية على شراكتها مع "إسرائيل" في استهداف المدنيين وفرض إجراءات تجويع وتهجير.
وأكد أن التحركات الدولية التي تُعرض على أنها حلول إنسانية لا تُغني عن الموقف الحقيقي مع المقاومة والشعب الفلسطيني، مشدداً على أن الكشف عن هذه النوايا الخادعة يوضح ضرورة استمرار التضامن الشعبي والمقاوم، كوسيلة لمواجهة محاولات مصادرة الحقوق الفلسطينية.
كما نوّه الحوثي إلى أن "الضجة العالمية والأنشطة الشعبية في أوروبا وأميركا وأستراليا وغيرها تمثل ضغطاً مستمراً لمساندة الشعب الفلسطيني"، مضيفاً أن التحركات الشعبية ومنها تحركات عمال الموانئ والنقابات في إيطاليا أثّرت على مواقف بعض الأنظمة وأحرجتها.
وأشار إلى نجاح عمال الموانئ ونقابات العمل في إيطاليا في منع تصدير شحنة وقود إلى "إسرائيل"، كما ذكر قرار سلوفينيا الحكومي بحظر دخول نتنياهو، واستحسان موقف الرئيس الكولومبي الذي دعا إلى تشكيل "جيش لتحرير فلسطين" وقطع العلاقات مع "إسرائيل"، واعتبر أن مواقف كثير من زعماء العالم العربي والاسلامي لم ترتق إلى مستوى هذا الموقف الكولومبي.
وأكد الحوثي استمرار عمليات "الإسناد" من اليمن، في إطار ما أسماه "معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس"، مشيراً إلى أنً العمليات هذا الأسبوع شملت 18 عملية بين صواريخ وطائرات مسيرة، منها ضربات استهدفت أهدافاً تابعة لـ"إسرائيل" وفي البحر، إضافة إلى تصدي لعمليات العدو البحري.
وذكر أن العمليات البحرية استهدفت سفينة مخالفة لقرار حظر الملاحة تجاه "إسرائيل"، وأن عدد السفن المستهدفة في عمليات الإسناد بلغ 228 سفينة، وهو رقم يُظهر جدية وتأثير الموقف اليمني.
كما أن تلك العمليات أثّرت في تعطيل ميناء أم الرشراش وتسببت بخسائر اقتصادية للعدو وأعطت دلالة استراتيجية في منع الملاحة عبر البحر الأحمر إلى باب المندب وخليج عدن.
وأكد الحوثي، أن الاحتجاجات في الأسبوع الماضي، بلغت 1.416 مظاهرة ووقفة، وأن يوم الجمعة بعد العدوان، شهد خروجاً مليونياً كبيراً ومشرفاً، مؤكداً استمرار التعبئة بوسائل متعددة تشمل دورات ومناورات وعروضاً ومسيرات عسكرية في عدد من المحافظات.
وشدّد على أن الأنشطة المستمرة للتعبئة "موصولة بالله" وتُعتبر جهاداً في سبيل الله، وأن موقف الشعب مبني على قِيَم دينية وإنسانية وأخلاقية، فيما اعتبر أن الخسارة تكمن في خيار الاستسلام الذي يؤدي إلى استباحة وإذلال وإبادة.
واختتم الحوثي كلمته بالتأكيد على أنّ مواجهة العدوان والوقوف مع الشعب الفلسطيني واجب إيماني وإنساني، وأن كل أشكال الدعم والمقاومة والتضامن ستستمر معتمدة على المبادئ الدينية والوطنية، مع دعوة لمواصلة الضغط الشعبي والسياسي والدبلوماسي على الأنظمة والحكومات التي تتواطأ أو تتخاذل.