وفاة الممثّل والمخرج محمد بكري
غيّب الموت، اليوم الأربعاء، الممثّل والمخرج القدير محمد بكري، عن عمر يناهز 72 عاما، وبعد مسيرة فنيّة حافلة بالإنجازات، نقل خلالها معاناة شعبه الفلسطينيّ.
وتوفي الفنان والمخرج القدير، في مستشفى نهريا، بعد معاناة مع أمراض القلب، وفق ما أفادت أسرته.
ويُعد بكري أحد أبرز الأسماء في السينما والمسرح الفلسطيني، إذ ترك بصمة لا تمحى في المشهدين العربي والدولي، عبر عشرات الأعمال التي شارك فيها تمثيلًا وإخراجًا وإنتاجًا.
ولاحقت سلطات الاحتلال، الفنان القدير بكري، لسنوات طويلة، أُجبر خلالها على خوض محاكمات عديدة تتعلّق بعمله الفنّي، والقضيّة الفلسطينية، وبخاصّة الملاحثات المطوّلة التي تعرّض لها الممثل القدير بشأن قضية فيلمه "جنين جنين".
وأكّد بكري مرارا، مواصلة مسيرته الفنية، وأنه عازم على نقل الاضطهاد الذي يواجهه الشعب الفلسطيني، ونقل معاناته إلى كلّ العالم، غير آبه بمحاولات إسرائيل طمس الرواية الفلسطينية.
وسبق أن قال في معرض تعقيبه على قرار المحكمة بمنع عرض فيلمه، إنه "غير نادم على شيء، ولو عاد الزمان بي إلى الوراء لكنت سأعيد تصوير الفيلم لفضح الجرائم غير الإنسانية التي ارتكبها جيش الاحتلال في اجتياحه لمخيم جنين البطل".
وأضاف بكري أن "محاولة اعتماد المحكمة على إفادات شهود العيان من سكان المخيم الذين تواجدوا في المكان خلال الاجتياح الإسرائيلي للمخيم والاتهام بأنها مفبركة هو بمثابة ذرّ للرماد بالعيون، لأنني كفنان لم أتدخل في مضمون الشهادات أو توجيههم، وهذه هي الحقيقة التي لا يريد الاحتلال سماعها لأنها تفضح جرائمه".
ووُلد بكري في قرية البعنة بالجليل، ودرس في مدارسها قبل أن يلتحق بثانوية عكا، وتابع دراسته الجامعية في جامعة تل أبيب عام 1973، حيث تخصص في الأدب العربي والمسرح، وتخرج بعد ثلاث سنوات. تميز بحب كبير للتمثيل والثقافة، وشارك في مشاريع فنية في بلدان عديدة بينها هولندا وبلجيكا وفرنسا وكندا.
وانطلقت مسيرته المسرحية بعرض "مشهد من الجسر" للكاتب آرثر ميلر، ثم واصل المشاركة في أعمال مسرحية محلية، إلى جانب أعمال سينمائية بارزة مثل "وراء القضبان"، و"حيفا"، و"برايفيت"، و"تحت أقدام النساء". وكان لفيلمه الوثائقي "جنين جنين" تأثير بالغ أثار جدلاً واسعًا في الأوساط الإسرائيلية حتى وصل الأمر إلى منعه وملاحقته قضائيًا.