مركز "شمس" يطالب الأمم المتحدة والأسرة الدولية بالضغط على دولة الاحتلال لإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة وضمان عمل الطواقم الإنسانية وحمايتها

طالبَ مركز إعلام حقوق الإنسان والديمقراطية "شمس"  الأمم المتحدة والأسرة الدولية  بضرورة الضغط  على دولة الاحتلال من أجل إيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة المحاصر وضمان عمل وحماية العاملين في المجال الإنساني وعدم التعرض لهم، ففي اليوم العالمي الذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة للتضامن مع العاملين في العمل الإنساني ليكون (19) من آب من كل عام يوماً دولياً للتضامن مع هؤلاء العاملين والجنود المجهولين الذين يقدمون المساعدات الإنسانية في أماكن الحروب والنزاعات المسلحة ، جاء ذلك عبر بيان أصدره المركز بمناسبة اليوم العالمي للعمل الإنساني .

كما وندد مركز "شمس" بالاستهداف المباشر للطواقم العاملة في المجال الإنساني في قطاع غزة والتي أسفرت عن وفاة عدد كبير من العاملين في تلك الطواقم سواء من العاملين الدوليين الأجانب أو من المواطنين الفلسطينيين والتي كان آخرها استهداف عمال الإغاثة من مؤسسة المطبخ العالمي الدولية، وقد بلغ عدد الضحايا من وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا منذ بداية العدوان على قطاع غزة (207) شهداء، إن تلك الأعمال تعبر عن سياسة الإجرام والإرهاب التي يمارسها جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة في ظل الحالة الإنسانية الطارئة وانتشار المجاعة والأمراض والأوبئة وعدم توفر الأدوية والمستلزمات الطبية، وتدمير المستشفيات والمراكز الطبية، مما ينذر بكارثة إنسانية كبرى لم يشهدها العالم منذ الحرب العالمية الثانية.
وقال مركز "شمس" أنه في اليوم العالمي للعمل الإنساني ما زال هناك أكثر من مليونين مواطن فلسطيني في قطاع غزة يعانون منذ أكثر من (315) يوم من ظروف الحصار والإغلاق ومنع دخول المساعدات الإنسانية والغذائية والدوائية، واستمرار أعمال الإبادة الجماعية بحقهم من قبل الاحتلال الإسرائيلي، إضافة إلى استهداف العالمين في المجال الإغاثي والإنساني من منظمات دولية وهيئات الأمم المتحدة وعلى رأسها العاملين في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا، وما زالت آلة القتل والحرب الإسرائيلية تمعن في استهداف مقرات الأمم المتحدة وأماكن توزيع المساعدات الغذائية ومدارس الاونروا، في ظل صمت دولي على تلك الجرائم التي يندى لها جبين الإنسانية جمعاء.

واستنكر مركز" شمس" سياسة العقوبات الجماعية التي يفرضها الاحتلال على قطاع غزة والتي تتجلى في منع دخول الغذاء والدواء والمياه والوقود والكهرباء والاحتياجات الأساسية إلى الأطفال والنساء والمرضى والعجزة، والتي جاءت بقرار رسمي من حكومة الاحتلال، إذ صرح ما يعرف بوزير الحرب يواف غالانت بإغلاق كافة المعابر في قطاع غزة ومنع دخول المساعدات الإنسانية، وأمر بفرض حصار محكم على القطاع  وقال (لا ماء، لا غذاء، لا وقود)، وقال نحن نحارب حيوانات بشرية.
وأكد مركز "شمس" على  أن استهداف العاملين في المجال الإنساني في قطاع غزة ومنع دخول المساعدات الإنسانية يشكل انتهاكاً جسيماً للقانون الدولي الإنساني وللقانون الدولي لحقوق الإنسان ولقرارات مجلس الأمن الدولي، لا سميا قرار مجلس الأمن رقم ( 1502) المؤرخ في 26/ آب 2003م، والذي أكد على إدانة كافة أشكال العنف التي تتعرض لها الطواقم العاملة في المجال الإنساني، وطالب كافة الدول على ضمان عدم الإفلات من العقاب للمتورطين في تلك الجرائم، وحث جميع الدول على ضمان وصول الطواقم العاملة في المجال الإنساني إلى الأشخاص المحتاجين للمساعدة وتوفير كافة التسهيلات لهم، وانتهاك أيضاً لقرار الجمعية العامة بشأن سلامة وأمن العاملين في مجال تقديم المساعدات الإنسانية وحماية موظفي الأمم المتحدة المؤرخ في 13 كانون أول 2012م. وانتهاك لاتفاقية جنيف الرابعة، إذ نصت المادة رقم (23) من الاتفاقية (على كل طرف من الأطراف السامية المتعاقدة أن يكفل حرية مرور جميع رسالات الأدوية والمهمات الطبية ومستلزمات العبادة المرسلة حصراً إلى سكان طرف متعاقد آخر المدنيين، حتى لو كان خصماً، وعليه كذلك الترخيص بحرية مرور أي رسالات من الأغذية الضرورية، والملابس)، وللبروتوكول الاختياري الأول الملحق باتفاقيات جنيف، إذ نصت المادة رقم (75) على( حظر العقوبات الجماعية حالاً واستقبالاً في أي زمان ومكان سواء ارتكبها معتمدون مدنيون أم عسكريون، وتجويع المدنيين) كما ونصت المادة رقم (54) من البروتوكول على (حماية الأعيان والمواد التي لا غنى عنها لبقاء السكان المدنيين، وتحظر تجويع المدنيين كأسلوب من أساليب الحرب). إضافة إلى المادة رقم (14) من البروتوكول الإضافي الثاني الملحق باتفاقيات جنيف والتي تنص على (حظر تجويع المدنيين كأسلوب من أساليب القتال ومن ثم يحظر توصلاً لذلك مهاجمة أو تدمير أو نقل أو تعطيل الأعيان والمواد التي لا غنى عنها لبقاء السكان المدنيين على قيد الحياة ومثالها المواد الغذائية والمناطق الزراعية التي تنتجها والمحاصيل والماشية ومرافق مياه الشرب وشبكاتها وأشغال الري).

ودعا مركز "شمس" الأمين العام للأمم المتحدة والأطراف السامية الموقع على اتفاقيات جنيف ومكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، وبرنامج الغذاء العالمي، ومنظمة الصحة العالمية، ومنظمة الصليب الأحمر الدولي والمؤسسات العاملة في المجال الإنساني الحكومية والغير حكومية، إلى ضرورة القيام بواجباتها الإنسانية والضغط على الاحتلال لحماية العاملين في المجال الإنساني والسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بشكل طبيعي في ظل انتشار الحالة الوبائية الصعبة وظروف المجاعة فيه.